مدينة يابانية تُضيء بالكامل بطاقة النفايات الحيوية

مقالات ذات صلة

مدينة يابانية تحظر السير على السلم الكهربائي

كرة نارية تضيء سماء مدينة أمريكية في مشهد مذهل بالفيديو

هل تذكرون الياباني الذي تحول إلى كلب؟: يريد تجربة حيوان جديد

اعتمدت Maniwa -مدينة يابانية في محافظة أُكاياما- على مصدر طاقة مستدام يُدعى “الوقود الحيوي” (biomass) لتوليد الكهرباء، ما مكّنها من تزويد آلاف المنازل بالطاقة الكهربائية اعتماداً على مخلفات الخشب والنفايات المنزلية.

مدينة يابانية تعتمد على الطاقة الحيوية

تُعد Maniwa من المدن التي أُطلق عليها لقب «مدينة حيوية» (Biomass Town) لما اعتماده مبكراً على الكتلة الحيوية بدلاً من الوقود الأحفوري، إذ إن محطة الطاقة فيها تولّد أكثر من 10,000 كيلوواط، تكفي لإضاءة أكثر من 22,000 منزل. 

تعتمد هذه المنظومة على استخدام بقايا الأخشاب الناتجة عن صناعة الأخشاب في المدينة، إضافة إلى نفايات منزلية معاد تدويرها. تُعالج هذه المواد في محطة توليد طاقة حيوية، فتُحوَّل إلى طاقة كهربائية تُغذي شبكة الكهرباء المحلية. 

الطريقة لا تقتصر على الكتلة الحيوية الخشبية فحسب، بل شملت أيضاً استخدام فضلات غذائية أو نفايات طعام في مدن يابانية أخرى مثل Komaki، حيث بدأت البلدية في عام 2025 باستخدام النفايات الغذائية لإنتاج طاقة متجددة تغذي مرافق البلدة. 

فوائد بيئية واجتماعية

تخفّض هذه المبادرات من الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يقلّل انبعاثات الكربون، ويُسهم في تحقيق هدف الحياد الكربوني. مثال على ذلك إعلان Komaki تحقيق تغذية مرافقها بالكهرباء من مصادر متجددة بالكامل. 
تُساعد في التعامل مع النفايات بشكل مبتكر ومستدام، فتُحوَّل مواد كانت تُرَمَّى إلى طاقة تُستخدم في الحياة اليومية، بدل أن تُرمى في مكبات تسبب تلوثاً بيئياً وتُعزّز من مفهوم الاقتصاد الدائري والاستدامة، إذ تستفيد المجتمعات من موارد كانت تُعتبر نفايات بدون قيمة.

في Shikaoi في جزيرة هوكايدو شمال اليابان استخدمت البلدة مخلفات الحيوانات (روث حيواني) لإنتاج طاقة كهربائية، واستثمرت الحرارة المتولدة أيضاً في الزراعة وتربية الأحياء المائية. 
في منطقة Shinagawa في طوكيو تمّ تشغيل إنارة ليلية باستخدام مصابيح LED تغذيها طاقة مشتقة من زيوت مهملة (waste oil biodiesel)، كجزء من فعالية إضاءة بيئية. 

ماذا يعني هذا للعالم؟

إن تجربة مدن مثل Maniwa و Shikaoi و Komaki تُمثل نموذجاً عملياً لكيف يمكن أن تُحوّل المدن النفايات إلى طاقة، وتُخفّف من الضغوط البيئية، وتُقدّم حلاً مستداماً لمأزق الطاقة والنفايات في آن.

هذا النموذج يعزّز جدوى تبنّي استراتيجيّات وطنية أو محليّة لاقتصاد circular economy، كما يفتح الباب أمام دول أخرى لإعادة التفكير في إدارة النفايات والطاقة.

أخيراً، تذكّرنا هذه المبادرات بقوّة الابتكار والاستدامة: فالخلفية الحيوية التي تُنتج من "بقايا" قد تُصبح نوراً يُضيء منازل آلاف البشر، وتخفّف من أثقال التلوث وتكدس النفايات.