;

"المرأة الحديدية" تروي كواليس تحديها قناصة الاحتلال لإنقاذ مصاب في غزة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 13 فبراير 2024
"المرأة الحديدية" تروي كواليس تحديها قناصة الاحتلال لإنقاذ مصاب في غزة

سيدة فلسطينية تجري بين الرصاص المتطاير من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أمام مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، غير مبالية ببندقيات قناصيه المصوبة نحوها، إذ لم يثنيها أي شيء حتى وأن كان الموت عن إنقاذ شاب أصيب بطلق ناري في ساحة القتال.

ما سبق لم يكن من وحي أسطورة خيالية عن الشجاعة، بل كان موقفاً حقيقياً رصدته كاميرا أحد شهود العيان، لطبيبة فلسطينية تدعى أميرة العسولي، أصرت على إنقاذ شاب مصاب بطلق ناري أمام مجمع ناصر الطبي في خان يونس.

تفاصيل فيديو "المرأة الحديدية"

وأظهر مقطع الفيديو الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي وهي تركض منحنية الظهر، في ساعة متأخرة من الليل، لتخرج من بوابة المجمع الداخلية نحو الخارج لإنقاذ الشاب الذي بقي ينزف وهو ملقى على الأرض.

وعلى مدار الأيام الماضية، أصبحت "العسولي" أيقونة للشجاعة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تداول نشطائها مقطع الفيديو سالف الذكر على نطاق واسع، ملقبينها  بـ"المرأة الحديدية"، لما أظهرته من إصرار على إنجاز رسالتها في الحياة.

وكشفت وكالة الأناضول، أن الطبيبة العسولي تواصل عملها بلا انقطاع رغم نزوحها عن منزلها الذي دمره الجيش الإسرائيلي في بلدة عبسان الجديدة، شرق مدينة خانيونس.

فيما قال شهود عيان، إن العسولي "لم تمتنع عن إنقاذ الشاب المصاب رغم الخطر الذي عرضت نفسها له"، حيث سبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي مسعفي المصابين بشكل مباشر.

المرأة الحديدية تروي تفاصيل إنقاذ حياة المصاب

وكشفت أميرة العسولي، التي تعمل في قسم النساء والولادة بمجمع ناصر الطبي، كواليس إنقاذها للمصاب رغم استمرار إطلاق قناصي الاحتلال للنيران على محيط المجمع.

وقالت إنها كانت تواصل عملها في قسم الولادة، حينما سمعت أنين شاب ينطق الشهادة، فتوجهت على الفور صوب الصوت، لتجده ملقى على الأرض وقد صعدت روحه إلى بارئها.

وأضافت "المرأة الحديدية" في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام العربية: "كان في دكتور موجود مع الشهيد وأبلغني أن أن هناك جريحا آخر في الجهة المقابلة".

لم تفكر "العسولي" لمرتين قبل أن تقرر في إنقاذ الشاب الملقى على الأرض في منطقة مكشوفة لقناصي الاحتلال على بعد أمتار من البوابة حتى وأن كلفها ذلك التضحية بحياتها في سبيل إسعافه.

وتابعت: "قولت لنفسي أكيد ما رح يضربوا عليا لأني سيدة، وبالفعل مريت، وقتها ما فكرت أموت ولا لا ولا فكرت في أي أمر إلا إنقاذه، والحمد لله قدرنا ننقذه".

وعن شعورها لحظة خروجها من المنطقة الآمنة إلى ساحة القتال المكشوفة، تروي الطبيبة الفلسطينية: "ما خفت وربنا أعطاني الشجاعة وخلاني أنقذه، هذا هو دورنا من وقت ما تخرجنا".

عادت من مصر إلى غزة فور اندلاع الحرب 

ولفتت الطبيبة العسولي، أنها كانت في رحلة علمية بمدينة الإسكندرية في مصر لمدة ثلاثة أشهر، لكنها قررت العودة إلى غزة بمجرد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، للبقاء مع أهلها ومساندة شعبها الفلسطيني في محنته.

وأختتمت بأن زوجها وابنتها يحملان الجنسية المصرية، وقضي 80 يومًا من الحرب في غزة ثم سافرا إلى مصر.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه