أساطير الجمال والمكياج عبر العصور: حكايات غريبة تحدّت الزمن
عندما نفتح علبة المكياج اليوم أو نضع لمسة بسيطة أمام المرآة، لا نتخيّل أن تاريخ الجمال كان مليئاً بالطقوس الغريبة والمعتقدات الأسطورية.
فمنذ آلاف السنين، حاول الإنسان الوصول إلى “الوصفة السحرية” للجمال، ولو كانت غريبة أو خطرة أو خيالية تماماً.
وفي هذا العالم المليء بالمبالغات والطقوس، وُلدت أساطير ظلّت حية حتى يومنا هذا.
الكحل المصري… حماية من الشر قبل الجمال
لم يكن الكحل لدى المصريين القدماء مجرد زينة، بل كان يُعتقد أنه يطرد الأرواح الشريرة ويحمي العين من الحسد.
الرجال والنساء كانوا يستخدمونه، ليس فقط للمنظر الجميل، بل لاعتقاد راسخ بأنه يجلب القوة الروحية ويمنح صاحبه هالة من الحماية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
العجيب أن الدراسات الحديثة تبيّن أن الكحل القديم كان يحتوي على مواد تحمي العين فعلاً من الالتهابات… وكأن الأسطورة كانت تحمل جزءاً من الحقيقة.
حليب الحمير… سر نعومة الملكات
من أشهر الأساطير قصة الملكة كليوباترا التي قيل إنها كانت تستحم يومياً في حليب مئات الحمير لتحافظ على بشرتها ناعمة ومتوهّجة.
ورغم أن الرقم مبالغ فيه، إلا أن الفكرة نفسها عبرت العصور وظهرت من جديد في عصرنا، وكأن الأسطورة ترفض الانتهاء.
بودرة سامة باسم الجمال
في أوروبا القديمة، انتشرت موضة البشرة البيضاء الشاحبة، فاستعملت النساء بودرة مصنوعة من الرصاص للحصول على هذا المظهر.
كان الاعتقاد أن البياض يعني النبل والرقي، لكن الحقيقة أن هذه البودرة سببت أمراضاً وتشوهات وسقوط الشعر…
ومع ذلك استمرت نساء كثيرات في استخدامها بدافع الجمال “المثالي”.
حواجب القمر في الصين
- في الصين القديمة، كان شكل الحاجبين بوابة للحظ والسعادة.
- أشهر الأشكال كان “حاجب الهلال”، حيث تُرسم الحواجب على هيئة قمر رقيق.
- وكان الاعتقاد أن شكل الحاجب قادر على جلب الرزق ودفع الشرور، فتحوّل الحاجب من جزء في الوجه إلى رمز روحاني يجلب البركة.
الشفاه الحمراء… رمز القوة عبر الحضارات
- من الحضارات البابلية إلى شعوب القارة الأمريكية القديمة، اعتُبر اللون الأحمر على الشفاه علامة قوة وسحر وتأثير.
- بعض القصص تقول إن المرأة ذات الشفاه الحمراء كانت تُجبر القادة على تغيير قراراتهم بمجرد ابتسامة!
- والأغرب أن بعض المحاربين استخدموا اللون الأحمر لإظهار الشجاعة، لا للجمال.
طقوس عجيبة بحثاً عن “المثالية”
مرّت العصور وظهرت ممارسات غريبة لتعديل المظهر:
- لفّ القدم لجعلها صغيرة في الصين.
- استخدام الزئبق لتفتيح البشرة في اليابان القديمة.
- نزع نصف الحاجب لإظهار “الجبهة المثالية” في أوروبا.
- وضع رماد الحطب على البشرة لدى بعض القبائل لاعتقاد بأنه يمنح لمعاناً خاصاً.
- كل طقس كان يُتّبع بإيمان كامل، وكأنه قانون لا يخضع للجدال.
لماذا بقيت أساطير الجمال حيّة؟
- لأن الإنسان دائماً يبحث عن “سر مخفي”، وصفة سحرية تُغيّر مظهره، أو طقس قديم يفتح له باب الجاذبية.
- بعض الأساطير اختفى، وبعضها عاد بشكل جديد، وبعضها… ما زال يتكرر بطريقة حديثة دون أن نشعر.
في النهاية، يبقى عالم الجمال أكثر من أدوات ومواد… إنه قصص وحكايات وسحر بشري مستمر منذ أول مرآة عرفها الإنسان.