أسرار بحيرة تتحول فيها الكائنات إلى أحجار.. مرعبة وغريبة

  • تاريخ النشر: الأحد، 28 أبريل 2024

بحيرة النطرون تقع في شمال تنزانيا بالقرب من الحدود مع كينيا وتعتبر فريدة من نوعها

مقالات ذات صلة
صور تبكي وتتعرق دماً: طفلة تتحول إلى كائن مرعب ومثير للخوف عند رؤيتها
ليس كائن غريب بل اختراع رهيب
7 طرق غريبة تقتل بها هذه الكائنات أعداءها

يوجد العديد من الوجهات السياحية في مختلف دول العالم، سواء تلك المرتبطة بحضارات مختلفة، أو أماكن طبيعية وأخرى صناعية صممها البشر في العصر الحديث. لكن بشكل خاص تتمتع الوجهات الغريبة والفريدة من نوعها باهتمام وإقبال كبير من قبل الزوار والسياح.

بحيرة النطرون، هي واحدة من هذه الوجهات السياحية الغريبة الموجودة في العالم، فريدة من نوعها وتقدم مشهدًا طبيعيًا غريبًا ومثيرًا للاهتمام.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أبرز المعلومات والحقائق الغريبة حول البحيرة. وكيف تتحول فيها بعض الكائنات إلى تماثيل وأحجار في مشهد يخطف الأنظار.

قصة بحيرة النطرون

تقع بحيرة النطرون، المعروفة أيضًا باسم بحيرة إياسي نغيرو، في شمال تنزانيا بالقرب من الحدود مع كينيا، وهي بحيرة مالحة فريدة من نوعها تشتهر بخصائصها المميزة ومناظرها الطبيعية الخلابة.

تشكل البحيرة جزءًا من حوض بحيرة ماغادي. وتتميز بلونها الأحمر الفريد، وتعود هذه الظاهرة إلى وجود نوع من الطحالب الحمراء المعروفة باسم Dunaliella salina. وهو نوع من الطحالب أحادية الخلية التي توجد بشكل خاص في البيئات شديدة الملوحة، مثل البحيرات المالحة وبرك تبخر الملح.

وتتميز هذه الطحالب بلونها الوردي المميز، والذي يرجع إلى تراكم كميات كبيرة من الكاروتينات، وخاصة بيتا كاروتين. كما تتمتع بقدرة استثنائية على تحمل درجات الملوحة العالية، حيث يمكنها النمو في بيئات تحتوي على تركيزات من الملح تصل إلى 35٪، أي ما يعادل 10 أضعاف تركيز الملح في مياه البحر.

بيئة قاسية على الكائنات الحية

تتميز بحيرة النطرون بمياهها شديدة الملوحة، حيث تصل نسبة تركيز الملح فيها إلى 60%، أي ما يعادل عشرة أضعاف تركيز الملح في مياه البحر. كما تتمتع مياه البحيرة بمعدلات قلوية مرتفعة للغاية، تتراوح بين 9 و10.5. وتتشكل على سطح البحيرة قشور ملحية بيضاء تشبه الثلج، نتيجة تبخر المياه المالحة.

ليس هذا فقط، بل تتعرض البحيرة لدرجات حرارة مرتفعة، حيث تصل أحيانًا إلى 60 درجة مئوية. مما يجعلها بيئة قاسية على معظم الكائنات الحية.

كائنات تتكيف مع البحيرة

على الرغم من ظروفها القاسية، تعد بحيرة النطرون موطنًا لفصيلة نادرة من الطيور تُعرف باسم طيور النحام الوردي أو الفلامينغو. وتتميز هذه الطيور بقدرتها على التكيف مع البيئة القلوية، حيث تتغذى على الطحالب الحمراء الموجودة في البحيرة.

كذلك، يوجد في البحيرة نوعان فقط من الأسماك يتكيفان مع ظروفها القاسية، هما سمك tilapias الذي يتمتع بجلد سميك يحميه من المياه المالحة والقلوية. وسمك alkaline tilapia والذي يتمتع بخصائص فسيولوجية تسمح له بالتكيف مع البيئة القلوية.

هل تتحول الكائنات إلى أحجار في بحيرة النطرون؟

تعتبر هذه ظاهرة نادرة تحدث لبعض الأسماك والكائنات التي لا تتكيف مع ظروف البحيرة القاسية. وتتمثل آلية التحول في عدد من الخطوات تبدأ بموتها بسبب المياه المالحة والقلوية، ثم تراكم الأملاح المعدنية على أجسامها بمرور الوقت.

وأخيرا تتحول هذه الأملاح إلى معادن صلبة، مما يؤدي إلى تحجر الأسماك وبعض الكائنات في بحيرة النطرون.

لماذا تتحجر الكائنات في بحيرة النطرون؟

يعود ذلك إلى بعض الأسباب المهمة، أولها انخفاض مستويات المياه، والذي يلعب دورًا في زيادة تركيز المعادن في المياه، مما يجعل من الصعب على الأسماك البقاء على قيد الحياة.

كما يشكل ارتفاع درجات حرارة البحيرة والملوحة العالية وزيادة تركيز المعادن، خطرًا على الأسماك وبعض الكائنات. لذلك، عندما تموت حيوانات مثل الطيور أو الأسماك في البحيرة، تتفاعل أجسامها مع هذه الظروف القاسية، حيث تبخر الماء من أجسام الحيوانات بسرعة، تاركة وراءها طبقة من الملح.

بعد ذلك، تتفاعل القلوية العالية الموجودة في المياه مع الكالسيوم الموجود في الماء لتكوين كربونات الكالسيوم، وهي المادة الأساسية التي تشكل الأحجار الجيرية. نتيجة لذلك، تتحول أجسام الحيوانات ببطء إلى تماثيل ملحية تجسد آخر لحظات حياتها.

تحديات تواجهها البحيرة

تعد بحيرة النطرون وجهة سياحية فريدة من نوعها، تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم لمشاهدة مناظرها الطبيعية الخلابة والحياة البرية النادرة. لكنها في الوقت نفسه، تواجه عددًا من التحديات البيئية، أهمها:

التغيرات المناخية

تؤدي التغيرات المناخية إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تركيز الملح في مياه البحيرة، مما يهدد بقاء بعض الكائنات الحية.

التلوث

تعد الصناعات القريبة من البحيرة مصدرًا للتلوث، مما يُشكل خطرًا على النظام البيئي.

معلومات عن بحيرة النطرون

. تبلغ مساحة بحيرة النطرون حوالي 1,040 كيلومتر مربع.

. يبلغ طول البحيرة حوالي 57 كيلومترًا.

. لا يزيد عمق البحيرة عن 3 أمتار.

. تغذي البحيرة مياه نهر إيواسو نغيرو الجنوبي، وتتغذى أيضًا من خلال الينابيع الساخنة الغنية بالمعادن.

. ليست كل الأسماك تتحول إلى أحجار أو تماثيل في بحيرة النطرون، حيث تكون الحيوانات الكبيرة، مثل الثدييات، أكثر عرضة للتحلل بسبب نشاط الجراثيم.

. بعض الحيوانات، مثل طيور النحام، تكيفت مع ظروف البحيرة القاسية من خلال تطوير خصائص فسيولوجية فريدة.

وجهة سياحية فريدة

على الرغم من ظروفها القاسية، تعد بحيرة النطرون وجهة سياحية فريدة تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. ويرجع ذلك إلى مجموعة من الأسباب التي نستعرضها في السطور التالية:

المناظر الطبيعية الخلابة

تحيط بالبحيرة مناظر طبيعية خلابة، بما في ذلك البراكين النشطة وبحيرة ماغادي.

الحياة البرية

تستضيف البحيرة طيور الفلامنغو التي تتمتع بلون وردي ومظهر بديع، لذلك تطلق عليها اسم طيور النحام الوردية، بالإضافة إلى بعض الزواحف.

الثقافة المحلية

تعيش قبائل الماساي في المنطقة المحيطة بالبحيرة، ويمكن للزوار التعرف على ثقافتهم وتقاليدهم.

في النهاية، تعتبر بحيرة النطرون تذكيرًا بقوة الطبيعة وجمالها، وتقدم درسًا هامًا حول قدرة الكائنات الحية على التكيف مع الظروف القاسية. كما تعد تحفة طبيعية فريدة تقدم مشهدًا طبيعيًا غريبًا ومثيرًا للاهتمام. لذلك، تتيح للزوار تجربة لا تنسى.