متلازمة حساسية الصوت: صوت التنفس يدفع البعض إلى الجنون وتمنِّي الصمم

  • تاريخ النشر: الخميس، 25 مارس 2021 | آخر تحديث: الإثنين، 29 مارس 2021
مقالات ذات صلة
العرق والسيارات: قائمة بأغرب الأشياء التي تسبب الحساسية للبعض
جنون الجمال يدفع الآباء لإجبار أطفالهم على ارتداء الخوذات لسبب غريب!
لغز الصوت الغامض الذي يسمعه سكان قرية إنجليزية ويدفعهم للجنون

متلازمة حساسية الصوت أو الميسوفونيا هي الحالة التي يعاني فيها المريض من كراهية شديدة لأصوات معينة، مما يؤدي إلى استجابات عاطفية أو فسيولوجية قوية قد يعتبرها معظم الناس غير معقولة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

متلازمة حساسية الصوت أو الميسوفونيا

متلازمة حساسية الصوت يمكن أن تثير جميع أنواع ردود الفعل، من الغضب إلى الذعر أو الحاجة إلى الفرار والهروب من صوت يدفع صاحبها إلى الجنون.

فكر في الصوت الذي يثير غضبك ثم اضربه في معامل 100 وقتها ستدرك ما يعانيه مريض متلازمة حساسية الصوت.

بينما يعتقد بعض الناس أن الميسوفونيا أو متلازمة حساسية الصوت ناتجة فقط عن أصوات مزعجة بشكل عام، مثل المضغ بصوت عالٍ أو الخدش بالأظافر على الأسطح، إلا أنه في الواقع يمكن أن تكون بسبب أي صوت تقريباً. [1]  

على سبيل المثال، ظهرت امرأة من اسكتلندا تُدعى كارين مؤخراً في برنامج تلفزيوني بريطاني تحكي عن تجربتها مع الميسوفونيا حيث يثير جنونها أكثر الأصوات إنتشاراً وهو صوت تنفس الآخرين.

من المثير للاهتمام أنه ليس التنفس الثقيل أو اللهاث هو ما يزعج كارين ولكن الصوت الخافت للتنفس الطبيعي، إنها تريد فقط أن يتوقف هذا الضجيج من وجهة نظرها ولأن هذا لا يمكن حدوثه لأن الناس في حاجة إلى التنفس فلا يوجد شيء يمكنها فعله حيال ذلك.

في مرحلة ما، ساءت الأمور لدرجة أن كارين سألت الطبيب عما إذا كان هناك أي فرصة لإجراء عملية جراحية لجعلها صماء، فقط حتى لا تضطر إلى سماع صوت التنفس المزعج بعد الآن، لكن من الواضح إنه لن يقوم أي طبيب بالقيام بمثل هذا الإجراء.

حصلت حالة كارين بسبب عرضها في وسائل الإعلام على الكثير من ردود الفعل من مرضى آخرين يعانون من الميسوفونيا الذين أكدوا أن التعايش مع هذه الحالة هو بمثابة كابوس.

شخص علق قائلاً: الميسوفونيا تدمر حياتي بشكل يومي وسأدفع أي شيء مقابل العلاج، بدلاً من أن يسخر الأطباء ويطلبون منَّا تجاوز الأمر.

بينما علق شخص آخر مريض بنفس الحالة قائلاً: صوت مضغ الطعام والنقر على لوحات المفاتيح وما إلى ذلك يجعلني أريد حرفياً تمزيق شعري، إنه أمر مروع للغاية، يجب أن أضع سماعات في أذني طوال الوقت.

الميسوفونيا أو متلازمة حساسية الصوت حالة غير مفهومة وقليلة البحث، حيث لم يظهر مصطلح الميسوفونيا لوصف الحالة حتى عام 2000، على الرغم من وصف الحالة قبل ذلك بكثير على أنها متلازمة حساسية الصوت الانتقائية.

ازداد الوعي بالاضطراب منذ بث العديد من القصص الإخبارية حول الاضطراب في عام 2011.

أعراض الميسوفونيا

العرض الأساسي للميسوفونيا هو رد الفعل الشديد تجاه بعض الأصوات وقد يشمل هذه التفاعلات: [2]  

  • غضب.
  • تجنب.
  • إنزعاج.
  • اشمئزاز.
  • عدوان لفظي أو جسدي.

تحدث عدة أشياء في جسد المصاب كجزء من هذه الاستجابة مثل:

  • زيادة هرمونات الأدرينالين والنورادرينالين.
  • زيادة معدل ضربات القلب ومعدلات التنفس.
  • تشنج العضلات.
  • انقباض الأوعية الدموية.
  • زيادة اليقظة والوعي.
  • أظهرت الأبحاث أنهم يعانون أيضاً من ارتفاع ضغط الدم ونبض القلب ودرجة حرارة الجسم.

كل هذه الاستجابات هي طريقة الجسم في الاستعداد للرد على المنبهات التي يعتبرها الجسد في هذه الحالة منبهات مُهددة.

قد يبذل الأشخاص المصابون بالميسوفونيا جهوداً كبيرة لتجنب التعرض للضوضاء، قد يعزلون أنفسهم اجتماعياً أو يخترعون آليات تأقلم مثيرة للاهتمام، قد يرتدي البعض سماعات رأس أو يصدر أصواتاً أخرى للتشويش على الأصوات المحفزة.

التشخيص

لا توجد حالياً معايير تشخيصية محددة للميسوفونيا ولم يتم التعرف على الحالة كتشخيص رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.

نُشرت معايير التشخيص المقترحة في عام 2013 واقترح تصنيف الاضطراب على أنه اضطراب نفسي منفصل، تتناسب الظروف تماماً مع أنماط الأعراض التي تتميز بها الميسوفونيا.

تشير المعايير المقترحة إلى أن الميسوفونيا تتميز بما يلي:

  • توقع أن صوتاً معيناً سينتج عنه تهيج أو غضب أو اشمئزاز.
  • تبدأ مشاعر الغضب بفقدان السيطرة.
  • تجنب الأصوات المثيرة المعروفة أو تحمل هذه الأصوات ولكن مع غضب شديد أو انزعاج أو اشمئزاز.

على الرغم من عدم وجود تشخيص رسمي، فقد يكون طبيبك قادراً على التوصية بخيارات العلاج التي يمكن أن تساعدك في إدارة أعراض هذه الحالة إن كنت تعاني منها.

الأسباب

الأسباب الدقيقة للميسوفونيا غير معروفة ولكن هناك عدداً من العوامل التي قد تلعب دوراً كالتالي:

  • كيمياء الدماغ: تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الميسوفونيا قد يكون لديهم اتصال أكبر بين القشرة الانعزالية الأمامية وهي منطقة من الدماغ مهمة في المعالجة العاطفية والقشرة السمعية.
  • حالات عقلية أخرى: الأشخاص الذين يعانون أيضاً من اضطراب الوسواس القهري ومتلازمة توريت واضطرابات القلق هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالميسوفونيا.
  • طنين الأذن: تعتبر الميسوفونيا أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يعانون أيضاً من طنين الأذن وهي حالة يسمع فيها الناس أصواتاً، غالباً صوت رنين لا يسمعه أي شخص آخر.
  • علم الوراثة: تميل الميسوفونيا إلى الانتشار في العائلات، لذلك من المحتمل أن يكون هناك مكون وراثي يزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة.

على الرغم من زيادة الوعي بهذا الاضطراب ، فإن الأبحاث حول الميسوفونيا محدودة للغاية حيث تأتي معظم المعلومات من دراسات وتقارير حالة قليلة للغاية.

تشير بعض الدراسات إلى أن معدل حدوث الميسوفونيا أعلى بكثير مما كان يعتقده المتخصصون سابقاً، لكن العديد من الأشخاص يعانون فقط من أعراض خفيفة ولا يسعون إلى علاجها.

الأنواع

بينما تُقارن الميسوفونيا أحياناً بحالة أخرى تسمى احتداد السمع، تميل محفزات الميسوفونيا إلى أن تكون أصواتاً يومية ناعمة ويبدو أن العديد منها ينطوي على وظائف جسدية، فيما يلي المحفزات الشائعة:

  • عمليه التنفس.
  • المضغ.
  • النقر.
  • قعقعة الأطباق أو كشط الملاعق على الأطباق.
  • نباح الكلاب.
  • صوت قص أظافر الأصابع.
  • البلع.
  • العطس.
  • الشخير.
  • التثاؤب.

من المثير للاهتمام ملاحظة أنه في حالة الوظائف الجسدية مثل التثاؤب، فإن الصوت غالباً ما يؤدي إلى استجابة فقط عندما يقوم بها شخص آخر وليس صاحب الحالة نفسه.

العلاج

لا توجد حالياً علاجات ثابتة للميسوفونيا ومع ذلك تتضمن بعض خيارات العلاج التي قد تكون مفيدة ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يمكن أن يساعد هذا النهج الأشخاص على تغيير بعض الأفكار والارتباطات السلبية بالأصوات التي تؤدي عادة إلى الاستجابة.
  • الأدوية: على الرغم من عدم وجود دواء معتمد لعلاج الميسوفونيا، يمكن وصف الأدوية لعلاج الحالات المصاحبة مثل القلق أو الاكتئاب.
  • علاج إعادة تدريب الطنين: يتضمن هذا الأسلوب ارتداء جهاز لإصدار أصوات تشتت الانتباه لتعليم الناس تجاهل الضوضاء وتقنيات الاسترخاء لتقليل الاستجابة التلقائية.

التأقلم

هناك أيضاً تغييرات في نمط الحياة واستراتيجيات للتكيف وأساليب للاسترخاء يمكن أن تساعدك في إدارة أعراض الميسوفونيا، إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك تجربتها:

  • ارتداء سدادات الأذن في المواقف التي تتعرض فيها للصوت المزعج.
  • ارتداء سماعات الأذن في حالة شعورك بالإرهاق.
  • تشغيل الموسيقى أو التلفزيون للتشويش.
  • وضع خطة عندما تشعر بنوبة وشيكة، مثل مغادرة الغرفة أو ممارسة أسلوب الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل.
  • من المفيد أيضاً التحدث مع الآخرين حول حالتك، سيكون الناس أكثر قدرة على تجنب إصدار أصوات معينة من حولك إذا علموا أن ذلك يزعجك.

  1. "مقال حالة نادرة تجعل صوت تنفس الآخرين لا يطاق" ، المنشور على موقع odditycentral
  2. "مقال ما هي الميسوفونيا؟" ، المنشور على موقع verywellmind