ظاهرة غريبة لطيور تأكل فضلات صغارها.. وعلماء يفسرون السبب

  • تاريخ النشر: السبت، 16 مارس 2024

تحب مجموعة واسعة من الطيور بالفعل أن تتغذى على هذه الفضلات في ظاهرة غريبة تحتاج لتفسير

مقالات ذات صلة
شيطان تسمانيا تأكل صغارها.. أغرب الحقائق عن الحيوانات
علماء يفسرون السبب وراء الألم الجسدي المرتبط بالانفصال العاطفي
لغز قرية التوائم.. ظاهرة غريبة عجز العلماء عن تفسيرها

تعد الطيور من أكثر الحيوانات التي اهتم العلماء والباحثون بدراستها بشكل جيد حول العالم، ومع ذلك فقد أغفل علماء الأحياء دراسة واحدة من أغذيتها المفضلة لفترة طويلة جدًا. إنها الفضلات.

تحب مجموعة واسعة من الطيور بالفعل أن تتغذى على هذه الفضلات اللزجة، في سلوك يمكن أن يكون له تأثير عميق على صحتها ولكن لم يتم دراسته بعد، إذ يشير بعض الباحثين إلى أن هذه الفضلات يمكن أن تكون سببًا رئيسيًا لصمود الطيور عبر القارات وملايين السنين.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

يعتبر تناول الفضلات سلوكًا معروفًا بشكل جيد في الحشرات والثدييات وبعض الطيور المنزلية، مثل الببغاوات. لكن الأبحاث والدراسات حول الطيور البرية لا تزال في مراحلها الأولى.

وفي محاولة لدراسة السلوك، عرض فريق من الباحثين بقيادة عالمة الأحياء البيئية أليس دنبار، من جامعة جنوب أستراليا، في ورقة بحثية نشرت مؤخرًا ما نعرفه حتى الآن عن "هذا السلوك الذي لا يفهم جيدًا"، والفوائد التي يمكن أن يقدمها.

في البداية، لاحظ علماء من جميع أنحاء العالم، في العشرين عامًا الماضية تقريبًا، أنواعًا من النعام والدجاج الأبيض والبط ومنقار البترل والنسر والقطرس والدجاجة السلطانية تتناول بعض هذه الفضلات على سبيل المثال. ولاحظوا أن بعض هذه الطيور تتغذى على فضلات من نفس نوعها، بينما يفضل البعض الآخر طعم فضلات أكثر غرابة، مثل الكلاب، الحيتان، البقر، الفقمة ومن الطيور الأخرى.

العلماء في حيرة

من المعروف أن الفضلات موجودة في كل مكان، ولكن على ما يبدو، فإن الطيور تستفيد منه قدر الإمكان.

وفي محاولة لدراسة هذا السلوك، يقول العلماء إن ابتلاع الفضلات قد يساعد على إعادة التوازن بين البكتيريا الجيدة في أمعاء الطيور، على غرار عمل عمليات زرع الفضلات في البشر.

على سبيل المثال، يطعم النعام الشائع صغاره ضلاته الخاصة، بينما أظهرت دراسة أجريت عام 2023 أن ميكروبيوم الأمعاء للصغار ينضج بشكل أسرع عندما يكون لديهم القدرة على الوصول إلى فضلات طازجة.

كما أن الفضلات ليست مجرد طعام شهي للصغار. في السنوات الأخيرة، لوحظ أن طيور البلابل والغدافين وغربان فلوريدا والغربان الأمريكية تتناول فضلات نسلها. فعندما يقدم الطائر الطعام إلى فراخه، يحصل على وجبة خفيفة لذيذة مقابل كل هذا العمل الجاد الذي يقوم به.

سلوك الطيور الغريب

مثل موزع الحلوى على الصغار، يقوم الصغار بسلوك مشابه مع آبائها وأمهاتها، حيث تلتف وتخرج فضلات من فتحة الشرج الخاصة بها، والتي يمسكها الطائر بعد ذلك بمنقاره ويلتهمها، بسهولة تامة كأنه يتناول قظعة حلوى.

تشبه الفضلات الكيس أو كعكة صغيرة. ولكن هذا السلوك المميز لم يدرس بشكل كافٍ للأسف. واختلف العلماء حتى الآن حول تفسيره، إذ يعتقد بعض العلماء أنه سلوك يساعد في الحفاظ على نظافة العش، أو قد يكون أيضًا وسيلة للطيور البالغة لاستعادة العناصر الغذائية والميكروبات التي ربما فقدتها بسبب مشقة الأبوة.

في دراسة أجريت عام 2020 على النسر العملاق، وجد أن الأكياس البرازية للصغار تحتوي على نسبة عالية من بكتيرياFirmicutes ، وهي سمة رئيسية لأمعاء العديد من أنواع الطيور.

وبصرف النظر عن الحفاظ على صحة الأمعاء، فإن تناول الروث يمكن أن يساعد الطيور أيضًا على التكيف مع نقص العناصر الغذائية المتاحة. على سبيل المثال، يعتقد أن نقار العليق ذو الأجنحة البيضاء يتغذى على براز قضاعة النهر لأنه يحتوي على عظام غير مهضومة مصنوعة من الكالسيوم. بينما يعتقد أن طيور النوء العملاقة تأكل براز الفقمة لأنه مصدر غذاء عالي الطاقة، وهو متوفر بسهولة بعد فترات طويلة من الصيام أثناء الحفاظ على دفء البيض في العش.

لكن كل هذه مجرد فرضيات. لن نعرف على وجه اليقين سبب قيام الطيور بأكل الفضلات إلا إذا بدأ العلماء في دراسة هذا الأمر.

ويقول الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة Biological Reviews: "هناك حاجة ماسة إلى تحقيقات مفصلة لتوضيح الفوائد المحتملة لتناول الفضلات في سياق مراحل الحياة المختلفة، مع اختلافات في متطلبات الموارد وتوافرها".

وتختتم الدراسة بقول إن "علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن معظم الدراسات التي أجريت على أكل الطيور قد استنتجت فوائد حيوية وغذائية لهذه الفضلات المتاحة بسهولة، إلا أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن أكل الطيور لها قد يكون آلية تعمل من خلالها على زيادة الميكروبيوم المعوي لديها وتعديله ديناميكيًا. لذلك قد تكون عملية الالتهام مفيدة للطيور أثناء النمو وكذلك في أوقات التقلبات الموسمية، مما يسهل تكيف الكائنات الحية الدقيقة في أمعائها مع البيئة المحيطة بها".

ويشير الباحثون في النهاية إلى أن دراستهم مستمرة في توضيح أن هذه السلوكيات قد تكون مفيدة للصحة العامة، من خلال تعزيز تكيف الكائنات الحية الدقيقة مع الموارد الغذائية المتاحة أو الظروف البيئية الأخرى ولكنها قد تنطوي أيضًا على آثار ضارة.