هل تعاني من إدمان التوتر؟.. تعرف على الأعراض وطرق التعافي

هل تجد صعوبة بالغة في الشعور بالهدوء أو الاسترخاء؟ هل تلازمك عادة التحقق المستمر من هاتفك الذكي بحثا عن أحدث الرسائل والإشعارات والإيميلات التي تصلك؟ هل تشعر بشعور غير مريح أو حتى بالذنب عندما تجد نفسك في لحظات فراغ أو ملل؟

إذا كانت إجابتك على هذه الأسئلة بالإيجاب، فقد تكون عرضة لما يعرف باسم إدمان الإجهاد أو إدمان التوتر. قد يبدو هذا المصطلح متناقضا للوهلة الأولى، فكيف يمكن أن يكون الإجهاد، وهو شعور مرهق ومستنزف، مصدرا للإدمان؟

في التقرير التالي، نستعرض معكم ما هو إدمان الإجهاد؟ أو كما يعرف أيضا باسم إدمان التوتر. بالإضافة إلى أعراضه وأسبابه وكيف يمكن السيطرة عليه.

ما هو إدمان التوتر؟

يفرز الجسم البشري خلال المواقف الضاغطة هرمونين رئيسيين هما الأدرينالين والدوبامين. هذان الهرمونان مرتبطان بمشاعر الإثارة والمكافأة، مما يخلق تنبيها لدى الشخص.

ومع تكرار التعرض للمواقف الضاغطة، يعتاد الجسم على هذا الوضع، ويبدأ الشخص في الشعور براحة أكبر في ظل الضغط مقارنة بحالات الاسترخاء. هذا التعود يمكن أن يتطور إلى إدمان، حيث يتوق الشخص إلى الشعور الذي يمنحه إياه الإجهاد.

أعراض إدمان التوتر

تشير الإحصائيات إلى أن التوتر أصبح ظاهرة متزايدة الانتشار في مختلف أنحاء العالم، لذلك عليك التعرف على علامات الإصابة بإدمان التوتر حتى تتمكن من البحث عن طرق للتعامل معه. وفي السطور التالية، نستعرض معكم ما هي أعراض إدمان التوتر؟

الاعتماد المفرط على الهاتف

التكنولوجيا الحديثة، بما فيها الهواتف الذكية، أصبحت عاملا رئيسيا في تعزيز إدمان التوتر. لذلك، فإن الأشخاص الذين يتلقون باستمرار رسائل إلكترونية، نصوص، وإشعارات، يعيشون في حالة تأهب دائم. هذه الحالة المستمرة من اليقظة يمكن أن تتحول إلى إدمان، حيث يعتاد الشخص على الشعور بأن التوتر هو حالة طبيعية أو حتى ضرورية لأداء مهامه بكفاءة. قد يصل الأمر إلى افتقاد الهاتف في غياب أي إشعارات جديدة.

وفقًا لدراسة أجرتها شركة Harmony Healthcare الأمريكية، اعترف 44% من المشاركين في الدراسة بأنهم لا يستطيعون البقاء بدون هواتفهم لمدة 24 ساعة. حتى عندما نضع هواتفنا جانبا لفترة وجيزة، سرعان ما نعود لالتقاطها.

الحاجة إلى الضغط لإنجاز المهام

هل تجد نفسك تعمل بكفاءة أكبر تحت الضغط؟ هل تستمتع بالمواعيد النهائية المتأخرة؛ لأنها ترفع مستويات الأدرينالين لديك؟ هل تشعر بالقلق عندما تسود حالة من الهدوء؟ إذا كانت إجابتك نعم، فقد تكون مدمنا للتوتر.

في بعض الأحيان، قد تخلق لنفسك مواقف متوترة؛ لأنك تحتاج إلى تلك الهرمونات لتمنحك الدافع لإنجاز مهامك. هذا الأمر يتحول إلى نمط حياة، إلى حلقة مفرغة يصعب الخروج منها؛ لأنك تعيش في وضع التوتر المستمر.

الشعور بالذنب عند التوقف عن العمل

إن الحصول على فترات راحة منتظمة يعتبر أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على صحة نفسية وجسدية متوازنة، كما أنه يعزز من كفاءة العمل، ويقلل من مستويات التوتر. فهل تمنح نفسك بضع دقائق من الراحة كل ساعة؟ وهل تخصص يوما في الأسبوع للاسترخاء التام؟

عندما يصبح الشخص مدمنا على التوتر، فإنه يميل إلى إهمال هذه العوامل التي تساعد على تنظيم مستويات التوتر، مثل الراحة، وقضاء الوقت مع العائلة، وحتى ممارسة الرياضة. قد يصل الشخص إلى مرحلة يشعر فيها بأن مغادرة مكتبه مضيعة للوقت.

الاعتماد على المنبهات

إذا كنت تهمل الحصول على فترات راحة كافية، بما في ذلك النوم والاسترخاء، فقد تجد نفسك تلجأ إلى المنبهات مثل الكافيين للحفاظ على نشاطك. ولكن هذه المنبهات لا تفعل سوى تأجيج التوتر.

كما أن الاعتماد على المنبهات قد يكون ناتجا عن الشعور بالإرهاق الشديد، حيث إن التوتر المستمر يؤثر سلبا على جودة النوم، مما يزيد من الحاجة إلى المنبهات للحفاظ على اليقظة.

علاج إدمان التوتر

يشكل تراكم الإجهاد خطرا حقيقيا على الصحة البدنية والنفسية، ومن الضروري إيجاد طرق فعالة للتخفيف من وطأته واستعادة الشعور بالراحة والتوازن. في السطور التالية، نستعرض معك كيف تتغلب على إدمان التوتر؟ أو ما هو علاج إدمان التوتر؟

التحرر من الكافيين والسكريات

امنح جسدك فرصة للراحة والاسترخاء من خلال تقليل استهلاك السكر. فالسكر يحفز إفراز الأدرينالين، وهو هرمون الإجهاد، مما يؤدي إلى تقلبات مزاجية وطاقية غير مستقرة. بدلا من ذلك، ركز على تناول الأطعمة التي تساهم في استقرار مستويات السكر في الدم وتهدئة الأعصاب.

يمكنك إضافة الشوفان، والخضروات الورقية مثل السبانخ واللفت، والأسماك الدهنية مثل السلمون إلى نظامك الغذائي. وإذا كنت معتادا على شرب القهوة، حاول استبدالها بالقهوة منزوعة الكافيين لفترة مؤقتة، حيث إن الكافيين يحفز إفراز هرمونات الإجهاد.

التحرر قليلا من التكنولوجيا

إذا كنت تجد صعوبة في مقاومة هاتفك، فضع حدودا واضحة لاستخدامه. قم بتفعيل وضع الطيران في المساء بعد انتهاء العمل. كما يمكنك الخروج للمشي أو إجراء محادثات دون استخدام الشاشات. وقم بكتم صوت الإشعارات غير الضرورية أو إخفاء التطبيقات التي تسبب لك إزعاجا مستمرا.

كذلك، يمكنك تخصيص وقت للأنشطة التي لا تتضمن استخدام التكنولوجيا، مثل المشي، أو ممارسة الرياضة، أو قراءة الكتب. وابحث عن أنشطة تساعدك على الاسترخاء، مثل ممارسة التأمل أو اليوجا أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.

وصفات طبيعية

يمكن الاستعانة بمجموعة من الأعشاب والنباتات مثل الفطر، والتي تعتبر أدوات طبيعية فعالة يمكن أن تساعد الجسم في التعامل مع الإجهاد. على سبيل المثال: تلعب الأشواغاندا دورا هاما في تنظيم مستويات الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد، مما يساهم في تهدئة الذهن.

كذلك، يمكن تلبية احتياجاتك للتعامل مع الإجهاد والتوتر من خلال بعض المكملات الغذائية، ومشروبات الأعشاب المختلفة. بالإضافة إلى مكونات أخرى مصممة خصيصا لتقليل التوتر والقلق.

تعزيز الروابط الإنسانية

أظهرت دراسة أجرتها جامعة نورث كارولينا، أن مجرد 10 دقائق من الإمساك باليد وعناق لمدة 20 ثانية مع شخص محبوب كافية لخفض مستويات الإجهاد بشكل ملحوظ مقارنة بالأشخاص الذين لم يتلقوا هذا الدعم العاطفي.

عندما نكون محاطين بأشخاص يشعروننا بالحب والأمان، يساعدنا ذلك على إدارة وتقليل مستويات الإجهاد. وعلى الجانب الآخر، يمكن للأشخاص السلبيين أن يزيدوا من مستويات الإجهاد لدينا.

عشر دقائق من الهدوء

يمكن أن تكون فترات الراحة القصيرة المنتظمة، والتي لا تتجاوز عشر دقائق، بمثابة علاج فعال للتخلص من التوتر المزمن. يمكنك تطبيق هذه الفكرة في أوقات مختلفة من اليوم، سواء كنت في طريقك إلى العمل، أو خلال استراحة الغداء، أو حتى قبل الخلود إلى النوم.

على سبيل المثال: اجعل التنفس العميق جزءا من روتينك اليومي. يمكنكم فعل ذلك في أي لحظة. يساعد ذلك على تهدئة الجهاز العصبي، مما يقلل من الشعور بالتوتر والقلق. وحتى مجرد تخصيص عشر دقائق للتوقف عن العمل أو النشاط الذي تقوم به، وقراءة كتاب ممتع مع كوب من الشاي الدافئ، يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في تخفيف التوتر والقلق.