;

أقوى شاحنة إطفاء: قادرة على إيقاف حرائق آبار النفط بسرعة ودقة فائقة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 16 يونيو 2021
أقوى شاحنة إطفاء: قادرة على إيقاف حرائق آبار النفط بسرعة ودقة فائقة

الجمع بين دبابة سوفيتية قديمة ومحركين نفاثين سوفيتيين والكثير من الماء، أنتج هذه الشاحنة التي ربما هي الأقوى على الإطلاق في القدرة على إطفاء حرائق آبار النفط في ثواني من دون تعريض أي إنسان لخطر الإقتراب من هذه الحرائق.

شاحنة Big Wind 

في فبراير من عام 1991، قرب نهاية حرب الخليج، أضرم الجيش العراقي النيران في أكثر من 700 بئر نفط كويتي، مما أدى إلى تحويل الصحراء إلى مشهد شبه مروع.

حُرق ما يصل إلى ستة ملايين برميل من النفط يومياً لمدة 30 أسبوعاً، مما أدى إلى إطلاق ألسنة اللهب على ارتفاع يصل إلى 92 متراً في الهواء ويغطي السماء بدخان أسود كثيف وبلغت درجات حرارة الحرائق 2000 درجة فهرنهايت وحتى الهواء المحيط بها كان لا يطاق حيث وصل إلى 650 درجة فهرنهايت.

حتى لو تمكن أي شخص من الاقتراب بما فيه الكفاية محاولاً المساعدة في الإطفاء، فإن إخماد الحرائق كان مهمة شبه مستحيلة ولكن كان هذا هو نوع العمل الذي صُممت Big Wind من أجل التغلب عليه.

الشاحنة مستوحاة من فكرة روسية، حيث تألفت Big Wind من دبابة T-34 السوفيتية التي يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية، مع استبدال برج البندقية بمحركين من طراز MiG-21 للطائرات المقاتلة وستة فوهات مياه، تشعر أن تصميمها مُستوحى من فيلم خيال علمي قديم وعند تشغيل هذين المحركين، فإن الأمر يبدو كذلك بالفعل.

ووفقاً لـ Car and Driver، فقد تمكن السوفييت من إطفاء حرائق الغاز والنفط وتطهير المطارات من الثلوج باستخدام محرك نفاث واحد من طراز MiG-15 مثبت على قاعدة شاحنة كبيرة وباستلهام هذه الفكرة، طورت شركة MB Drilling الهنغارية نسخة محسنة تستخدم محركين نفاثين قويين مربوطين بقاعدة أكثر صلابة، وهي دبابة قديمة كان اسمها Big Wind.

كان من المفترض أن تقوم شاحنة الإطفاء المذهلة المظهر بإخماد حرائق آبار النفط في المجر ولكن في أوائل عام 1991 تم نقلها جواً إلى الكويت للمساعدة في إخماد الحرائق المدمرة وتمكنت من فعل ذلك.

هل تستخدم الشاحنة في الحرائق الأخرى؟

Big Wind ليست شاحنة إطفاء عادية، لا يمكن استخدامها في أي حريق، كحرائق المنازل مثلاً، لأنه على الأرجح ستضر أكثر مما قد تنفع وذلك لأن محركيها النفاثين يمكنهما إنتاج 27000 رطل من الدفع، مما يؤدي إلى تفجير 4591 قدماً مكعباً بسرعة 770 ميل في الساعة، هذا يكفي لتفجير النوافذ والأبواب وربما حتى جدران المنزل في ثوانٍ.

صُممت عربة الإطفاء القوية بشكل لا يصدق خصيصاً لإخماد حرائق آبار النفط، حيث أن تيارات الهواء القوية التي يضخها المحركان النفاثان، ممزوجة بالماء الخارج من خلال الفتحات الست فوق المحركات والتي تكفي لقطع تيار الزيت الخارج من الأرض، مما يحرم اللهب من الوقود.

على ما يبدو، لا يحترق أول 15 إلى 30 قدماً من النفط الخارج من البئر، لأنه ينتقل بسرعة كبيرة جداً بحيث لا يختلط الأكسجين ويشتعل، هذا هو تيار النفط الذي تستهدفه Big Wind بمزيجها القوي من الهواء والماء، حيث تقوم بقطع مجرى الزيت وإخماد النار، كما أن الماء يبرد الهواء المحيط بالموقع وبالتالي يمنع الاشتعال.

شركة Big Wind خلال حرب الخليج، تمكنت من إخماد تسع حرائق واستعادة الآبار وكان يعمل فيها طاقم مكون من ثلاثة رجال إطفاء في منتصف العمر ومن غير الواضح ما إذا كانت الأداة الغريبة المظهر لا تزال مستخدمة حتى اليوم، أو ما إذا كانت هناك نسخة محسنة أحدث، لكنها لا تزال تعتبر على الأرجح أقوى شاحنة إطفاء في تاريخ البشرية.

وفقاً لما نشرته مجموعة MOL العملاقة للبترول المجرية، لا تزال شاحنة Big Wind في الخدمة باعتبارها "مطفأة حريق" خاصة بالشركة. [1]

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه