تزايد إقبال الرجال على عمليات التجميل.. تعرف على السبب

لم تعد عمليات التجميل حكراً على النساء، إذ يشهد قطاع الجراحات التجميلية تحولاً ملحوظاً مع تزايد إقبال الرجال على تحسين مظهرهم، مما يخلق توجهاً جديداً بات يُعرف باسم "التجميل الرجالي" أو "Man-esthetics".

وكشف تقرير صادر عن الأكاديمية الأمريكية لجراحة الوجه التجميلية والترميمية (AAFPRS) لعام 2024 أن 92% من الجراحين المتخصصين أجروا عمليات تجميلية للرجال خلال العام الماضي، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 5% مقارنة بعام 2023.

وفي حديث لـصحيفة "ذا بوست"، أكد الدكتور باتريك جيه بيرن، رئيس الأكاديمية ورئيس قسم جراحة الرأس والرقبة في كليفلاند كلينك بولاية أوهايو، أن الرجال أصبحوا أكثر انفتاحاً على الحلول التجميلية، خصوصاً مع انتشار العلاجات غير الجراحية التي توفر نتائج سريعة بفترة تعافٍ قصيرة.

أكثر العمليات التجميلية طلبا بين الرجال

بحسب تقرير الأكاديمية، تتصدر عمليات شد الجفون (بليفاروبلاستي)، تجميل الأنف، وشد الوجه قائمة الإجراءات الأكثر شيوعاً بين الرجال.

ويرجع بيرن هذا الاتجاه إلى الرغبة في الحفاظ على مظهر أكثر شباباً، خصوصاً مع ارتفاع متوسط العمر وتحسن جودة الحياة، مشيراً إلى أن العمل عن بُعد منح الكثيرين مرونة أكبر في جدولة الجراحات والاستفادة من فترة التعافي بعيداً عن ضغوط العمل.

وأضاف: "الرجال يلجؤون لهذه العمليات لنفس الأسباب التي تدفع النساء إليها، مثل شد الترهلات في الجزء السفلي من الوجه، وتحسين مظهر الرقبة، ورفع المنطقة العلوية من الوجه".

الحل الأمثل لمشكلة "عنق الديك الرومي"

لا تزال عمليات شد الوجه من أكثر الإجراءات طلباً في مجال التجميل، حيث أظهر التقرير أن نحو 90% من الجراحين في الأكاديمية يجرونها بانتظام.

ورغم أن هذه العمليات كانت تُجرى غالباً لمن هم فوق سن الـ55، إلا أن الفئة العمرية 35-55 عاماً بدأت تمثل نسبة متزايدة من المرضى، حيث ارتفع معدل إجرائها لهذه الفئة من 26% إلى 32% في السنوات الأخيرة.

ويعاني العديد من الرجال من ترهلات الرقبة، أو ما يُعرف بـ"عنق الديك الرومي" وهو نتيجة طبيعية لفقدان الكولاجين والإيلاستين مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى ارتخاء الجلد وطمس الحدود بين الفك والرقبة.

• اقرأ أيضاً

ثورة في علاج الصلع.. دواء جديد يساعد على إنبات الشعر بكثافة

وفي هذا السياق، أوضح بيرن أن "شد الوجه السفلي هو المعيار الذهبي للحصول على خط فك أكثر تحديداً"، مشيراً إلى أن الجراحين يركزون بشكل أساسي على علاج الخطوط المحيطة بالفم، الذقن المزدوج، والترهلات في الرقبة والفك، مع الحذر عند إجراء التعديلات في المنطقة العلوية من الوجه لتجنب النتائج غير الطبيعية.

تجميل الجفون لاستعادة النظرة الشابة

وأصبحت عمليات شد الجفون (بليفاروبلاستي) خياراً شائعاً بين الرجال الراغبين في الحصول على مظهر أكثر انتعاشاً وحيوية.

وتشمل هذه العمليات نوعين رئيسيين:

• شد الجفون العلوية: يهدف إلى إزالة الجلد الزائد الذي يمنح العينين مظهراً متعباً.
• شد الجفون السفلية: يركز على تقليل انتفاخ تحت العينين والتخلص من الجيوب الدهنية.

وأكد بيرن أن "هذه الإجراءات تحقق مستويات رضا عالية بين المرضى، خاصة لمن يسعون إلى التخلص من مظهر التعب المزمن"، مشيراً إلى أن فترة التعافي تستغرق بين أسبوع إلى أسبوعين فقط، مما يجعلها خياراً عملياً للعديد من الرجال.

زراعة الشعر وحقن البوتوكس

وكشفت بيانات الأكاديمية أن زراعة الشعر تظل العملية التجميلية الوحيدة التي يُقبل عليها الرجال أكثر من النساء، ما يعكس رغبة قوية لدى الذكور في مواجهة تساقط الشعر والحفاظ على إطلالة أكثر شباباً.

وفي الوقت ذاته، باتت العلاجات غير الجراحية مثل البوتوكس، الفيلر، الموجات فوق الصوتية (Sofwave)، والإبر الدقيقة بالترددات الراديوية تحقق انتشاراً واسعاً بين الرجال الذين يبحثون عن تحسينات جمالية دون اللجوء إلى الجراحة.

مستقبل التجميل الرجالي

ويرى بيرن أن "الطب التجديدي" هو المستقبل القادم في عالم التجميل، مشيراً إلى أن علاجات مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) والعلاجات المعتمدة على الإكسوزومات تكتسب زخماً كبيراً، حيث تعمل على تحفيز تجديد الخلايا وإصلاح البشرة بطرق غير جراحية.

وكشف التقرير أن 1 من كل 4 جراحين في الأكاديمية يتوقعون أن تصبح تقنية الإكسوزوم ركيزة أساسية في الطب التجميلي خلال السنوات المقبلة، نظراً لقدرتها على إعادة إحياء شباب البشرة عبر استهداف الخلايا على المستوى الجزيئي.

ومع تزايد الوعي بأهمية العناية بالمظهر، يبدو أن الرجال باتوا أكثر انفتاحاً على خوض تجربة التجميل، سواء عبر الجراحات التقليدية أو العلاجات غير الجراحية، حيث يتوقع استمرار الابتكار في هذا المجال، مما قد يجعل التجميل الرجالي ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل يتنبأ له أن يتحول إلى قطاع متكامل يعيد تشكيل معايير الجمال والاهتمام بالنفس.

• اقرأ أيضاً

هذه الوجبة تقلل خطر السرطان وتبطئ الشيخوخة وتحسّن المزاج