;

الانفصال العاطفي.. كيف يواجه جسم الإنسان هذه الأزمة؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الأحد، 21 فبراير 2021
الانفصال العاطفي.. كيف يواجه جسم الإنسان هذه الأزمة؟

الانفصال عن الشريك قرار صعب، صعب للغاية، يتبعه شعور بالرفض تجاه كل ما يدور بالعالم، ذلك هو التأثير النفسي المعروف بذلك الصدد، ويعتقد أنه من الممكن معالجته بالذهاب لطبيب نفسي، في الأغلب يتلخص دوره في شرح كون الانفصال في حد ذاته شيئا عاديا، يحدث للجميع، ويترك أثرا على الجميع أيضا. ومن أجل تهدئة وطأة الألم النفسي الناتج عن الانفصال عن الشريك، ربما قد يلجأ الطبيب لتقليص حدة الواقع، بتذكير المريض بأن الأمر يشبه مثلا الطرد من وظيفة الأحلام. فهل هذه نهاية العالم؟

بالطبع تكون الإجابة بالنفي، في الأغلب تستمر الحياة، مهما طالت مدة التأثر، إلا أنه وفي بعض الأحيان يعاني من انفصل عن شريكه ألما جسديا، مثل الصداع، تقلصات في المعدة، وربما الشعور بالغثيان، فهل هنالك علاقة ما بين الألم العاطفي والجسدي؟

في محاولة لفهم أبعاد المشكلة، قرر الطبيب إنجريد أرتوس المختص بعلم النفس مناقشة عدد من السيدات لمعرفة حقيقة تعرضهن لمعاناة جسدية عقب انفصالهن عن شركائهن، وكانت الإجابات على اختلافها تحمل توكيدا على حقيقة الأمر.

رد فعل

طبقا للطبيبة «ميرا ساجا» من جامعة نيو جيرسي الأمريكية، فالانفصال العاطفي تماما مثل غيره من المواقف العصيبة التي يمر بها الإنسان، مثل الاجتماعات المفاجأة أو القلق الذي ينتاب البعض قبل اختبار دراسي.

بمثل تلك المواقف لا يمتلك الجسد سوى الرد على ذلك الضغط بظاهرة تعرف بـ«Flight or Fight Response»، والتي تعتبر إحدى حيل الجسم الإنساني لمواجهة الضغط، حيث ترتفع نسبة إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول بشكل كبير. في هذا الوقت تتركز كل طاقة الإنسان على تخطي الموقف العصيب الذي يمر به، على حساب وظائف أخرى مهمة ولعل أبرزها وظائف الجهاز المناعي.

لذلك ووفقا لساجا، ليس الانفصال هو ما يجعل الإنسان عرضة للإصابة بأعراض مرض جسدية، لكن تعطيل عمل الجهاز المناعي مؤقتا هو ما يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات.

شائعات

في الأغلب وكما ذكر أعلاه، يعاني المنفصل حديثا من مضاعفات ليست نفسية، لكن الأمر لا يتوقف عند ذلك الحد، فأحيانا تبرز مشاكل جديدة مثل الأكل بشراهة، وقلة النوم، الأمر الذي يرجعه البعض إلى حيل يطبقها الإنسان لتخطي هذه المرحلة الصعبة من حياته، وهذه ربما نصف الحقيقة.

تدفق الأدرينالين يضع الإنسان على الحافة، يجعله أكثر قلقا، أقل قدرة على النوم، كذلك الكورتيزول، قد يحرم الإنسان من ساعات النوم المعتادة، كما يؤثر على عادات الإنسان الخاصة بتناول الطعام.

بالعودة لساجا، ترى الطبيبة المختصة أن تصاعد ضخ الكورتيزول يجعل الإنسان يفشل في النوم، ما يحوله إلى شخص مزاجي، وأحيانا أكثر شراهة، ظنا منه بأن تناول الطعام قد يجعله ينام.

أين الحل؟

مبدئيا، عقب التعرض لضغط مشابه سواء بالانفصال أو أي موقف حياتي آخر، يجب على الإنسان التعامل مع التغير الذي طرأ على حياته بشكل عادي دون تطرّف قد يعود على صحته بمضاعفات على المدى البعيد. حيث يؤكد المختصون بأن شكل الحياة بعد الانفصال مثلا سيختلف دون شك، بينما الحل لا يكمن في الانغماس في عادات أخرى لتعويض ذلك الفقد.

ينصح أيضا بإيجاد روتين جديد سواءً كان بممارسة الرياضة أو هوايات أخرى كانت قد تم هجرها منذ فترة، لأن الأمر في الأغلب سيستغرق بعض الوقت كي يتم تخطيه بنجاح. لأنها أولا وأخيرا مسألة وقت، فإن كان لا بد من تمضيته، إذن فمن الأفضل أن ينتهي دون الدخول في مشكلات صحية جديدة لن تنهي المعاناة بل ستزيد منها.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه