;

يوم الوعي بمرض الملاريا.. تعرف على أسبابه وأعراضه وعلاجه

مرض قاتل حصد أرواح الملايين وللأسف مازال منتشرا ويشكل تحديًا كبيرًا خاصة في الدول النامية

  • تاريخ النشر: الخميس، 25 أبريل 2024
يوم الوعي بمرض الملاريا.. تعرف على أسبابه وأعراضه وعلاجه

يمثل 25 أبريل من كل عام، يوم الوعي بمرض الملاريا. وذلك بهدف تسليط الضوء على هذا المرض المعدي المهدد للحياة، وتعزيز الجهود العالمية لمكافحته.

ولكن، قصة هذا اليوم لم تبدأ في 25 أبريل، بل هي رحلة طويلة عبر الزمن حافلة بالتحديات والإنجازات، حكاية صراع بين الإنسان ومرض قاتل، حصد أرواح الملايين دون معرفة أسبابه أو سبل علاجه. وعلى الرغم من التقدم الكبير في مكافحة الملاريا، إلا أن المرض ما زال يشكل تحديًا كبيرًا، خاصة في الدول النامية.

يأتي يوم الوعي العالمي بمرض الملاريا ليذكرنا بأن المعركة لم تنته، وأن علينا الاستمرار في جهودنا للقضاء على هذا المرض. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن هذا المرض، أعراضه وأسبابه وعلاجه.

ما هو مرض الملاريا؟

الملاريا مرض طفيلي ينتقل عن طريق أنثى بعوضة الأنوفيليس. ينتشر هذا المرض في المناطق المدارية وشبه المدارية، ويعد من أكثر الأمراض المعدية شيوعًا في العالم.

تنتقل عدوى الملاريا عند لسع أنثى بعوضة حاملة للطفيلي لشخص سليم. إذ ينتقل الطفيلي من لعاب البعوضة إلى مجرى دم الشخص الملدوغ، حيث يتكاثر في خلايا الدم الحمراء.

في القرن التاسع عشر، بدأت تتضح ملامح المرض. ففي عام 1880، اكتشف الطبيب الفرنسي شارل لافيران، هذا الطفيلي في خلايا دم المرضى، ليصبح هذا الاكتشاف بمثابة نقطة تحول في فهمنا للمرض.

أسباب الملاريا

تنتقل الملاريا عن طريق لدغة بعوضة أنثى من نوع الأنوفيليس حاملة لطفيل "البلازموديوم".

عندما تلدغ بعوضة شخصًا مصابًا بالملاريا، فإنها تمتص بعضًا من دمه الذي يحتوي على خلايا الدم الحمراء المصابة بالطفيل. ينتقل الطفيل بعد ذلك إلى الجهاز الهضمي للبعوضة، حيث يتكاثر ويتطور.

وعندما تلدغ البعوضة شخصًا آخر، فإنها تحقن اللعاب في جلده، مما يؤدي إلى دخول الطفيل إلى مجرى الدم. لذلك، هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالملاريا، مثل السفر إلى منطقة موبوءة بالملاريا، العيش في منطقة موبوءة بالملاريا، عدم استخدام أدوية الوقاية من الملاريا وضعف جهاز المناعة.

الملاريا 1

أعراض الملاريا

تظهر أعراض الملاريا عادة في غضون 10 إلى 15 يومًا بعد لدغة البعوضة المصابة، لكنها قد تظهر بعد بضعة أسابيع أو حتى أشهر. وتشمل الأعراض الشائعة للملاريا:

. عادة ما تكون الحمى مرتفعة ومتكررة، وتحدث كل 48 أو 72 ساعة، اعتمادًا على نوع طفيلي الملاريا.

. غالبًا ما يتبع الحمى تعرق غزير.

. آلام العضلات والمفاصل التي تكون شديدة لدرجة تجعل من الصعب الحركة.

. قد يكون الصداع شديدًا ونابضًا.

. قد تصاحب الملاريا أيضًا الغثيان والقيء وفقدان الشهية.

. يحدث الإسهال في بعض حالات الملاريا.

. السعال يصاحب للملاريا، خاصة عند الأطفال.

في بعض الحالات، قد تتطور الملاريا إلى أعراض أكثر شدة تهدد الحياة. مثل الغيبوبة وفقدان الوعي وعدم القدرة على الاستجابة للمحفزات. بالإضافة إلى نوبات من التشنجات اللاإرادية، وصعوبة في التنفس وفشل الكبد والكلى.

أنواع الملاريا

تصنف الملاريا إلى خمسة أنواع رئيسية تختلف عن بعضها البعض من حيث شدة الأعراض وطريقة العلاج ومقاومة الأدوية، وتشمل:

الملاريا المتصورة المنجلية

تعتبر أكثر الأنواع شيوعًا وخطورة، إذ تسبب أعراضًا شديدة وربما قاتلة. كما تمتلك قدرة عالية على مقاومة الأدوية، وتنتشر في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

الملاريا المتصورة النشيطة

ثاني أكثر الأنواع شيوعًا، إذ تسبب أعراضًا أقل شدة من الملاريا المتصورة المنجلية. ويمكن أن تسبب انتكاسات بعد العلاج.

الملاريا المتصورة البيضاوية

أقل شيوعًا من النوعين الأول والثاني. وتشبه أعراضها أعراض الملاريا المتصورة النشيطة.

الملاريا المتصورة الوبالية

أقل شيوعًا من الأنواع الثلاثة الأولى، إذ تسبب أعراضًا خفيفة نسبيًا. وتنتشر في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

الملاريا المتصورة النولسية

أندر أنواع الملاريا البشرية، وهذا لا يمنع أنها تسبب أعراضًا شديدة وربما قاتلة. وتنتشر في جنوب شرق آسيا.

من المهم ملاحظة أن جميع أنواع الملاريا يمكن أن تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.

علاج الملاريا

يتساءل كثيرون هل يمكن الشفاء من الملاريا؟ والإجابة إنه رغم بداية رحلة البحث عن العلاج في عام 1897، عندما اكتشف الطبيب الألماني كوخ دواء الكينين، وهو أول دواء فعال ضد الملاريا، إلا إن صعوبة المعركة تزداد مع ظهور مقاومة بعض أنواع طفيلي الملاريا للأدوية، وتغير سلوكيات البعوض الناقل للمرض.

ويعتمد علاج الملاريا على نوع طفيل الملاريا ونوع العدوى وصحة المريض. ومع مرور الوقت، تم تطوير أدوية أخرى، وتنوعت وسائل الوقاية من خلال مكافحة البعوض الناقل للمرض، وتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيدات الحشرية.

كذلك، من المهم بدء العلاج فور ظهور أعراض الملاريا لمنع حدوث مضاعفات خطيرة.

هل مرض الملاريا معدي؟

لا ينتقل مرض الملاريا بين البشر مباشرة، سواء من خلال التلامس الجسدي أو تبادل السوائل الجسدية مثل الدم أو اللعاب أو العرق. بل ينتقل هذا المرض فقط عبر لدغة أنثى بعوضة حاملة لطفيلي الملاريا.

عندما تلدغ أنثى البعوضة شخصًا مصابًا بالملاريا، فإنها تمتص بعض دمه الذي يحتوي على طفيليات الملاريا، حيث تتكاثر هذه الطفيليات داخل جسم البعوضة، وعندما تلدغ هذه البعوضة شخصًا آخر، فإنها تحقن طفيليات الملاريا في دمه، مما يؤدي إلى إصابته بالعدوى.

لذلك، لا داعي للقلق من إمكانية انتقال الملاريا من شخص لآخر.

الملاريا 2

طرق الوقاية من الملاريا

ففي عام 2020، أصيب ما يقارب 241 مليون شخص بالملاريا، وتوفي أكثر من 635 ألف شخص بسبب هذا المرض. ومن هذه الأرقام، يتأكد لدينا مدى خطورة المرض، وضرورة حرصنا على الوقاية منه، من خلال اتباع الخطوات التالية في المناطق الموبوءة:

استخدام الناموسيات

استخدم ناموسيات معالجة بالمبيدات الحشرية أثناء النوم.

ارتداء الملابس الواقية

ارتداء ملابس تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد عند التواجد في مناطق انتشار البعوض.

استخدام طارد الحشرات

استخدم طارد الحشرات على الجلد المكشوف.

تناول الأدوية الوقائية

تناول الأدوية الوقائية قبل السفر إلى المناطق المُعرضة لخطر الإصابة بالملاريا.

في النهاية، إذا كنت تعتقد أنك قد تعرضت للملاريا، فمن المهم طلب العناية الطبية فورًا. يمكن علاج الملاريا بفعالية بالأدوية، ولكن إذا لم يتم علاجها، فقد تكون قاتلة.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه