هل استخدام الذكاء الاصطناعي يسبب ارتفاع فواتير الكهرباء؟.. خبراء الطاقة يجيبون
تشهد فواتير الكهرباء في الولايات المتحدة ارتفاعاً غير مسبوق، إذ عبّر عدد متزايد من المواطنين عن صدمتهم من القفزات الكبيرة في تكاليف الطاقة، في ظل تزايد الطلب على الكهرباء نتيجة لعوامل متعددة، أبرزها التوسع السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ليندسي مارتن، ممرضة من ولاية كنتاكي، قالت إنها دفعت في يوليو الماضي فاتورة بلغت 314 دولاراً، وهي الأعلى منذ بداية العام، قبل أن تقفز في أغسطس إلى 372 دولاراً، بعدما كانت لا تتجاوز 150 دولاراً قبل عامين فقط.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وشاركت مارتن تجربتها عبر "تيك توك"، حيث انهالت عليها آلاف التعليقات من مستخدمين أبلغوا عن زيادات مماثلة في فواتيرهم.
ووفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA)، ارتفع متوسط أسعار الكهرباء السكنية في البلاد بنسبة 13% منذ عام 2022، وسط توقعات بأن يتجاوز نمو الأسعار معدل التضخم خلال الفترة المقبلة.
وتشير التقارير إلى أن مناطق مثل الساحل الهادئ ونيو إنغلاند والوسط الأطلسي ستكون الأكثر تأثراً.
ويرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى تكاليف تحديث وصيانة شبكات الطاقة في مواجهة الأعاصير وموجات الحر المتزايدة، لكن هناك عاملاً آخر يتصدر المشهد: الطفرة في الذكاء الاصطناعي.
فمع التوسع الهائل في مراكز البيانات التي تشغّل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ارتفع الطلب على الكهرباء إلى مستويات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ عقدين.
ووفق تقرير لوزارة الطاقة الأميركية الصادر في ديسمبر 2024، من المتوقع أن تستهلك مراكز البيانات بين 6.7% و12% من إجمالي الكهرباء في البلاد بحلول عام 2028، مقارنة بـ4.4% فقط في عام 2023.
ويقول محللون إن استهلاك الكهرباء قرب مراكز البيانات ارتفع بنسبة تصل إلى 267% خلال السنوات الخمس الماضية، وفق تحليل لشبكة "بلومبرغ".
وفي هذا السياق، أعلنت شركتا "OpenAI" و"Broadcom" عن شراكة لتصميم وتطوير أنظمة شرائح ذكاء اصطناعي بطاقة إجمالية قدرها 10 غيغاواط، وهي كمية تكفي لتزويد مدينة كبرى بالطاقة.
وقال بوب جونسون، المحلل في شركة "غارتنر" لأبحاث السوق، إن "صناعة الطاقة لا تزال غير مهيأة لمواكبة الانفجار في الطلب الناتج عن توسع الذكاء الاصطناعي"، مضيفاً أن أنظمة التسعير الحالية لا تعكس الضغط الحقيقي الذي تسببه مراكز البيانات على الشبكات الكهربائية.
وفي المقابل، بدأت بعض الولايات اتخاذ خطوات وقائية، مثل ولاية أوريغون التي أقرت تشريعاً يلزم مراكز البيانات بدفع تكلفة الضغط الإضافي الذي تسببه على الشبكة المحلية، لتجنب تحميل المستهلكين الأعباء الناتجة عن ذلك.
ويرى خبراء الطاقة أن الطفرة التكنولوجية الحالية، مقرونة بزيادة الاعتماد على التدفئة الكهربائية وتوسع المصانع الحديثة، تمثل تحدياً جديداً لقطاع الطاقة الأميركي، الذي يواجه معادلة صعبة بين دعم الابتكار وضمان استقرار الأسعار للمستهلكين.