;

الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد العمل.. هل أصبحنا عرضة لخسارة وظائفنا قريبا؟

  • تاريخ النشر: السبت، 23 أغسطس 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
الذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد العمل.. هل أصبحنا عرضة لخسارة وظائفنا قريبا؟

في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، بات الذكاء الاصطناعي عنصرًا محوريًا في بيئات العمل الحديثة، حيث يُنظر إليه كأداة لتعزيز الكفاءة وتطوير الخدمات، غير أن هذا التطور يثير نقاشات متزايدة حول تكوين بيئات العمل قريباً، خاصة في ظل تجارب واقعية تكشف عن آثار غير متوقعة.

وفي خضم هذه التطورات وما تطرحه من فرص واعدة، يظل "سؤال المليون دولار" مطروحاً بإلحاح: "هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يشكل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الوظائف البشرية؟"، وهو ما يحاول "رائج" الإجابة عليه في السطور التالية من خلال قصة حقيقية لموظف أمريكي نالت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

من الريادة إلى الاستغناء

ديريك، محلل أول قضى 18 عامًا في شركة واحدة، كان يُعد مرجعًا مهنيًا داخل فريقه، إذ تولى تدريب الموظفين الجدد، وقدم الدعم الفني، وعمل لساعات إضافية لضمان سير العمل. لكن إدخال أداة ذكاء اصطناعي لتبسيط المهام الروتينية قلب مسار حياته المهنية رأساً على عقب.

بقول "ديريك" في منشور عبر حسابه بـ"رديت": "في البداية، لم يكن هناك ما يشير إلى تهديد مباشر لوظيفته، إلا أن الأداة بدأت تدريجيًا في تولي المهام التي كانت من اختصاصه، إلى أن تم الاستغناء عنه بحجة أن النظام الجديد أكثر كفاءة وأقل تكلفة".

بعد أشهر من فصله، تلقى ديريك اتصالًا من مديره السابق يطلب منه العودة بسبب تراجع الأداء العام وازدياد شكاوى العملاء نتيجة أخطاء النظام الذكي، لكن العرض لم يتضمن أي ضمانات مالية أو تعويض عن الفترة السابقة، ما دفعه للتعبير عن تردده قائلاً: "أنا ممزق بين حاجتي للاستقرار المالي ورفضي لأن أكون مجرد خطة بديلة يتم الاستغناء عنها مجددًا عند أول تحديث تقني."

فرص جديدة ومخاوف مشروعة

تفاعل المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي مع قصة ديريك، مقدمين رؤى متباينة حول الذكاء الاصطناعي:

  • إبداع مهدد:

أحد الرسامين أشار إلى اضطراره لتغيير مجاله بعد تراجع الطلب على الأعمال اليدوية لصالح التصاميم المولدة آليًا، رغم أن بعض الفعاليات بدأت تفرض قيودًا على الأعمال غير البشرية.

  • ترقية مهنية:

مستخدم آخر أكد أن الذكاء الاصطناعي ساعده على تحسين إنتاجيته، ما أهّله للحصول على ترقية وظيفية.

  • رؤية أصحاب الأعمال:

أحد المديرين عبّر عن موقفه بوضوح، مؤكدًا أنه يفضل الموظفين القادرين على تقديم قيمة مضافة، بينما يرى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تعويض من لا يواكب التطور.

  • حماية المهارات الإبداعية:

موظف تقني أشار إلى أن مهاراته الإبداعية ساعدته في الحفاظ على وظيفته، حيث أتاح له الذكاء الاصطناعي التركيز على المهام التي تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا.

هل الذكاء الاصطناعي بديل أم مكمل؟

رغم المخاوف المتزايدة، يرى كثيرون أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه الاستغناء الكامل عن الإنسان، إذ يعتمد على المدخلات البشرية ولا يمتلك القدرة على الإبداع المستقل. ومع ذلك، فإن النقاش حول تأثيره على سوق العمل يزداد تعقيدًا، خاصة مع توقعات بأن يؤثر على نحو 40% من الوظائف عالميًا، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي.

ويرى الخبراء، أن في ظل هذا الواقع، تبرز الحاجة إلى سياسات واضحة لحماية العاملين، وتوفير برامج تدريب وتأهيل تواكب التحولات الرقمية، بما يضمن توازنًا بين التطور التقني والاستقرار الاجتماعي.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه