;

دراسة: أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من السمنة بحلول 2050

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 05 مارس 2025
دراسة: أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من السمنة بحلول 2050

حذّرت دراسة حديثة من أن أكثر من نصف البالغين وثلث الأطفال والشباب على مستوى العالم سيواجهون مشكلة زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2050، مما يشكل تهديداً غير مسبوق على الصحة العامة، ويزيد العبء على أنظمة الرعاية الصحية.

ووفقاً للتقرير المنشور في مجلة "لانسيت" الطبية، فإن الاستجابة العالمية لأزمة السمنة على مدى العقود الثلاثة الماضية كانت غير كافية، ما أدى إلى تضاعف أعداد المصابين بشكل مثير للقلق، حيث ارتفع عدد البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة من 731 مليون شخص في عام 1990 إلى 2.11 مليار شخص في الوقت الحالي، بينما زاد عدد الأطفال والشباب المصابين من 198 مليوناً إلى 493 مليوناً خلال نفس الفترة.

ويتوقع الباحثون أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات فعالة وعاجلة، سيصل عدد البالغين المصابين بزيادة الوزن أو السمنة إلى 3.8 مليار شخص بحلول عام 2050، في حين سيبلغ عدد الأطفال والشباب المصابين نحو 746 مليونًا، مما ينذر بعواقب صحية واقتصادية واجتماعية خطيرة.

ارتفاع مقلق في معدلات السمنة بين الأطفال

وكانت أحد أكثر التوقعات المثيرة للقلق في الدراسة هو الارتفاع الحاد في معدلات السمنة بين الأطفال والشباب بنسبة 121%، حيث يُتوقع أن يصل عدد المصابين بالسمنة في هذه الفئة إلى 360 مليون شخص بحلول 2050.

وفي هذا السياق، وصف البروفيسور إيمانويل غاكيدو، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة واشنطن، الوضع بأنه "مأساة عالمية وإخفاق مجتمعي ضخم".

السمنة تتركّز في ثماني دول رئيسية

وأظهرت الدراسة أن أكثر من نصف البالغين المصابين بالسمنة أو زيادة الوزن يعيشون في ثماني دول فقط، وهي:

  • الصين (402 مليون شخص).
  • الهند (180 مليون شخص).
  • الولايات المتحدة (172 مليون شخص).
  • البرازيل (88 مليون شخص).
  • روسيا (71 مليون شخص).
  • المكسيك (58 مليون شخص).
  • إندونيسيا (52 مليون شخص).
  • مصر (41 مليون شخص).

دراسة: أكثر من نصف سكان العالم سيعانون من السمنة بحلول 2050

أما على صعيد الأطفال والشباب، فإن ثلث المصابين بالسمنة بحلول عام 2050 سيتركزون في منطقتين رئيسيتين: شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث سيبلغ عددهم نحو 130 مليون شخص، مما يخلق تحديات صحية واجتماعية كبرى.

الأجيال الشابة أكثر عرضة للسمنة المبكرة

وكشفت الدراسة أن الأطفال في الوقت الحالي يكتسبون الوزن بمعدلات أسرع من الأجيال السابقة، مما يزيد من مخاطر الإصابة المبكرة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسرطان.

فعلى سبيل المثال، في الدول ذات الدخل المرتفع، كان 7% فقط من الرجال المولودين في الستينيات يعانون من السمنة عند بلوغهم سن 25 عامًا، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 16% للرجال المولودين في التسعينيات، ومن المتوقع أن تصل إلى 25% لمن ولدوا عام 2015.

وفي المملكة المتحدة، تتوقع الدراسة أن ترتفع نسبة السمنة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 عامًا من 12% لدى الفتيات في 2021 إلى 18.4% في 2050، ومن 9.9% إلى 15.5% لدى الفتيان خلال نفس الفترة.

عبء ثقيل على أنظمة الرعاية الصحية

وتشير التقديرات إلى أن نحو ربع البالغين المصابين بالسمنة بحلول 2050 سيكونون فوق سن 65 عامًا، مما يزيد الضغط على الأنظمة الصحية، خاصة في الدول منخفضة الموارد.

وتعليقاً على ذلك، نشرت منظمة السمنة العالمية دراسة أخرى حذّرت من أن الدول الفقيرة ستواجه التحديات الأكبر، حيث إن معدلات الوفيات المبكرة المرتبطة بارتفاع مؤشر كتلة الجسم أكثر انتشارًا في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض، مما يعكس ضعف توفر العلاجات والوقاية في هذه الدول.

وفي هذا السياق، أكدت جوهانا رالستون، الرئيسة التنفيذية للمنظمة، أن السمنة تمثل أزمة صحية واقتصادية واجتماعية ضخمة، وسيكون من الصعب على الدول منخفضة الموارد التعامل مع تداعياتها المتزايدة.

بارقة أمل

ورغم التحذيرات القاتمة، أقر الباحثون بوجود تحديات في التنبؤ الدقيق بالمستقبل، مشيرين إلى أن تطور العلاجات الجديدة مثل أدوية فقدان الوزن لم يُؤخذ في الاعتبار في التقديرات الحالية.

وفي تعليق مرتبط بالدراسة، قال البروفيسور توركيلد سورينسن من جامعة كوبنهاغن، إن حجم أزمة السمنة أصبح هائلًا لدرجة أنه يتطلب استجابة صحية عامة على مستوى العالم، مشددًا على أهمية تبني إجراءات وقائية وتوعوية شاملة للحد من تفاقم الظاهرة.

  • اقرأ أيضاً

هل "مؤشر كتلة الجسم"هو المعيار الوحيد لقياس السمنة والوزن الزائد؟

دراسة تكشف علاقة الذكريات الغذائية بالإفراط بالسمنة

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه