;

كيف نواجه مشاعر الغيرة عندما تسيطر على العقل؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020
كيف نواجه مشاعر الغيرة عندما تسيطر على العقل؟

ترتبط الغيرة في أذهان الكثيرين بالعلاقات العاطفية والزوجية، رغم أنها تظهر أحيانا بين الأصدقاء وبين الزملاء في العمل وحتى بين الأشقاء، ما يؤدي في أغلب الأحوال إلى شعور الشخص الغيور بالحزن والغضب وربما بالاكتئاب، ويتطلب إذن معرفة كيفية التعامل مع مشاعر الغيرة إن بدأت في السيطرة علينا عبر تلك الخطوات.

معرفة الأسباب

تعتبر معرفة الأسباب وراء سيطرة مشاعر الغيرة علينا في موقف ما، هي الخطوة الأولى من أجل مواجهتها دون خسائر عبر تغيير ما يزعجنا، حيث يمكن للخوف أن يكون هو سر الإحساس بالغيرة، أو ربما عدم الثقة في النفس أو في الآخرين، الأمر الذي إن أدركناه فإن علاجه يصبح أسهل، علما بأن التأكد من سر الإحساس بالغيرة قد يدفعنا للتطور، مثلا إن كانت الغيرة من زميل عمل بسبب حصوله على ترقية، فإن معرفة ذلك قد تحفز المرء على التطور في العمل والسعي للوصول إلى نفس المكانة بدلا من الاكتفاء بحمل الأحقاد والضغائن.

التعلم عن النفس

يرى خبراء علم النفس أن مشاعر الغيرة بإمكانها أن تخبر الإنسان بالكثير من الأمور عن نفسه، عندما تكشف له عن الفارق بين ما يملكه بالفعل، وما يرغب في امتلاكه، لذا ينصح عند مواجهة الإحساس بالغيرة بمحاولة النظر للوضع من صورة إيجابية، تتمثل في الوقوف على الأمر الذي يثير الغيرة الداخلية من أجل إدراك ما نحتاجه فعليا.

النظر للصورة الكاملة

تنشأ مشاعر الغيرة على الأغلب من واقع النظر إلى صورة مشوشة أو منقوصة، مثلا تنتاب الغيرة شخصا من آخر لأنه يراه ينعم بحياة مادية رائعة، لكنه لا ينظر للصورة الكاملة ليدرك ما قد يعانيه هذا الشخص على الصعيد الأسري أو الصحي على سبيل المثال، ما يجب أن يجعلنا نسعى لتعديل طريقة التفكير التي تدفعنا إلى الغيرة بسبب أشياء تنقصنا رغم أن صاحبها يعاني في جوانب أخرى عدة.

الامتنان

تقودنا النقطة السابقة إلى أهمية الشعور بالامتنان، إذ لا يؤدي الإحساس بالرضا إلى تقليل سيطرة مشاعر الغيرة علينا، بل كذلك يساهم في الحد من مشاعر التوتر والقلق التي تمنع إحساسنا بالراحة والاستقرار، الأمر الذي يتطلب إن لزم الأمر التفكير وربما كتابة كل ما تملكه من نعم ومميزات قد تبدو عادية، إلا أن الكثير من الناس يعانون من الحرمان منها.

التشتيت

بينما تعد الخطوات السابقة من وسائل السيطرة على مشاعر الغيرة على المدى الطويل، فإن مواجهة تلك المشاعر في التو واللحظة تحتاج إلى الاستعانة بحيل تشتيت قد تمنع الإنسان من اتخاذ قرارات خاطئة بداعي الانفعال، مثلا ينصح بمغادرة المكان الذي سيطرت فيه تلك المشاعر على العقل، والسير لدقائق مع إمكانية كتابة أسباب الإحساس بالغيرة، حتى تقل حدة الأفكار السلبية سريعا.

الثقة في النفس

يعد التمتع بالثقة في النفس من وسائل الوقاية من مشاعر الغيرة القاتلة، ومن غيرها من المشاعر السلبية، حيث تتطلب تذكير النفس في البداية بالقدرات التي تمتلكها، مع التعامل مع النفس بشيء من الود وكأنك تتعامل مع صديق مقرب، من دون كلمات النقد الذاتي الجارحة أحيانا، حتى تزداد الثقة في النفس ويصبح الإحساس بالغيرة في أسوأ صورها من الصعب تكراره.

الحصول على الوقت

مواجهة مشاعر الغيرة بنجاح لن تحدث بين ليلة وضحاها، بل نحتاج لبعض من الوقت من أجل اعتياد التغلب على تلك الأحاسيس السلبية، لذا ينصح بعدم تحميل النفس ما لا طاقة به، عبر إعطاء الفرصة والوقت للعقل من أجل التعامل مع الأزمة بنجاح.

في كل الأحوال، تبدو مشاعر الغيرة من المشاعر الطبيعية التي تسيطر أحيانا على أذهان الجميع، إلا أن تجاوزها للحد الطبيعي والوصول إلى مرحلة الهوس بأمر ما، قد تتطلب زيارة الطبيب النفسي المختص لمعرفة الأسباب وتحديد العلاج.