شعر وقصائد للشاعر أحمد شوقي

  • تاريخ النشر: الجمعة، 11 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
أجمل أبيات وقصائد للشاعر أحمد شوقي
قصائد وأبيات شعر للشاعر إبراهيم ناجي
أبيات وقصائد شعر للشاعر امرؤ قيس مكتوبة

قدم الشاعر أحمد شوقي الكثير من القصائد وأبيات الشعر التي مازال يحتفظ ويبحث عنها الكثير، في مصر والوطن العربي، خلال السطور القادمة مجموعة من قصائد وأشعار أحمد شوقي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

شعر أحمد شوقي

بِحَمدِ اللَهِ رَبِّ العالَمينا

وَحَمدِكَ يا أَميرَ المُؤمِنينا

لَقينا في عَدُوِّكَ ما لَقينا

لَقينا الفَتحَ وَالنَصرَ المُبينا

هُمُ شَهَروا أَذىً وَشَهَرتَ حَرباً

فَكُنتَ أَجَلَّ إِقداماً وَضَربا

أَخَذتَ حُدودَهُم شَرقاً وَغَرباً

وَطَهَّرتَ المَواقِعَ وَالحُصونا

وَقَبلَ الحَربِ حَربٌ مِنكَ كانَت

نَتائِجُها لَنا ظَهَرَت وَبانَت

أَلَنتَ الحادِثاتِ بِها فَلانَت

وَغادَرتَ القَياصِرَ حائِرينا

جَمَعتَ لَنا المَمالِكَ وَالشُعوبا

وَكانَت في سِياسَتِها ضُروبا

فَلَمّا هَبَّ جورجِيَهُم هُبوباً

تَلَفَّتَ لا يُصيبُ لَهُ مَعينا

رَأى كَيفَ السَبيلُ إِلى كَريدٍ

وَكَيفَ عَواقِبُ الطَيشِ المَزيدِ

وَكَيفَ تَنامُ يا عَبدَ الحَميدِ

وَتَغفُلُ عَن دِماءِ العالَمينا

وَلا وَاللَهِ وَالرُسلِ الكِرامِ

وَبَيتِكَ خَيرُ بَيتٍ في الأَنامِ

لَما كانوا وَسَيفُكَ ذو اِنتِقامٍ

يُعادِلُ جَمعُهُم مِنّا جَنينا

رَأَيتَ الحِلمَ لَمّا زادَ غَرّا

وَجَرَّأَ مَلكَهُم حَتّى تَجَرّا

فَجاءَتكَ الدَعاوى مِنهُ تَترى

وَجاءَتهُ جُنودُكَ مُبطِلينا

بِخَيلٍ في الهِضابِ وَفي الرَوابي

وَنارٍ في القِلاعِ وَفي الطَوابي

وَسَيفٍ لا يَلينُ وَلا يُحابي

إِذا الآجالُ رَجَّت مِنهُ لينا

وَجَيشٍ مِن غُزاةٍ عَن غُزاةٍ

هُمُ الأَبطالُ في ماضٍ وَآتي

وَمِن كَرَمٍ أَذَلّوا كُلَّ عاتي

وَذَلّوا في قِتالِ المُؤمِنينا

أَبَعدَ بَلائِهِم في كُلِّ حَربٍ

وَضَربٍ في المَمالِكِ أَيِّ ضَربِ

تُحاوِلُ صِبيَةٌ في زِيِّ شَعبٍ

وَتَطمَعُ أَن تَدوسَ لَهُم عَرينا

جُنودٌ لِلجِراحِ الدَهرَ مِرهَم

يُدَبِّرُها البَعيدُ الصيتِ أَدهَم

فَأَنجَدَ في تَسالِيَةٍ وَأَتهَم

وَكانَت لِلعِدا حِصناً حَصينا

أَروتَرُ لا تَدُسَّ السُمَّ دَسّاً

وَمَهلاً في التَهَوُّسِ يا هَوَسا

سَلِ اليونانَ هَل ثَبَتَت لِرِسّا

وَهَل حُفِظَ الطَريقُ إِلى أَثينا

مَعاذَ اللَهِ كَلّا ثُمَّ كَلّا

هُمُ البَحّارَةُ الغُرُّ الأَجِلّا

وَما أُسطولُهُم في البَحرِ إِلّا

شَخاشِخُ ما يَرُحنَ وَما يَجينا

وَكَم بَعَثوا جُيوشاً مِن أَماني

أَتَت دارَ السَعادَةِ في أَمانِ

وَما سارَت سِوى يَومَي زَمانٍ

فَأَهلاً بِالغُزاةِ الفاتِحينا

وَكَم باتوا عَلى هَرجٍ وَمَرجِ

وَقالوا المالُ مَبذولٌ لِجورجي

وَكُلُّ المالِ مِن دَخلٍ وَخَرجٍ

دُيونٌ لا تُقَدِّرُها دُيونا

وَكَم فَتَحوا الثُغورَ بِلا تَواني

وَبِالأُسطولِ جاؤوا مِن مَواني

وَلِلبُسفورِ طاروا في ثَواني

فَأَهلاً بِالأَوَزِّ العائِمينا

وَفي الآسِتانَةِ اِنتَصَروا اِنتِصاراً

وَبُطرُسبُرجَ دَكّوها حِصارا

فَيا لِلمُسلِمينَ وَلِلنَصارى

وَقَيصَرَ وَالمُلوكِ الآخَرينا

وَيا غَليومُ أَينَ لَكَ الفِرارُ

إِذا جورجي وَعَسكَرَهُ أَغاروا

فَضاقَت عَن سَفينِهِمُ البِحارُ

وَضاقَ البَرُّ عَنهُمُ واجِفينا

أُمورٌ تَضحَكُ الصِبيانُ مِنها

وَلا تَدري لَها العُقَلاءُ كُنها

فَسَل روتَر وَسَل هافاسَ عَنها

فَإِنَّ لَدَيهِما الخَبَرَ اليَقينا

وَيَومَ مَلَونَ إِذ صِحنا وَصاحوا

ذَكَرنا اللَهَ مِن فَرَحٍ وَناحوا

وَدارَت بَينَهُم بِالراحِ راحُ

وَدارَت راحَةُ الإيمانِ فينا

عَلَى الجَبَلَينِ قَد بِتنا وَباتوا

وَقُتناهُم مَنِيَّتَهُم وَقاتوا

وَقَد مِتنا ثَباتاً وَاِستَماتوا

وَما البُسَلاءُ كَالمُستَبسِلينا

خَسَفنا بِالحُصونِ الأَرضَ خَسفاً

تَزيدُ تَأَبِّياً فَنَزيدُ قَذفا

بِنارٍ تَنسُفُ الأَجيالَ نَسفاً

وَتَلقَفُ نارَهُم وَالمُطلِقينا

مَدافِعُ ما تَثوبُ بِغَيرِ زادٍ

بَراكينٌ تَصوبُ بِلا نَفادِ

نَصَبناها لَهُم في كُلِّ وادي

فَكُنَّ المَوتَ أَو أَهدى عُيونا

جَعَلنا الأَرضَ تَحتَهُمُ دِماءَ

وَصَيَّرنا الدُخانَ لَهُم سَماءَ

وَإِذ راموا مِنَ النارِ اِحتِماءَ

حَمَت أَسيافُنا مِنهُم مِئينا

وَرُبَّ مُجاهِدٍ شَيخٍ مُبَجَّل

تَرَجَّلَتِ الجِبالُ وَما تَرَجَّل

أَرادَ لِيَركَبَ المَوتَ المُحَجَّل

إِلى أَجدادِهِ المُستَشهِدينا

وَفى لِجَوادِهِ وَحَنا عَلَيهِ

وَقَد شَخَصَت بَنادِقُهُم إِلَيهِ

وَصابَ رَصاصُها يُدمي يَدَيهِ

وَأَوشَكَتِ السَواعِدُ أَن تَخونا

تَعَوَّدَ أَن يُصيبَ وَأَن يُصابا

فَخوطِبَ في النُزولِ فَما أَجابا

وَقالَ وَقَد قَضى قَولاً صَوابا

هُنا فَليَطلُبِ المَرءُ المَنونا

وَقَد زادَ البَسالَةَ مِن وَقارِ

هِزَبرٌ مِن لُيوثِ التُركِ ضاري

تَقَدَّمَ نَحوَ نارٍ أَيُّ نارِ

لِيَسبِقَ نَحوَ خالِقِهِ القَرينا

جَرى فَأَذَلَّ هاتيكَ الأُلوفا

وَزَحزَحَ عَن مَواضِعِها الصُفوفا

فَخاضَ إِلى مَكامِنِها الحُتوفا

وَما هابَ الرُماةَ مُسَدِّدينا

دَعا لِلَّهِ في وَجهِ الأَعادي

كَلَيثٍ زائِرٍ في بَطنِ وادي

فَلَبَّتهُ الفَيالِقُ وَالأَرادي

وَدارَ هِلالُ رايَتِنا يَمينا

فَلَمّا أَذعَنوا أَنّا المَنايا

وَأَنّا خَيرُ مَن قادَ السَرايا

تَفَرَّقَ جَمعُهُم إِلّا بَقايا

عَلى قُلَلِ الجِبالِ مُجَندِلينا

صَلاةُ اللَهِ رَبّي وَالسَلامُ

عَلى قَتلى بِفِرسالو أَقاموا

هُمُ الشُهَداءُ حَولَ اللَهِ حاموا

فَأَدناهُم وَكانوا الفائِزينا

أَنالوا المُلكَ فَتحاً أَيَّ فَتحٍ

وَشادوا لِلخِلافَةِ أَيَّ صَرحِ

وَجاؤوا رَبَّهُم مِنهُم بِذَبحٍ

تَقَبَّلَهُ وَكانَ بِهِ ضَنينا

سَلاماً سَفحَ فِرسالو سَلاما

وَكُن خَيرَ المُقامِ لِمَن أَقاما

وَضَنَّ بِها وَإِن بَلِيَت عِظاماً

تُطيفُ بِها المَلائِكُ حائِمينا

أَأَدهَمُ هَكَذا تُقنى المَعالي

وَتُقنى بِالقَواضِبِ وَالعَوالي

لَقَد بَيَّضتَ لِلمُلكِ اللَيالي

بِسَيفٍ يَفضَحُ الفَجرَ المُبينا

أَخَذتَ النَصرَ بِالجَبَلَينِ غَصباً

وَكُنتَ اللَيثَ تَخطاراً وَوَثبا

حَمَلتَ فَماجَتِ الحُملانُ رُعباً

يَظُنُّهُمُ الجَهولُ مُقاتِلينا

وَفي فِرسالَ قَد جِئتَ العُجابا

بَسَطتَ الجَيشَ تَقرَؤُهُ كِتابا

وَقَد أَحصَيتَهُ باباً فَبابا

وَكانوا عَن كِتابِكَ غافِلينا

ثَبَتَّ مُؤَمِّلاً مِنكَ الثَباتُ

تُوافيكَ الرَسائِلُ وَالسُعاةُ

وَحَولَكَ أَهلُ شوراكَ الثُقاتُ

تَسوسونَ الجُيوشَ مُظَفَّرينا

هُناكَ الصُحفُ سارَت حاكِياتٍ

وَطَيَّرَتِ البُروقُ مُحَدِّثاتِ

وَحَدَّثَتِ المَمالِكُ آخِذاتِ

عُلومَ الحَربِ عَنكُمُ وَالفُنونا

بَني عُثمانَ إِنّا قَد قَدَرنا

فُتوحَكُمُ الكِبارَ وَقَد شَكَرنا

سَأَلنا اللَهَ نَصراً فَاِنتَصَرنا

بِكُم وَاللَهُ خَيرُ الناصِرينا

أبيات شعرية أحمد شوقي

أَيّامُكُم أَم عَهدُ إِسماعيلا

أَم أَنتَ فِرعَونٌ يَسوسُ النيلا

أَم حاكِمٌ في أَرضِ مِصرَ بِأَمرِهِ

لا سائِلاً أَبَداً وَلا مَسؤولا

يا مالِكاً رِقَّ الرِقابِ بِبَأسِهِ

هَلّا اِتَّخَذتَ إِلى القُلوبِ سَبيلا

لَمّا رَحَلتَ عَنِ البِلادِ تَشَهَّدَت

فَكَأَنَّكَ الداءُ العَياءُ رَحيلا

أَوسَعتَنا يَومَ الوَداعِ إِهانَةً

أَدَبٌ لَعَمرُكَ لا يُصيبُ مَثيلا

هَلّا بَدا لَكَ أَن تُجامِلَ بَعدَ ما

صاغَ الرَئيسُ لَكَ الثَنا إِكليلا

اُنظُر إِلى أَدَبِ الرَئيسِ وَلُطفِهِ

تَجِدِ الرَئيسَ مُهَذَّباً وَنَبيلا

في مَلعَبٍ لِلمُضحِكاتِ مُشَيَّدٍ

مَثَّلتَ فيهِ المُبكِياتِ فُصولا

شَهِدَ الحُسَينُ عَلَيهِ لَعنَ أُصولِهِ

وَيُصَدَّرُ الأَعمى بِهِ تَطفيلا

جُبنٌ أَقَلَّ وَحَطَّ مِن قَدرَيهِما

وَالمَرءُ إِن يَجبُن يَعِش مَرذولا

لَمّا ذَكَرتُ بِهِ البِلادَ وَأَهلَها

مَثَّلتَ دَورَ مَماتِها تَمثيلا

أَنذَرتَنا رِقّاً يَدومُ وَذِلَّةً

تَبقى رِحالاً لا تَرى تَحويلا

أَحَسِبتَ أَنَّ اللَهَ دونَكَ قُدرَةً

لا يَملُكُ التَغييرَ وَالتَبديلا

اللَهُ يَحكُمُ في المُلوكِ وَلَم تَكُن

دُوَلٌ تُنازِعُهُ القُوى لِتَدولا

فِرعَونُ قَبلَكَ كانَ أَعظَمَ سَطوَةً

وَأَعَزَّ بَينَ العالَمينَ قَبيلا

اليَومَ أَخلَفَتِ الوُعودَ حُكومَةٌ

كُنّا نَظُنُّ عُهودَها الإِنجيلا

دَخَلَت عَلى حُكمِ الوِدادِ وَشَرعِهِ

مِصراً فَكانَت كَالسُلالِ دُخولا

هَدَمَت مَعالِمَها وَهَدَّت رُكنَها

وَأَضاعَتِ اِستِقلالَها المَأمولا

قالوا جَلَبتَ لَنا الرَفاهَةَ وَالغِنى

جَحَدوا الإِلَهَ وَصُنعَهُ وَالنيلا

كَم مِنَّةٍ مَوهومَةٍ أَتبَعتَها

مِنّا عَلى الفَطِنِ الخَبيرِ ثَقيلا

في كُلِّ تَقريرٍ تَقولُ خَلَقتُكُم

أَفَهَل تَرى تَقريرَكَ التَنزيلا

هَل مِن نَداكَ عَلى المَدارِسِ أَنَّها

تَذَرُ العُلومَ وَتَأخُذُ الفُوتبولا

أَم مِن صِيانَتِكَ القَضاءَ بِمِصرَ أَن

تَأتي بِقاضي دِنشِوايَ وَكيلا

أَم هَل يَعُدُّ لَكَ الإِضاعَةَ مِنَّةً

جَيشٌ كَجَيشِ الهِندِ باتَ ذَليلا

اُنظُر إِلى فِتيانِهِ ما شَأنُهُم

أَوَ لَيسَ شَأناً في الجُيوشِ ضَئيلا

حَرَّمتُهُم أَن يَبلُغوا رُتَبَ العُلا

وَرَفَعتَ قَومَكَ فَوقَهُم تَفضيلا

فَإِذا تَطَلَّعَتِ الجُيوشُ وَأَمَّلَت

مُستَقبَلاً لا يَملِكوا التَأميلا

مِن بَعدِ ما زَفّوا لِإِدوَردَ العُلا

فَتحاً عَريضاً في البِلادِ طَويلا

لَو كُنتُ مِن جُمرِ الثِيابِ عَبَدتُكُم

مِن دونِ عيسى مُحسِناً وَمُنيلا

أَو كُنتُ بَعضَ الإِنكِليزَ قَبِلتُكُم

مَلِكاً أُقَطِّعُ كَفَّهُ تَقبيلا

أَو كُنتُ عُضواً في الكُلوبِ مَلَأتُهُ

أَسَفاً لِفُرقَتِكُم بُكاً وَعَويلا

أَو كُنتُ قِسّيساً يَهيمُ مُبَشِّراً

رَتَّلتُ آيَةَ مَدحِكُم تَرتيلا

أَو كُنتُ صَرّافاً بِلُندُنَ دائِناً

أَعطَيتُكُم عَن طيبَةٍ تَحويلا

أَو كُنتُ تَيمَسَكُم مَلَأتُ صَحائِفي

مَدحاً يُرَدَّدُ في الوَرى مَوصولا

أَو كُنتُ في مِصرٍ نَزيلاً جاهِداً

سَبَّحتُ بِاِسمِكِ بُكرَةً وَأَصيلا

أَو كُنتُ سِريوناً حَلَفتُ بِأَنَّكُم

أَنتُم حَوَيتُمُ بِالقَناةِ الجيلا

ما كانَ مِن عَقَباتِها وَصِعابِها

ذَلَّلتُموهُ بِعَزمِكُم تَذليلا

عَهدُ الفِرَنجِ وَأَنتَ تَعلَمُ عَهدَهُم

لا يَبخَسونَ المُحسِنينَ فَتيلا

فَاِرحَل بِحِفظِ اللَهِ جَلَّ صَنيعُهُ

مُستَعفِياً إِن شِئتَ أَو مَعزولا

وَاِحمِل بِساقِكَ رَبطَةً في لُندُنٍ

وَاِخلِف هُناكَ غِرايَ أَو كَمبيلا

أَو شاطِرِ المُلكَ العَظيمَ بِلادَهُ

وَسُسِ المَمالِكَ عَرضَها وَالطولا

إِنّا تَمَنَّينا عَلى اللَهِ المُنى

وَاللَهُ كانَ بِنَيلِهِنَّ كَفيلا

مَن سَبَّ دينَ مُحَمَّدٍ فَمُحَمَّدٌ

مُتَمَكِّنٌ عَنّا الإِلَهُ رَسولا

قصيدة أحمد شوقي

المُلكُ بَينَ يَدَيكَ في إِقبالِهِ

عَوَّذتُ مُلكَكَ بِالنَبِيِّ وَآلِهِ

حُرٌّ وَأَنتَ الحُرُّ في تاريخِهِ

سَمحٌ وَأَنتَ السَمحُ في أَقيالِهِ

فيضا عَلى الأَوطانِ مِن حُرِيَّةٍ

فَكِلاكُما المُفتَكُّ مِن أَغلالِهِ

سَعِدَت بِعَهدِكُما المُبارَكِ أُمَّةٌ

رَقَّت لِحالِكِ حِقبَةً وَلِحالِهِ

يَفديكَ نَصرانِيُّهُ بِصَليبِهِ

وَالمُنتَمي لِمُحَمَّدٍ بِهِلالِهِ

وَفَتى الدُروزِ عَلى الحُزونِ بِشَيخِهِ

وَالمَوسَوِيُّ عَلى السُهولِ بِمالِهِ

صَدَقوا الخَليفَةَ طاعَةً وَمَحَبَّةً

وَتَمَسَّكوا بِالطُهرِ مِن أَذيالِهِ

يَجِدونَ دَولَتَكَ الَّتي سَعِدوا بِها

مِن رَحمَةِ المَولى وَمِن أَفضالِهِ

جَدَّدتَ عَهدَ الراشِدينَ بِسيرَةٍ

نَسَجَ الرَشادُ لَها عَلى مِنوالِهِ

بُنِيَت عَلى الشورى كَصالِحِ حُكمِهِم

وَعَلى حَياةِ الرَأيِ وَاِستِقلالِهِ

حَقٌّ أَعَزَّ بِكَ المُهَيمِنُ نَصرَهُ

وَالحَقُّ مَنصورٌ عَلى خُذّالِهِ

شَرُّ الحُكومَةِ أَن يُساسَ بِواحِدٍ

في المُلكِ أَقوامٌ عِدادُ رِمالِهِ

مُلكٌ تُشاطِرُهُ مَيامِنَ حالِهِ

وَتَرى بِإِذنِ اللَهِ حُسنَ مَآلِهِ

أَخَذَت حُكومَتُكَ الأَمانَ لِظَبيَهِ

في مُقفِراتِ البيدِ مِن رِئبالِهِ

مَكَّنتَ لِلدُستورِ فيهِ وَحُزتَهُ

تاجاً لِوَجهِكَ فَوقَ تاجِ جَلالِهِ

فَكَأَنَّكَ الفاروقُ في كُرسِيِّهِ

نَعِمَت شُعوبُ الأَرضِ تَحتَ ظِلالِهِ

أَو أَنتَ مِثلُ أَبي تُرابٍ يُتَّقى

وَيَهابُهُ الأَملاكُ في أَسمالِهِ

عَهدُ النَبِيِّ هُوَ السَماحَةُ وَالرِضى

بِمُحَمَّدٍ أَولى وَسَمحِ خِلالِهِ

بِالحَقِّ يَحمِلُهُ الإِمامُ وَبِالهُدى

في حاضِرِ الدُستورِ وَاِستِقبالِهِ

يابنَ الخَواقينِ الثَلاثينَ الأُلى

قَد جَمَّلوا الإِسلامَ فَوقَ جَمالِهِ

المُبلِغينَ الدينَ ذُروَةَ سَعدِهِ

الرافِعينَ المُلكَ أَوجَ كَمالِهِ

الموطِئينَ مِنَ المَمالِكِ خَيلَهُم

ما لَم يَفُز إِسكَندَرٌ بِوِصالِهِ

في عَدلِ فاتِحِهِم وَقانونِيِّهِم

ما يَحتَذي الخُلَفاءُ حَذوَ مِثالِهِ

أَمّا الخِلافَةُ فَهيَ حائِطُ بَيتِكُم

حَتّى يُبينَ الحَشرُ عَن أَهوالِهِ

أُخِذَت بِحَدِّ المَشرَفِيِّ وَحازَها

لَكُمُ القَنا بِقِصارِهِ وَطِوالِهِ

لا تَسمَعوا لِلمُرجِفينَ وَجَهلِهِم

فَمُصيبَةُ الإِسلامِ مِن جُهّالِهِ

طَمَعُ القَريبِ أَوِ البَعيدِ بِنَيلِها

طَمَعُ الفَتى مِن دَهرِهِ بِمَحالِهِ

ما الذِئبُ مُجتَرِئاً عَلى لَيثِ الشَرى

في الغالِبِ مُعتَدِياً عَلى أَشبالِهِ

بِأَضَلَّ عَقلاً وَهيَ في أَيمانِكُم

مِمَّن يُحاوِلُ أَخذَها بِشِمالِهِ

رَضِيَ المُهَيمِنُ وَالمَسيحُ وَأَحمَدٌ

عَن جَيشِكَ الفادي وَعَن أَبطالِهِ

الهازِئينَ مِنَ الثَرى بِسُهولِهِ

الدائِسينَ عَلى رُؤوسِ جِبالِهِ

القاتِلينَ عَدُوَّهَم في حِصنِهِ

بِالرَأيِ وَالتَدبيرِ قَبلَ قِتالِهِ

الآخِذينَ الحُصنَ عَزَّ سَبيلُهُ

مِثلَ السُها أَو في اِمتِناعِ مَنالِهِ

المُعرِضينَ وَلَو بِساحَةِ يَلدِزٍ

في الحَربِ عَن عِرضِ العَدُوِّ وَمالِهِ

القارِئينَ عَلى عَلِيٍّ عِلمُها

وَعَلى الغُزاةِ المُتَّقينَ رِجالِهِ

المُلكُ زُلزِلَ في فُروقٍ ساعَةً

كانوا لَهُ الأَوتادَ في زِلزالِهِ

لَولا اِنتِظامُ قُلوبِهِم كَكُفوفِهِم

لَنَثَرتُ دَمعي اليَومَ في أَطلالِهِ

وَالمَرءُ لَيسَ بِصادِقٍ في قَولِهِ

حَتّى يُؤَيِّدَ قَولَهُ بِفِعالِهِ

وَالشَعبُ إِن رامَ الحَياةَ كَبيرَةً

خاضَ الغِمارَ دَماً إِلى آمالِهِ

شُكرُ المَمالِكِ لِلسَخِيِّ بِروحِهِ

لا لِلسَخِيِّ بِقيلِهِ أَو قالِهِ

إيهٍ فُروقُ الحُسنِ نَجوى هائِمٍ

يَسمو إِلَيكَ بِجَدِّهِ وَبِخالِهِ

أَخرَجتِ لِلعُربِ الفِصاحِ بَيانَهُ

قَبَساً يُضيءُ الشَرقَ مِثلَ كَمالِهِ

لَم تُكثِرِ الحَمراءُ مِن نُظَرائِهِ

نَسلاً وَلا بَغدادُ مِن أَمثالِهِ

جَعَلَ الإِلَهُ خَيالَهُ قَيسَ الهَوى

وَجُعِلتِ لَيلى فِتنَةً لِخَيالِهِ

في كُلِّ عامٍ أَنتِ نُزهَةُ روحِهِ

وَنَعيمُ مُهجَتِهِ وَراحَةُ بالِهِ

يَغشاكِ قَد حَنَّت إِلَيكِ مَطِيُّهُ

وَيَؤوبُ وَالأَشواقُ مِلءُ رِحالِهِ

أَفراحُهُ لَمّا رَآكِ طَليقَةً

أَفراحُ يوسُفَ يَومَ حَلِّ عِقالِهِ

وَسُرورُهُ بِكِ مِن قُيودِكِ حُرَّةً

كَسُرورِ قَيسٍ بِاِنفِلاتِ غَزالِهِ

اللَهُ صاغَكِ جَنَّتَينِ لِخَلقِهِ

مَحفوفَتَينِ بِأَنعُمٍ لِعِيالِهِ

لَو أَنَّ لِلَّهِ اِتِّخاذَ خَميلَةٍ

ما اِختارَ غَيرَكَ رَوضَةً لِجَلالِهِ

فَكَأَنَّما الصِفَتانِ في حُسنَيهِما

ديباجَتا خَدٍّ يَتيهُ بِخالِهِ

وَكَأَنَّما البُوسفورُ حَوضُ مُحَمَّدٍ

وَسَطَ الجِنانِ وَهُنَّ في إِجلالِهِ

وَكَأَنَّ شاهِقَةَ القُصورِ حِيالَهُ

حُجُراتُ طَهَ في الجِنانِ وَآلِهِ

وَكَأَنَّ عيدَكِ عيدُها لَمّا مَشى

فيها البَشيرُ بِبِشرِهِ وَجَمالِهِ

تيهي بِعيدِكِ في المَمالِكِ وَاِسلَمي

في السِلمِ لِلآلافِ مِن أَمثالِهِ

وَاِستَقبِلي عَهدَ الرَشادِ مُجَمَّلاً

بِمَحاسِنِ الدُستورِ في اِستِهلالِهِ

دارُ السَعادَةِ أَنتِ ذَلِكَ بابُها

شُلَّت يَدٌ مُدَّت إِلى إِقفالِهِ