;

المغرب يعلن تسجيل أول إصابة بـ"جدري القردة"

  • تاريخ النشر: الخميس، 02 يونيو 2022
المغرب يعلن تسجيل أول إصابة بـ"جدري القردة"

سجل المغرب أول حالة إصابة بـ"جدري القرود" لمسافر قادم من إحدى الدول الأوروبية. 

وأعلن التلفزيون الرسمي المغربي، نقلاً عن وزارة الصحة، اليوم الخميس، تسجيل أول حالة إصابة بـ"جدري القرود" لمسافر قادم من إحدى الدول الأوروبية.

وأضاف، أن الحالة المسجلة تم رصدها في إطار البروتوكول الموضوع في المملكة منذ الإعلان عن الإنذار الصحي العالمي بخصوص انتشار جدري القرود.

وكان المغرب قد عزز إجراءات المراقبة الصحية في مختلف نقاطه الحدودية سواء البرية أو البحرية أو الجوية، بعد أن سجلت جارته الشمالية إسبانيا ودول أوروبية أخرى إصابات مؤكدة بجدري القرود.

وتقوم السلطات الصحية في المملكة من خلال المركز الوطني لعمليات الطوارئ الصحية بوزارة الصحة، على متابعة الوضعية الوبائية العالمية لفيروس جدري القرود وجميع التوصيات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية، لمنع انتشار المرض الفيروسي داخل المملكة.

وكانت وزارة الصحة المغربية قد أصدرت دليلا للتوعية بهذا المرض قبل دخوله المملكة، ودعت إلى ضرورة الإبلاغ عن أي حالة مشتبه بها أو محتملة على الفور إلى السلطات الصحية من أجل عرضها على التشخيص الطبي.

"الصحة العالمية" تستبعد تحول "جدري القردة" إلى جائحة

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد استبعدت، الاثنين الماضي، أن يؤدي انتشار "جدري القردة" إلى جائحة عالمية، وذلك بعد أن تم رصد أكثر من 300 حالة مشتبه بها أو مؤكدة من الفيروس في مايو الجاري، معظمها في أوروبا.

في الوقت ذاته، لا تزال المنظمة بصدد دراسة ما إذا كان ينبغي تقييم التفشي على أنه "حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقاً دولياً" من عدمه.

وأفادت مسؤولة بالمنظمة، الاثنين الماضي، أن "الصحة العالمية" لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القردة خارج أفريقيا سيؤدي إلى جائحة، مضيفة أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن ينقلوا المرض".

وتدرس منظمة الصحة العالمية ما إذا كان ينبغي تقييم التفشي على أنه "حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقا دوليا". ومن شأن صدور إعلان من هذا القبيل، مثلما حدث مع كوفيد-19 وإيبولا، أن يساعد في تسريع جهود البحث والتمويل لاحتواء المرض.

وبشأن ما إذا كان تفشي مرض جدري القردة يمكن أن يتحول إلى جائحة، قالت روزاموند لويس مديرة إدارة الجدري ببرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية "لا نعرف ولكننا لا نعتقد ذلك"، وتابعت "في الوقت الراهن لا نشعر بالقلق من تفشي جائحة عالمية".

ومن المعروف أن سلالة الفيروس المتسبب في المرض لا تؤدي للوفاة سوى في حالات قليلة، ولم يتم تسجيل أي وفيات حتى الآن.

وظهرت معظم الحالات في أوروبا، وليس في بلدان وسط وغرب أفريقيا التي يتوطن فيها الفيروس، ولا ترتبط معظمها بالسفر. وبدأت بعض الدول في تقديم لقاحات للمخالطين وثيقي الصلة بالحالات المؤكدة.

الكشف عن أول علاج لـ"جدري القردة" ببريطانيا

وأظهرت نتائج دراسة طبية بريطانية حديثة أن أعراض جدري القرود قد تمر بشكل أسرع عندما يُعالج المرضى بمضاد فيروسات معروف.

وأعطي المرضى الذين تعافوا جميعا بعد العزل والعلاج، دورات تجريبية من نوعين مختلفين من الأدوية المضادة للفيروسات، وهما "Brincidofovir" و"Tecovirimat"، والتي أثبتت سابقاً إمكانية علاج جدري القرود في الحيوانات.

ووجد الفريق القائم على الدراسة القليل من الأدلة التي تشير إلى أن أدوية "Brincidofovir" كانت مفيدة، وخلص إلى أن "Tecovirimat" يبدو أنه يقصر مدة أعراض جدري القرود، وبالتالي قد يقلل أيضا من مقدار الوقت الذي يكون فيه المرضى المصابون معديين.

ورُخّص "Tecovirimat" داخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعلاج جدري القرود، لكن لم يتم التصريح به بعد من قبل وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، وفقا لصحيفة "ديلي إكسبريس".

وتُعرف منظمة الصحة العالمية جدري القرود على أنه مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.

ويُنقل فيروس جدري القرود إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود، من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.

ويتراوح معدل حالات الوفاة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و10 بالمئة، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سناً.

وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

ويشير الباحثون إلى تقسيم مرحلة الإصابة بجدري القرود إلى فترتين اثنتين، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.

الفترة الأولى هي فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن علاماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر والعضلات وضعف شديد (فقدان الطاقة).

وفي المرحلة الثانية يظهر الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، وتتبلور مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95 بالمائة من الحالات)، وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75 بالمئة).

ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام إلى حويصلات مملوءة بسوائل وبثرات قد يلزمها أسابيع لكي تختفي تماما.

وتحدث الإصابة بسبب مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.

ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوة جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة بجدري القدرة.

كما يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي، أو من إنسان إلى آخر عن طريق الإفرازات أو الملامسة.

وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير، كما أيضا من الممكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق العلاقات الجنسية أو عبر المشيمة.

تاريخ اكتشاف مرض فيروس جدري القرود؟

كُشِف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968.

وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.

وسجلت أولى الحالات للمرض خارج إفريقيا عام 2003، في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة.