;

"الوضع أصبح مقلقا".. اجتماع طارئ لـ"الصحة العالمية" بشأن "جدري القردة"

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 14 يونيو 2022
"الوضع أصبح مقلقا".. اجتماع طارئ لـ"الصحة العالمية" بشأن "جدري القردة"

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، عقد اجتماعاً طارئاً في 23 يونيو، لتحديد إن كانت ستصنّف تفشي جدري القردة عالمياً على أنه حالة طوارئ صحية عامة تستدعي قلقا دولياً.

وأوضح مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، للصحافيين أن "تفشي جدري القردة غير عادي ومقلق. لهذا السبب، قررت عقد اجتماع للجنة الطوارئ بموجب القواعد الصحية الدولية الأسبوع المقبل، لتقييم إن كان هذا التفشي يمثّل حالة طوارئ صحية تثير القلق دوليا".

يأتي ذلك بينما سُجل أكثر من 1600 حالة إصابة بالمرض الفيروسي في نحو 30 دولة، معظمها في أوروبا، منذ أوائل مايو الماضي.

وقالت المنظمة، إن التطعيم الجماعي ضد جدري القردة ليس مطلوباً حالياً، مشيرة إلى أنه يتحرك بطريقة غير اعتيادية مقارنة بموجات الانتشار السابقة.

وأثار تفشي المرض القلق لأن الفيروس نادرا ما يُرى خارج مناطق توطنه في إفريقيا ولأن معظم الحالات غير مرتبطة بالسفر إلى القارة.

فيما يسعى العلماء جاهدين لفهم سبب التفشي الحالي ومنشأه وما إذا كان أي شيء يتعلق بالفيروس قد تغير.

يذكر أن هذا النوع من الجدري كان قد ظهر في مايو الماضي، إلا أن تسجيل إصابات في بلدان خارج موطنه الأصلي أو البلدان التي كان من المعروف أنه يظهر فيها، أثار انتباه الصحة العالمية.

تاريخ اكتشاف مرض فيروس جدري القرود؟

وكُشِف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968.

وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.

دراسة حديثة تكشف مفاجأة عن أسباب انتشار جدري القرود بين الرجال

وكان باحثون إيطاليون، في معهد سبالانساني، قد وجدوا للمرة الأولى منذ انتشار جدري القرود خارج الدول غير المتوطن بها، أن الفيروس يمكن أن يكون موجوداً في السائل المنوي للذكور.

واكتشف الباحثون في معهد لادزارو سبالانساني الوطني للأمراض المعدية (Lo Spallanzani) في العاصمة الإيطالية روما، أن الفيروس الأفريقي الأصل يمكن أن يكون موجوداً في السائل المنوي للشخص المصاب بهذا المرض في شكل قادر على التكاثر.

وقال المدير العام لمعهد سبالانزاني للأمراض المعدية، فرانشيسكو فايا: "اكتشف باحثونا أن الفيروس المسؤول عن جدري القرود يمكن أن يكون موجوداً في السائل المنوي، وأريد أن أشكرهم جميعاً وأشكر أيضاً المدير الجديد لعلم الفيروسات، فابريتسيو مادجي".

وخلص باحثو معهد لادزارو سبالانساني، بعد عزل الفيروس في مختبرات المعهد من السائل المنوي الذي تم جمعه من مريض بعد 6 أيام من ظهور الحمى، وإجراء عملية زراعة الخلايا، أنه قادر على العدوى والتكاثر في المختبر، حسب وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".

ووفقاً لصحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية، فأن في الوقت الذي تم فيه تأكيد تسجيل 29 إصابة بجدري القرود في إيطاليا (جميعهم تقريبا رجال)، حتى الآن، تم الكشف عن وجود المادة الوراثية أو الجينية للفيروس في السائل المنوي لـ 6 من 7 مرضى خضعوا للدراسة في "سبالانزاني"، ولكن في هذه الحالة تم عزل الفيروس أيضاً في المزرعة.

وفي الوقت الحالي، يجري باحثو معهد "Spallanzani" مزيداً من الدراسات حول مدة واستمرارية الفيروس في الحيوانات المنوية والمواد البيولوجية الأخرى، لفهم آليات انتقال هذا الفيروس من إنسان لآخر.

وقال باحثو "سبالانزاني"، في مذكرة صادرة عن المعهد الوطني للأمراض المعدية: "يمكن أن يسلط هذا الاكتشاف الضوء بشكل خاص على دور الانتقال الجنسي، الذي تم افتراضه في سياق التفشي الحالي الذي شمل أكثر من 1000 حالة، وتم الإبلاغ عنها من 28 دولة حول العالم حيث هذه العدوى ليست متوطنة".

وقبل أيام قليلة فقط نشر باحثو "Spallanzani" في العدد الأخير من "Eurosurveillance"، المجلة العلمية للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، مقالاً يصف الحالات الأربع الأولى من جدري القرود التي لوحظت في إيطاليا، وجميعهم رجال.

ومن تحليل البيانات الوبائية والسريرية ومن دراسة العينات البيولوجية المختلفة التي تم تحديد الفيروس فيها، كانت فرضية الانتقال عن طريق الاتصال المباشر أثناء الاتصال الجنسي تعتبر بالفعل معقولة للغاية.

كما أشار المقال إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم وجود جدري القرود واستمراريته في سوائل الجسم المختلفة.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه