;

أجمل قصائد سوزان عليوان مكتوبة كاملة

  • تاريخ النشر: الأحد، 21 أبريل 2024
أجمل قصائد سوزان عليوان مكتوبة كاملة

سوزان عليوان هي شاعرة ورسامة لبنانية، من مواليد 1974 في بيروت من أب لبناني وأم عراقية الأصل. قضت سوزان عليوان سنوات الطفولة والمراهقة بين الأندلس وباريس والقاهرة. وهي واحدة من أشهر شاعرات العصر الحديث. في هذا المقال نأخذك في جولة شعرية مع أجمل قصائد سوزان عليوان مكتوبة كاملة.

قصيدة العمر علبة كبريت

تقول سوزان عليوان في قصيدة العمر علبة كبريت:

عود لدرب دمعة، آخر لرسائل إلى رماد هذه الشجرة صديقتي

صغارها قطعوا أكوانًا على كتفيّ ثمّ تساقطوا هكذا إلى ضفّة

عبرتُ هكذا صار صوتي صفصافة كرسيّ لصدًى مكتبة تعيقها

الجذور سرير يتوسّد أحلامي مرآة مالحة قرن باكتمال قمر مفتاحه

كلمة أحبّها الآخر في شارعنا الأخضر أسرع الخطى خلفي شمس

ظهيرة خشية الطفل ظلّي كيف أشرح لشبّاك دوران مقبض وأرض؟

الأصحاب في صورة على قلبي بوسعي ما بوسع حقيبة

يا أغصان الخرّوب سامحيني شمعتي بقيّة طريق

قصيدة لمن تغني النوافير؟

مزهريّة مرمريّة بملامح امرأة عاريةً تشبه دموعي نزوة جفن هفهفة مصير

في مرآة نفحات بخور بعبق عباءة بِحيرة بُحيرة على هدب حزين غناء مهدور

أوتار من أقصى البكاء بهو، بهباء على وجوه أعمدة متعالية لا تعتق الأعناق

أطفال سهر في رخام طاولة لو يكفّون عن سؤالي عنك أسهو كخيط مخمل

طويل لناطحات السراب أن تواصل ألعاب الطواحين للأحجار أدوار طيور

نظّارتي باب يدور انتظارك على ركبتيّ من تعبي على ياقة قميصي أغفو

ناطور طيّب يحرس أحلامي غابة معادن مالحة بصهد بحر صهر أغصانَها

غرباء بمدامع متأرجحة بين سقّالات مائلة وسحائب يدي بوجه ماسح زجاج

حول خاصرته حبل مشنقة ذائب قمري قليل نذرُ دمعة جسر بنحول نسمة

واحات واجفة في واجهات غوّاص مصلوب على شلّال يواصل نشيد مساميره

هكذا نهب القراصنة نصف عمري بغواية الأزرق حيث لا حبر بتعويذة غيمة

وأحجية أُحاديّة جميع إجاباتها بطعم الغرق بين أصابعي صندوق فضّة واهية

تابوت كفّين لأعواد عطر برهافة أهله مكسورة شذرات شجرة عملاقة إلى

موعدنا وشاحي وحشة أشباحها على رماد يمام يديّ على أمل شمعة تُنبت

عشبًا على عناق هل كانت أمّك تشتاقك؟ هل أحبّنا أحد سوانا؟ أحصد الأصفار

كلّما أحصيت أصدقائي وفي طابق شاهق من الأسئلة والأرق أتوسّد جِلد معطفك

لعلّ نجمة بألوان النعاس على كتف معهودة تهدهدني شاقّة أقدار أقدامنا أشواك

في لحم وحلم صغار بهشاشة أهدابنا رجل عالة على أقراص ودموع  نافذة بيننا

يربكها ما بيننا أشواق لا تقطعها طريق عشيقان من شقائق الصبّار جناحان لصحراء

مسيّجة هنا لحظة العابر في ساعة رمل نزهة الله على أسطح مهجورة مائدة لمسافر

وحيد سقف مائج بملايين الفراشات من يمين حنانك قهوتي الباكرة وابتسامات التوت

في الجهة اليسرى من القفص الصغير، قشّ عصفورك لفرط الصيف في صورتنا في

صحن على أطراف أصابعه يخطرنا الربيع لقُمريّة زاجلة نحو حكايتنا تنوح فينا النوافير

قصيدة الدرجة صفر من الصحراء

صهيل صحارى لأحصنة بحر كواكب وحصًى قطيع من المراكب الوادعة

كيف لوتد يصدأ أن يصبح جذرًا؟ ومن أين لأبيات من يباس وبتر بكلّ هذه الواحات

في وجدان؟ هكذا القصّة من غبار وغرق ظبي بنظرة سائلة وابل من سيّارات

نوارس ملطّخة بحروب ونفط أسماك بكاء عميق مسك مواعيد على ساعة معصمي

أكياس كثيرة فارغة مدينة من ركام سورها وحل على ملامح مفاتيح في أرواح

ومن النخل أميرات من سلالة ملك ضلّيل يكنسن ظلال السعف بسعف من ظلال

وبنات نعش على الدرب مؤنسات لوشاح شاحب من عصافير الصوف من أقصى

الأجنحة إلى أحرف ذات صلة بسدرة تسكنني كعمود بفقرات مكسورة بعينين

عراقيّتين تعرفهما النواهل كما الأنهار مغمضةً نحو أطفالها تسيل بهلال صغير

لهول الجرح لاصق على جبين، من المفرد إلى اللّانهاية ضدّ كلّ مرادف ومرآة

ضدّ الأرجوحة مجازًا ومزاجًا وما يمثّله كما لو على خشبة مسرح زوج حمام

مَن بمشنقة مضاعفة يتعلّق؟ مع الخطوة لأنّها طائر ضدّ الصورة والسروة ولأنّ

القميص الذي أهديتني تلويحة كفن في شراع بحطامي أرفرف سفينةً على رمال

ماحية على يقين بأنّ بئرًا من ضوء من أزرق قصيدة في بقعة ما من هذه العاصفة

الصفراء تختبئ، الصاحب الأوّل مصابيح السادسة صباحًا جمر غضًا في جوف جدار

غيمة غامضة على مسيل كم تأخّرتُ عن شمعتي وتابوتي كم من المطر في ندائي

لحبيبي ومن خشب الكعوب المتسلّقة على سلالم ابتسامتنا يا اسمي، سبعة كلاب

ضامرة سدو شموس على حدبات جسور أصابع أثل آثم صغار لؤلؤ في سديم

وتلك الجالسة الأجمل من نفسها بفنجانين مرتجفين في برد باكر على حافّة

شاهقة من نحيبنا أيّها الحبّ لا تعرِّنا أكثر أيّتها اللحظة أمهليني معطف

عظامي خشية أن يكون المشوار أقصر من أغنية أن تنهك أكتافَنا رياحٌ

دونما أزهار يستحيل قمر المنازل الحزينة أسطوانة سوداء والشارعُ الذي

في أفق رصيفه محطّة فراق شجرةً لا يؤرّقها سوى ما يورق فينا

قصيدة أخذت الحب تركت الأسى

أغنيةُ غيرنا هذه التي من نسغ وندم شجرة لا تشبه ولع العصافير بأوتارنا

قطرات قمر على تذكرتين ووشاح معطفان كطفلين سياميّين وسط زحام

وصلة مطر واهن أغصان آلت إلى عشيقات في أحضان  قارب على

دموع دفّ يرفرف عيناك على عشّاق "حبّوا بعضن... تركوا بعضن"

شبابيك تومض وتغمض عليك أغلق أبواب الزيزفون

في قلبي ضحكتك لي المفاتيح لبيانو

قصيدة مواويل مالك الحزين

تقول سوزان عليوان في قصيدة مواويل مالك الحزين:

أغنية القصب الطويل الروح على ساق وردة  ندبةً ندبة تحوكني حكاية

أوتار أغنية تطلِقني يا حمام يا سلالم يا جسور مدد ظلّي معطف لطريق

قشّ مشوار قمري مالك الحزين ملامح قطن يتطاير مراييل زهر كتّان

أجراس مدرسة مشمسة أطفالها أطول قليلاً من أعواد الأخضر في سياج

نكبر لأنّ الدمعة من خدّ إلى جذور مقاعدنا قصب سكّر مواسم تفّاح

في سحابة ورد نحاس ونوافذ حيثما الضحك ميدان تلك الطليقة نحو

بنفسج طلقات العشيق على ريش غمام مصراعان ناصعان كي أقرأ

حياتي التي كلّما غفوتُ أعاد تشكيلها شبّاك يا مراكب فضّة يا كواكب

يا ضفاف أما للغربة صيغة جمع؟ يا أصدقائيَ القدامى كم هي قصيرة

أكمام قلوبهم كلّما تذكّرنا كم نشبه ما نخاف نحن الذين بأحضاننا

ننحت الأرض وأقدارنا أحرف في فناجين

قصيدة على مرمى قمر

حامل مدينة على حدبة وروح حارس فجر بمكنسة من رموشه معطف أحمر

يقوّسه كيس من خيش وخردوات وخسائر آخرين وسط غبار طريق كحبّة

توت مداسة لحدّة انحناء ضلوعه ملامحه ممسحة ظلال رسمة طفل على

قشر بيضة الوجه الذي لم يسألني ماذا لو على أسفلت انفرطت مسبحة عظامنا؟

خلخال شوارع شروق عصافير عشّاق بملامح البردي مشربيّات ناعسة مومياء

زهرة لوتس مسجّاة على نهر شاهد على أحبارها هلال المقابر الفقيرة أقمار

وأعتاب أقدار على سلالم ألف ليلة في أغنية أحصنة سكّر مكسورة في معارك

أطفال حيث الحياة مفتاح وقلبي أبواب متفرقة لا أريد لسواك أن يعثر عليّ

قصيدة حكاية حيطان

تقول سوزان عليوان في قصيدة حكاية حيطان:

عروسة سكّر في دموعي رفّ من أجنحة دواوين زجاجة عطر عارية

ملصق ورقيّ بظلال أغصان قصّة نصف شمعة عاشقة تسعة أسابيع

من سعير قشّ قبّعة وسط سقف حنين يتأرجح في أنفاس نافذة، هاتف

لا يهدأ، زهرة على مدار فنجان عن معجزات الجمّيز تحدّثني

خزانة عن سهّارة بضفيرة ضوء أزرار معلّقة بقميص لأغاني الهجر

في روحي جرار وجنادل للحبّ القديم مفاتيح سجّان غرفة غادرتها

نحو مرآة ماحية مسوّدة من لياليها في جيب معطفي منسيّة

في سرير الأبيض والأسود حلمت بك

قصيدة يمامة بين اليدين

مِنْوَل الروح منديل الجسد المعطف ذاته وقد ضاق قليلاً بالضحكة عند

الضلوع المغزول من ألف مطر المطرّز بسلالة من فراشات ذو الكمّين

القصيرين في العناق والبطانة الضمد ذلك الذي بذراعيه حولك وعطرك

عروة خيطانه، من دونك في مقهًى على مفرق سهر بلاط خطوتك، مقعدك

الشاعر نادل وحامل جمر سلّم نحو النجوم مهجور ماذا أفعل بكلّ هذه البراعم

في سقف وعيناك على بُعد شارع غيمة في غرفة عابسة؟ قليل من الليل قطعة

قمر بين وسادتين ثلاث تفّاحات خضر قلبي يمام يشبهك، ليس الحبّ سوى مشاجرة

في سيّارة متاعنا على حافّة مرآة مواعيد مواربة  بلا حقيبة أحمل نفسي إليك

الزيارة زهرة وجهك يمامة بين يديّ

قصيدة شبابيك أكثر من الليل

تقول سوزان عليوان في قصيدة شبابيك أكثر من الليل:

ما لم تنله يدي، بنصف قناع ذهبيّ بأهداب عارية على عاصفة للكاميرا تضحك

تضحك لي ليست الصور غيومًا لنتغيّر مثل هذا الضوء ضماد على أبد

عابرون كإعلانات الشوارع مع الكلام والحبّ والأقدار التي تخلط ورق

الوجوه لتلعب وعلى أنخابنا تطلق أسماء أمكنة ورصاصًا لا يصيب يقظة

اليمام في ظلالنا نحونا الأجنحة الموحلة مصابيح المتلصّصين على دمعة

الداخل عواء العالم على قمر لا يكفّ عن أن يكون كشّافًا على كوكب حسرة

كنز في مرآة كنّاسو وحشة في ساحة سيّارات أجرة شاغرة مانُكان من لحم

ودموع في صقيع فستان أحمر فاضح هكذا الموت ملاكك وقاتلي

كعمر لا تكسوه استعارة شمعة في مهبّ رماح كنبيذ لا أتذكّر كلمة كبحر

بوسعك أن تسامح كإله له ما ليس لهامة حكاية ورّاق وردة حظّ عود ثقاب

شجرة مشتعلة لميلاد مدفأة شبابيك أكثر من الليل  أقفاص فارغة، طواحين

لا تطير نسخة يتيمة من ابتسامة مفتاح لسنا الصغار الذين أطلقوا طائرة

ورقيّة ذات حرب العصافير فينا عاجزة والحياة ليست حبيبة أحد 

للصديقة أن تثرثر وتثني على عدوٍّ دون ندّي لتمثال بوذا أن ينصحني

حتّى الصباح للكأس بدورها أن تدلي بدلوِها للشتاء الثالث ثلج ورجل ثلج

وثعالب وفراشات وأطفال في معاطف وجرح في جبين وخوف، خوف كثيف

من قبّعتي المائلة إلى طريق مع جذور خطوتي تشيب، لا جدوى من الزيارة

والحلوى لا أمل سوى في ما نسيَهُ من دلالاته الاسم وإن عاد الوجه نادمًا

كنهر وتبادلنا العناوين والعتاب كم تطول ويشتدّ هطلها حين أقطعها وحدي

أشواق شوارع الأشرفيّة، ما دامت المجرّة ذرّة والأمطار غريزة ما دمتَ حضني

وجلدي وأصابعي أوّل أغصانك ما دمنا من ماء وتراب كيف حينما نبكي

لا تنبت منّا أزهار؟ مسوّدة مدينة عاشقان من قشّ عريشة أقمار في قارورة

أبيات بحر على محرمة مطرقة على حطب عناق مشط يضحك فراشات

ودبابيس مهرّج صغير من البلاستك  قطنة سكرى وسط سرّة خيط حكاية

أحمر حبال طويلة من مطر فلّينة لغرق بين الأصابع لقطة يتيمة لوهلة

وجهين تلويحة وداع بحسّ، وردة، قصّة مصوّرة في قلب فنجان

عربة روببكيا هذا العالم، لولا دمعة تدلّني

قصيدة أرض الأحلام

على ضوء ثلج أضمّد حضني جناح ضدّك كعب في نبضي مَن بجذوره يتعثّر؟

اسمك السهم الماطر كلّ الأشجار لمحة من شالك على غصن أعلّق ضحكة

على آخر دمية من شاش قُبلة فاصلة بين فصلين سماء الأبيض فليأخذ دمعتَنا

نحو أهواله النهر مطرُ كانون أختًا لتوأميه بائع الكستناء بعربة فاحمة كقطعة

فالتة من تنهيدة قطار هل يتيه شاعر في قاموس قلبه؟ ماذا تقول شمعة لعود ثقاب؟

وساعي البريد ذو الحقيبة المتأرجحة إلى متى يطارد الحمام على درّاجة في منام؟

لولا ثغرة نافذة في نسيج الحكاية بريق إبرة شافية وظلّ يُرتق على حرير ركبتين

لما اطمأنّت عروة إلى وسع وردة لما خطر لي أن أتسلّل إلى جرح

كيف دونما يدك أعيد حياكة روحي؟

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه