;

كواه آيجن.. أكبر بحيرة حمضية في العالم

درجة حموضة هذه البحيرة تقارب حموضة بطاريات السيارات، مما يجعلها قادرة على إذابة جلد الإنسان في لحظات

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 26 فبراير 2025
كواه آيجن.. أكبر بحيرة حمضية في العالم

في قلب جزيرة جاوة الإندونيسية، يكمن بركان كواه آيجن، وهو وحش طبيعي فريد من نوعه يجمع بين الجمال والخطر القاتل. هذا البركان ليس مجرد معلم جيولوجي، بل هو مسرح لبعض الظواهر الطبيعية المذهلة، ولكنه أيضا مكان يحمل في طياته مخاطر مميتة.

ما يميز كواه آيجن هو بحيرته الحمضية الضخمة، التي تعتبر الأكبر من نوعها في العالم. درجة حموضة هذه البحيرة تقارب حموضة بطاريات السيارات، مما يجعلها قادرة على إذابة جلد الإنسان في لحظات.

ظاهرة النار الزرقاء

يقع البركان داخل كالديرا ضخمة يبلغ عرضها 12 ميلا، وهو جزء من سلسلة براكين مركبة في منطقة بانيوانجي. وقد أصبح كواه آيجن وجهة شهيرة؛ بسبب ظاهرة "النار الزرقاء" المذهلة، حيث تشتعل الغازات البركانية، وتنتج ألسنة لهب زرقاء ساطعة يصل ارتفاعها إلى 16 قدما.

ومع ذلك، فإن هذا الجمال الخلاب يحمل في طياته مخاطر جمة. فقد وقعت العديد من الحوادث المأساوية في الموقع، بما في ذلك وفاة سائحة صينية في أبريل الماضي، عندما سقطت من ارتفاع 75 مترا أثناء محاولتها التقاط صورة للمنظر.

تحدث ظاهرة النار الزرقاء عندما تشتعل الغازات الكبريتية المنبعثة من البركان، وتتحول إلى سائل متوهج يتدفق على طول جوانب البركان قبل أن يتصلب ويتحول إلى رواسب كبريتية صفراء.

يتطلب الوصول إلى حافة فوهة البركان رحلة شاقة تستغرق ساعتين، تليها رحلة أخرى تستغرق 45 دقيقة للوصول إلى ضفة البحيرة الحمضية. هذه الرحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يتعرض الزوار لأبخرة الكبريت السامة واحتمالية السقوط في البحيرة الحمضية.

هل تعيش كائنات بالبحيرة؟

تبلغ درجة حموضة البحيرة 0.3 فقط، مما يجعلها قادرة على إذابة جلد الإنسان في لحظات. وعلى الرغم من هذه الظروف القاسية، فإن البحيرة ليست خالية تماما من الحياة، حيث كشفت الدراسات عن وجود مجتمع صغير من الميكروبات قادر على البقاء في هذه البيئة الحمضية الشديدة.

يتميز لون بحيرة كواه آيجن باللون الأزرق المخضر الساطع، الذي يمكن رؤيته من الفضاء، وهو ناتج عن التركيبة الفريدة للمعادن والأحماض الموجودة في الفوهة. هذا اللون الزاهي يمنح البحيرة مظهرًا اصطناعيًا، يخفي وراءه خطورة قاتلة.

يتجدد ماء البحيرة باستمرار بواسطة الأمطار، لكن المياه العذبة تتحول على الفور إلى حمض مميت؛ بسبب الغازات البركانية التي تتصاعد من قاع البحيرة. وعندما يرتفع منسوب المياه، تفيض البحيرة لتصب في مجرى مائي على الجانب الغربي من البركان، والذي بدوره يصب في نهر بانيوباهيت، الذي يعني اسمه "الماء المر" باللغة الجاوية.

معاناة عمال مناجم الكبريت

إلى جانب البحيرة المميتة، يشتهر كواه آيجن بمناجم الكبريت، حيث يعمل عمال المناجم في ظروف قاسية وخطرة لاستخراج صخور الكبريت الثمينة. تتشكل هذه الصخور عندما تتفاعل الغازات الكبريتية المتصاعدة مع الحمم البركانية بعد انطفاء ألسنة اللهب الزرقاء الشهيرة للبركان.

يتم استخدام الكبريت المستخرج في العديد من الصناعات، بما في ذلك صناعة تكرير السكر، حيث يستخدم لإزالة الشوائب اللونية. يحمل عمال المناجم سلالا ثقيلة مليئة بالصخور يدويا أسفل الجبال، ويتقاضون أجرا زهيدا مقابل عملهم الشاق.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه