السعال الديكي.. كل ما تريد معرفته عن وباء تفشى حديثا بالصين

تشهد الصين وعدد من الدول الأوروبية ارتفاعًا حادًا في حالات الإصابة بالسعال الديكي، مع تسجيل أكثر من 50 ألف حالة إصابة و13 حالة وفاة في الشهرين الأولين من عام 2024، بزيادة تفوق 20 ضعفًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأفادت "بلومبرغ" نقلاً عن الإدارة الوطنية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن هذه الزيادة تأتي بعد فترة من الهدوء النسبي عقب السيطرة على جائحة كوفيد-19، مما يثير المخاوف من عودة الأمراض التنفسية الشديدة العدوى إلى الواجهة.

وأبلغت الصين عن 32380 حالة إصابة بالسعال الديكي في يناير وفبراير 2024، مقارنة بـ 1421 حالة خلال نفس الفترة من عام 2023.

• اقرأ أيضاً

التهاب الجيوب الأنفية.. طرق منزلية لعلاجه ونصائح للوقاية منه

كما تشهد دول أوروبية مثل بلجيكا، كرواتيا، الدنمارك، إسبانيا، السويد، والنرويج، زيادات ملحوظة في حالات السعال الديكي منذ منتصف عام 2023، مع زيادات خاصة هذا العام في جمهورية التشيك وهولندا.

في جمهورية التشيك، وصلت الحالات إلى أعلى مستوى منذ الستينيات، بأكثر من 6300 حالة إصابة بين يناير والأسبوع الأول من أبريل، فيما أبلغت إسبانيا عن أكثر من 8200 حالة حتى مارس، في زيادة كبيرة مقارنة بـ 1200 حالة في عام 2023 بأكمله.

هولندا أيضاً لم تكن بمنأى عن هذا التفشي، حيث سجلت أكثر من 3600 حالة إصابة بين يناير ومارس 2024، منها 228 حالة لأطفال رضع.

وفي اليونان، تم الإبلاغ عن 82 حالة منذ بداية العام الجاري، مقارنة بتسع حالات فقط في العام الماضي.

ما هو السعال الديكي؟

السعال الديكي، أو كما يطلق عليه في أوروبا "سعال الـ100 يوم" هو عدوى تنفسية شديدة ينتشر عن طريق الرذاذ التنفسي، مما يشكل تهديداً كبيراً للرضع ويؤدي إلى مرض شديد ووفاة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

أعراض السعال الديكي

تظهر الأعراض عادةً بعد 7 إلى 10 أيام من الإصابة، وتبدأ بحمى خفيفة وسيلان الأنف والسعال، وتتطور إلى نوبات سعال طويلة و"أصوات ديكية" أثناء الاستنشاق وتقيؤ مستمر.

ويعد الالتهاب الرئوي من المضاعفات الشائعة للسعال الديكي، بينما نادراً ما يتطور إلى أمراض الدماغ، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

تصل عدوى السعال الديكي إلى ذروتها خلال 3 أسابيع من بداية السعال، وتستمر نوبات السعال من 4 إلى 8 أسابيع.

• اقرأ أيضاً

أخطر 10 فيروسات منتشرة الآن وأعراضها وطرق العلاج والوقاية

وتقول السلطات الصحية للبلدان التي تشهد انتشار السعال الديكي هذه الأيام، أن الرضع والأطفال الصغار قد يعانون من توقف التنفس مؤقتًا عند الإصابة بالسعال الديكي وتتحول أجسادهم إلى اللون الأزرق.

واستكمالًا لما سبق، يقول معهد الصحة العامة الهولندي إن أكثر من نصف الأطفال المصابين بالسعال الديكي ينقلون إلى المستشفيات ويموتوا في بعض الأحيان مقارنة بالكبار الذين قد لا يحتاجون في معظم الأحيان الدخول إلى المستشفى ويكفيهم الالتزام بالرتوكول العلاجي في المنزل.

هل يوجد لقاح للسعال الديكي؟

الإجراء الأكثر فعالية للوقاية من السعال الديكي هو التطعيم بـ اللقاح المضاد للإصابة بالسعال الديكي، والذي يتكون من ثلاث جرعات، حيث يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالسعال الديكي الوخيم في مرحلة الطفولة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وتوصي إرشادات منظمة الصحة العالمية ببدء التطعيم في وقت مبكر من عمر 6 أسابيع، مع إعطاء الجرعات اللاحقة بفاصل 4-8 أسابيع، في الأعمار 10-14 أسبوعًا و14-18 أسبوعًا، إلى جانب جرعة معززة ويفضل أن تكون في السنة الثانية من العمر.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن تطعيم النساء الحوامل أثبت أيضًا فعاليته في الوقاية من السعال الديكي عند الرضع الأصغر من أن يحصلوا على التطعيم.