نص كلمة رئيس الدولة بمناسبة عيد الاتحاد الـ54

  • تاريخ النشر: منذ يومين زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
رئيس الدولة يأمر بالإفراج عن 2937 نزيلاً من المؤسسات العقابية والإصلاحية بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54
رئيس الدولة ونائباه يتلقون التهاني بعيد الاتحاد الـ54 للدولة
1 و2 ديسمبر المقبل عطلة القطاع الخاص بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، أن تعزيز دور المواطن في مسيرة الوطن يمثل أولوية محورية في رؤية الإمارات للحاضر والمستقبل، مشدداً على أن الإنسان كان وسيظل الركيزة الأساسية للتنمية ومحورها وهدفها.

جاء ذلك في كلمة وجهها سموه إلى شعب الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد الرابع والخمسين.

وفي كلمته، دعا سموه إلى التمسك بالهوية الوطنية والقيم والأخلاق واللغة العربية، باعتبارها عناصر قوة وثبات واستمرار، موجهاً المؤسسات التربوية والثقافية والاجتماعية إلى منح هذا الجانب أولوية قصوى في إعداد النشء.

يوم وطني يعزز دروس الماضي ويحفّز المستقبل

واستهل سموه كلمته بالتأكيد على أن يوم الثاني من ديسمبر سيظل محطة خالدة في تاريخ الإمارات ومصدر إلهام وفخر واعتزاز، لما حمله من دروس في الإصرار، ووحدة الصف، والعمل المخلص الذي أسس لنهضة دولة عصرية رائدة.

وقال سموه: "يُعد الثاني من ديسمبر يوماً مفصلياً في تاريخ دولة الإمارات، ومصدر فخر واعتزاز وإلهام لشعبها جيلاً بعد جيل" مذكراً بأن الإنجازات المتحققة عبر العقود الماضية تمثل قاعدة متينة للانطلاق نحو مستقبل أكثر ازدهاراً".

الأسرة محور التنمية

وتوقف سمو رئيس الدولة عند مكانة الأسرة في رؤية الإمارات التنموية، مشيراً إلى أن استحداث "وزارة الأسرة" وتطوير دور "وزارة تمكين المجتمع" يأتيان ضمن نهج يضع تماسك المجتمع واستقراره في صلب استراتيجية التنمية.

وأكد سموه أن عام 2026 سيكون "عام الأسرة"، إيماناً بأن تعزيز دورها ودعم نموها ورفع معدلات الخصوبة يمثل جوهر الأمن الوطني واستمرار نهضة الإمارات.

الهوية الوطنية.. مصدر قوة وثقة

وشدد سموه على أهمية ترسيخ الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية واللغة العربية في نفوس الجيل الجديد، مؤكداً أن التمسك بالهوية الوطنية هو أساس الحاضر وضمانة المستقبل.

وقال: "نريد جيل المستقبل أن يكون في قلب حركة التطور التكنولوجي والعلمي… وفي الوقت ذاته متمسكاً بأخلاقه وقيمه وهويته الوطنية، لأن أمّة بلا هوية هي أمّة بلا حاضر أو مستقبل".

الاستثمار في الإنسان والتعليم ركيزة المستقبل

وأكد صاحب السمو أن التعليم سيظل في مقدمة أولويات التنمية، باعتباره الاستثمار الحقيقي في الإنسان، مشيراً إلى مواصلة تطوير منظومة التعليم بما يخدم خطط الدولة التنموية ويعزز الارتباط بين التعليم والبحث العلمي والابتكار.

وشدد سموه على أهمية ترسيخ مفهوم "التعلم مدى الحياة"، وتوفير بيئة جاذبة للمواهب وتطوير جودة التعليم في جميع مراحله.

توطين الكوادر الوطنية ودعم دور القطاع الخاص

وتحدث سموه عن دعم الدولة المستمر لتوطين الكفاءات الإماراتية في القطاعين الحكومي والخاص، مؤكداً أن القطاع الخاص شريك أساسي في تحقيق رؤية الإمارات التنموية.

وأشاد سموه بتفاعل الشباب مع برامج مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية "نافس"، معتبراً أن نجاحهم في القطاع الخاص نموذج يحتذى.

الذكاء الاصطناعي في صدارة الأولويات

وأكد سمو رئيس الدولة أن الإمارات تسابق الزمن للانخراط في الثورة العالمية للذكاء الاصطناعي، بهدف تحقيق طفرة تنموية نوعية ومستدامة، داعياً الشباب إلى التخصص في المجالات العلمية التي تخدم مستقبل الدولة.

وأشار سموه إلى الشراكات الدولية الواسعة التي حققتها الإمارات في هذا المجال، مؤكداً أن الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مسار لا رجعة عنه.

الاستدامة.. منهج راسخ ونهج عالمي

وتناول سموه مكانة الاستدامة في رؤية الإمارات المستقبلية، مؤكداً أن حماية البيئة وصون الموارد ركناً أساسياً في الاستراتيجية التنموية، وأن الدولة تواصل الاستثمار في الطاقة المتجددة والعمل مع العالم لمواجهة تحديات المناخ.

شراكات اقتصادية عالمية ورؤية خارجية متوازنة

وأبرز سموه النجاحات التي حققتها الدولة في بناء شراكات اقتصادية مؤثرة حول العالم، مؤكداً أن التعاون الاقتصادي هو أساس بناء علاقات تنموية تعزز السلام والاستقرار.

وأشار إلى الدور الإنساني النشط الذي تقوم به الإمارات في مناطق النزاعات، انطلاقاً من نهج ثابت يقوم على مساعدة المحتاجين دون تمييز.

رسالة تقدير للمقيمين وتجديد للوحدة الوطنية

وفي ختام كلمته، أكد صاحب السمو أن الإمارات ستبقى وطناً مفتوحاً لكل من يسهم بإخلاص في نهضتها، مشيداً بدور المقيمين في تعزيز قصة نجاح الدولة.

وقال سموه: "أبارك لشعب الإمارات وإخواني الحكام وأولياء العهود هذه المناسبة الوطنية الغالية… وإن شاء الله القادم أفضل بعطائنا وطموحنا ووحدتنا".