;

نعرف أشكالهم: فايزة عبدالجواد اكتشفها رشدي أباظة وقدمت أدوار البلطجية

  • تاريخ النشر: الخميس، 28 نوفمبر 2019
نعرف أشكالهم: فايزة عبدالجواد اكتشفها رشدي أباظة وقدمت أدوار البلطجية

استمراراً لسلسلة أشهر كومبرسات في تاريخ السينما المصرية، نواصل تقديم حلقات السلسلة، ونتحدث اليوم عن واحدة من كومبرسات السينما المصرية التي استحقت لقب أشهر كومبارس في تاريخ السينما عن جدارة، إنها الفنانة الراحلة فايزة عبد الجواد.

بملامحها الضخمة التي تصل إلى حد الشراسة وصوتها الأجش انحسرت أدوارها في دور السجينة أو المعلمة أو رئيسة العصابة، وضعتها الصدفة في طريق الفنان رشدي أباظة الذي يُعد مكتشفها الحقيقي، أثناء تصوير فيلم "تمر حنة" 1957، حيث كانت من سكان المنطقة التي يتم تصوير بعض المشاهد للفيلم بها، بعد أن خرجت مع سكان حيها لمشاهدة الفيلم الذي يصور في منطقتهم.

تقول فايزة عن موقفها مع رشدي أباظة، إنها خرجت لمشاهدة أبطال الفيلم الذين يصورون مشاهد في المنطقة التي تسكنها، وإذ بدنجوان عصره رشدي أباظة يشير للمخرج عليها، على الفور استعان بها المخرج ضمن المجاميع الموجودة في الفيم، التي كان تردد وراء المطربة فايزة أحمد "يا تمر حنة خليتي بينا".

منذ اكتشافها على يد رشدي أباظة، استعان بها عددًا كبيرًا من المخرجين لأداء أدوار صغيرة للغاية في أفلامهم لكنها مؤثرة وتركت للمشاهد ذكرة طيبة عن أشهر زعيمة عصابة في السينما المصرية، وأدت أدوارًا أمام أغلب نجوم الفن، منهم محمد صبحي، ليلى علوي، عادل إمام، نبيلة عبيد، وغيرهم من الممثلين الذين عاصرتهم منذ اكتشافها في 1957، حتى 2011.

رفضت نقابة المهن التمثيلية منحها العضوية بها، رغم تقدمها عدة مرات للحصول عليها لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، رغم معانتها من ضعف الأجور التي تتقاضها في الأدوار القصيرة والتي كانت اختصاصها.

وبحسب لقاء صحفي بها مع موقع "إيلاف" تقول إن أقل أجر حصلت عليه كان 20 قرشاً وأعلى أجر وصل إلى 50 جنيه.

وفي أحد لقائتها التلفزيونية قالت إن ليلى علوي وأحمد زكي ونور الشريف، عم النجوم المقربين لها والذين كانوا يعتنوا بها.

ظلت فايزة، لأكثر من 15 عاماً تؤدي أدواراً صامته، منذ 1957، حتى أتت لها الفرصة في فيلم "أبناء الصمت" عام 1974 لتقول أولى جملها في السينما المصرية.

لها أكثر من 131 عمل فني بين فيلم ومسرحية ومسلسل، كان أولهما تمر حنة، وأخرهما مسلسل كيد النساء في 2011.

كرمها مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط في دورته عام 2004.

في الآونة الأخيرة من حياتها، عانت من الفقر والمرض، حتى فقدت قدرتها على الحركة تماماً بسبب مشاكل صحية في ساقيها، وأهملتها نقابة الممثلين ولم تتبنَّ معالجتها أو حتى صرف مبالغ استثنائية لها تقديراً لما قدمته للسينما المصرية.

في آخر لقاء تلفزيوني لها جمعها بالفنانة إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة" قالت إن الجميع نسيها في مرضها ولم يتذكرها سوى النجمتين ليلى علوي وفيفي عبده.

وصباح يوم السبت، الموافق 20 فبراير 2016، رحلت أشهر كومبارس في تاريخ السينما المصرية، عن عالمنا عن عمر يناهز 73 عاماً، تاركة إرثاً كبيراً من الأعمال الفنية التي خلدها التاريخ السينمائي المصري والعربي.