;

الذاكرة العاطفية: كيف تتحكم مشاعرنا في قراراتنا اليومية

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: منذ يومين
الذاكرة العاطفية: كيف تتحكم مشاعرنا في قراراتنا اليومية

تلعب الذاكرة العاطفية دورًا محوريًا في كيفية اتخاذ الإنسان لقراراته اليومية، فهي تتجاوز مجرد تخزين المعلومات لتصبح محركًا للسلوك والتفضيلات والخيارات. تساعد هذه الذاكرة على ربط التجارب السابقة بالمشاعر المصاحبة لها، ما يؤثر بشكل مباشر على اختياراتنا، سواء في العمل، العلاقات، أو الحياة الشخصية.

ما هي الذاكرة العاطفية؟

الذاكرة العاطفية هي القدرة على تذكر الأحداث مع إحساسنا العاطفي المصاحب لها. تختلف عن الذاكرة الحسية أو المعرفية، إذ أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعواطف، وتخزن ليس فقط الحدث، بل شعورنا تجاهه. تعمل هذه الذاكرة من خلال مناطق الدماغ مثل الأميغدالا والحُصين، مما يجعلها قوية ودائمة نسبيًا مقارنة بالذكريات الأخرى.

تأثير العواطف على اتخاذ القرار

تعتمد الكثير من القرارات اليومية على استرجاع المشاعر المرتبطة بتجارب سابقة. على سبيل المثال:

  • يفضل الشخص تجنب نشاط سابق تسبب له بالإحراج أو الخوف، حتى لو كان القرار منطقيًا على الورق.
  • يختار الفرد المنتجات أو الأماكن التي تمنحه شعورًا بالراحة والطمأنينة بناءً على تجارب عاطفية سابقة.
  • تُسهم الذكريات العاطفية في تعزيز الحوافز الإيجابية، مثل السعي وراء النجاح أو المكافأة.

الذكريات العاطفية والسلوك الاجتماعي

تلعب الذاكرة العاطفية دورًا في التفاعل الاجتماعي واتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاقات. فهي تجعلنا نتذكر الأشخاص والأحداث المرتبطة بالمشاعر الإيجابية أو السلبية، ما يؤثر على:

  • اختيار الأصدقاء أو الشركاء.
  • طريقة التعامل مع الزملاء في بيئة العمل.
  • الاستجابة لمواقف معينة بناءً على الخبرات العاطفية السابقة.

التحديات والمخاطر

على الرغم من أهميتها، قد تؤدي الذاكرة العاطفية أحيانًا إلى تحيزات وانحيازات معرفية، مثل:

  • المبالغة في تجارب سابقة سلبية، ما يجعلنا نتجنب فرصًا جديدة.
  • تذكر الأمور بإيجاز أو تشويه بسبب شدة العاطفة، ما يؤثر على القرارات العقلانية.

تعزيز الذاكرة العاطفية الإيجابية

يمكن استخدام الذاكرة العاطفية بشكل واعٍ لتحسين القرارات اليومية، عبر:

  • التركيز على التجارب الإيجابية وتكرارها لتعزيز الشعور بالثقة.
  • تحليل القرارات الماضية لتحديد كيف أثرت العواطف على الاختيار.
  • استخدام تقنيات مثل اليقظة الذهنية لفصل الانفعالات عن الحكم العقلاني عند مواجهة خيارات جديدة.

الخلاصة

تؤكد الدراسات أن الذاكرة العاطفية ليست مجرد مخزن للذكريات، بل منظومة ديناميكية تؤثر على كل قرار نتخذه يوميًا. فهم كيفية عمل هذه الذاكرة يساعد الإنسان على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا، وتطوير علاقات صحية، وتحسين نوعية الحياة عبر توظيف العاطفة بشكل متوازن مع العقل.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه