;

مضادات الاكتئاب.. أنواع متعددة وأهداف متشابهة

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الأربعاء، 03 مارس 2021
مضادات الاكتئاب.. أنواع متعددة وأهداف متشابهة

تعد مضادات الاكتئاب من أكثر الأدوية العلاجية تداولا، حيث يمكنها مداواة الكثير من أعراض الأزمات النفسية مثل التوتر واضطراب القلق الاجتماعي وسوء المزاج وبالطبع الاكتئاب، فما هي الفوائد الخاصة بتلك الأدوية؟ وما هي أنواعها المختلفة وأعراضها الجانبية الشائعة؟

فوائد مضادات الاكتئاب

تعمل مضادات الاكتئاب على تعديل عدم التوازن الكيميائي الذي قد يحدث بداخل الناقلات العصبية في المخ، وهو الخلل الذي يؤدي إلى التغيرات السلبية في كل من المزاج والسلوك العام.

ربما ظهرت مضادات الاكتئاب منذ نحو 70 سنة، حيث عرفت منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أنها بدأت في اكتساب الشهرة الكبيرة لها في الـ20 سنة الأخيرة.

تؤكد مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض أن نسبة الأشخاص أكبر من 12 سنة في الولايات المتحدة الأمريكية، والذين يحصلوا على مضادات الاكتئاب قد ارتفعت من 7.7% في القترة ما بين 1999 و2002، إلى نسبة 12.7% خلال الفترة ما بين 2011 إلى 2014، علما بأن نسب الإناث اللاتي يحصلن على تلك الأدوية تصل إلى ضعف نسبة الذكور.

أنواع مضادات الاكتئاب

يتمثل النوع الأول من أنواع مضادات الاكتئاب في مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، وهي الأدوية الأكثر وصفا للمرضى، نظرا لأنها تساهم في علاج الاكتئاب، في وجود القليل من الأعراض الجانبية مقارنة بالأدوية الأخرى، فيما تعمل على منع امتصاص السيروتونين بداخل المخ، ليؤدي ذلك إلى سهولة قيام خلايا المخ بإرسال واستقبال الرسائل، ما يؤدي إلى تحسن المزاج.

النوع الثاني هو مثبطات إعادة السيروتونين والنورادرينالين الانتقائي، وهو النوع المسؤول أيضا عن علاج الاكتئاب واضطرابات المزاج، وفي بعض الأحيان اضطراب نقص الحركة مع فرط النشاط، واضطراب الوسواس القهري، وكذلك اضطرابات القلق، فيما يعمل على رفع مستويات السيروتونين والنورابينفرين، وهي الناقلات العصبية المسؤولة عن المزاج.

أما النوع الثالث فهو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، الذي يتكون من 3 حلقات في التشكيل الكيميائي الخاص به، فيما يمكنه علاج الاكتئاب ومتلازمة الفيبروميالغيا أو متلازمة الألم العضلي التليفي، كما يساعد على السيطرة على الآلام المزمنة.

النوع الرابع يتمثل في مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين، وهي نوعية الأدوية التي توصف غالبا قبل حصول المريض على النوعين الأول والثاني من مضادات الاكتئاب، حيث يعمل على إبطال عمل إنزيم المخ المعروف باسم الأوكسيديز أحادي الأمين، والذي يقوم بتكسير  السيروتونين.

يعرف النوع الأخير باسم مضادات الاكتئاب غير النمطية، وهو المسؤول عن علاج اضطرابات القلق وبعض اضطرابات الشخصية، إضافة إلى الاكتئاب.

أعراض مضادات الاكتئاب الجانبية

تبدو الأعراض الجانبية للحصول على مضادات الاكتئاب ظاهرة خلال أول أسبوعين فقط، فيما تختفي لاحقا، وهي تتنوع بين الغثيان والقلق، إلا أنها تختلف من نوعية دواء لآخر.

تعمل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية وكذلك مثبطات إعادة السيروتونين والنورادرينالين الانتقائي على سبيل المثال، على خفض مستويات السكر في الدم والطفح الجلدي، مع فقدان الوزن وجفاف الفم والإصابة بالإمساك أو الإسهال، كما يمكنها أن تتسبب في الصداع والأرق والدوخة وبعض التغيرات في التفكير.

تبدو أعراض مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات أيضا قريبة الشبه من الأعراض السابقة، حيث يشعر المريض بالأرق والغثيان والإمساك، ويعاني من فقدان الوزن، علاوة على فرط الحركة وعدم اتزان نبضات القلب في ظل الإصابة بتشنجات في المعدة وبضغط واضح في العين، فيما تؤدي مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين إلى المعاناة من الأعراض السابقة بالإضافة إلى تشوش في الرؤية.

أعراض انسحاب مضادات الاكتئاب

من المفترض ألا تؤدي مضادات الاكتئاب إلى اختبار أعراض انسحاب بعد التوقف عن الحصول عليها، إلا أن 1 من كل 3 مرضى حصلوا على تلك الأدوية، قد أشاروا إلى أنهم عانوا من بعض الأعراض الانسحابية.

تتراوح مدة الإصابة بتلك الأعراض الانسحابية بين مدة أسبوعين إلى شهرين، لتشمل الإحساس بالقلق والتوتر، المعاناة من الدوخة، الإصابة بآلام في البطن وربما بعض من أعراض البرد، علاوة على شعور شبيه بالصعقة الكهربائية في الجسم، ما يتطلب دائما تقليل الجرعة بشكل تدريجي حتى لا يشعر المريض بتلك الأعراض.

متى يبدأ مفعول مضادات الاكتئاب؟

يتساءل الكثير من المرضى دائما عن موعد بدء مفعول مضادات الاكتئاب، وربما عن سر تأخر ظهور هذا المفعول، ما يكشف عن احتمالية مرور عدد من الأسابيع قبل أن يلاحظ المريض الأمر، لذا ينصح بالانتظار وعدم التوقف عن الحصول على تلك الأدوية كما يحدث في بعض الأحيان.

يرى الأطباء أن تأثير مضادات الاكتئاب أحيانا ما يتأخر عن أسبوعين، فيما يصل مفعول الأدوية بشكل كامل مع مرور شهر وربما شهرين، لذا فالاستمرارية على تلك الأدوية مطلوبة دائما حتى تظهر نتائجها الجيدة، تماما مثلما ينصح باستشارة الأطباء النفسيين سواء قبل الحصول عليها أو قبل التوقف عن تناولها.