متلازمة الميدالية الفضية.. الإنجاز لا يعني الرضا وهذا علاجها

  • تاريخ النشر: الأحد، 05 مايو 2024

تصيب بعض الأشخاص الذين يحققون إنجازًا لكنهم يشعرون بخيبة أمل لأنهم لم يحققوا أفضل النتائج

مقالات ذات صلة
ما هي متلازمة داون وطرق علاجها
متلازمة ADHD: أعراضها وطرق علاجها
متلازمة الابنة الكبرى.. أسبابها وأعراضها وطرق علاجها

هل سبق لك أن شعرت بخيبة أمل برغم تحقيق إنجاز عظيم؟ هل فزت يوما بالمركز الثاني في مسابقة ومع ذلك شعرت بخيبة أمل لأنك لم تحقق الأول؟ كل هذه المشاعر يمر بها البعض، خاصة الرياضيين.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ربما يفوز البعض بالمركز الثاني في مسابقة مهمة، أو يحصلون على ترقية لكنه لم تكن المنصب الذي يتمنونه، أو حققوا هدفًا طالما سعوا إليه لكن لم يكن بالشكل الذي تخيلوه. كل هذه قد تبدو أمورا عادية بالنسبة للبعض، لكنها علميًا يمكن أن تتحول إلى ما يعرف باسم متلازمة الميدالية الفضية.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن متلازمة الميدالية الفضية والمعروفة أيضًا باسم متلازمة المركز الثاني، وأسبابها وطرق تجاوزها.

ما هي متلازمة الميدالية الفضية؟

هي ظاهرة نفسية تحمل أيضا اسم متلازمة المركز الثاني. وتصيب بعض الأشخاص الذين يحققون إنجازًا هامًا، لكنهم يشعرون بخيبة أمل وعدم رضا عن أنفسهم لأنهم لم يحققوا أفضل النتائج الممكنة. غالبًا ما يقارنون أنفسهم بالفائز الأول أو بمعاييرهم المثالية العالية، مما يخلق شعورًا بالنقص وعدم الرضا عن الذات.

يعتقد أن أصل مصطلح "متلازمة الميدالية الفضية" يعود إلى الألعاب الأولمبية، حيث لوحظ أن بعض الفائزين بالميداليات الفضية غالبًا ما يشعرون بخيبة أمل أكبر من أصحاب الميداليات البرونزية.

وفقا للدراسات والأبحاث التي أجريت، توصل العلماء إلى أن في الغالب يكون صاحب المركز الثاني هو أتعس شخص بين الفائزين بالمركز الثلاثة الأولى في أي مسابقة. الفائز بالمركز الأول حقق أكبر إنجاز يتمناه أي شخص، والقائز بالثالث يعتبر هذا هو أفضل ما كان بإمكانه تحقيقه. بينما صاحب المركز الثاني ينشغل أكثر بفكرة إنه كان على بعد خطوة من الأفضل. لذلك، يصاب أحيانًا ببعض الإحباط وخيبة الأمل.

أعراض متلازمة الميدالية الفضية

لا يعاني كل من يفوز بالمركز الثاني أو يحقق الميدالية الفضية من هذه الحالة، لكن هناك بعض المؤشرات التي يمكن أن نحدد من خلالها أصحاب هذه المتلازمة أو الذين يعانون منها بالفعل، وهي كما يلي:

الشعور بخيبة الأمل

على الرغم من تحقيق إنجاز هام، يشعر الشخص بخيبة أمل وعدم رضا عن النتيجة.

الشعور بالنقص

يقارن الشخص نفسه بالفائز الأول أو بمعايير عالية ويعتقد دائمًا أنه لم يبذل جهدًا كافيًا أو أنه ليس جيدًا بما يكفي للفوز بالمركز الأول.

الشعور بالفشل

قد يشعر الشخص بالفشل على الرغم من تحقيقه لإنجاز إيجابي.

فقدان الدافع

قد يفقد الشخص حماسه ودافعه للعمل بعد تحقيق إنجاز هام، خوفًا من عدم تكرار النجاح أو خوفًا من خيبة الأمل مرة أخرى.

الشعور بالقلق والتوتر

قد يعاني الشخص من القلق والتوتر بسبب الخوف من الفشل أو خوفًا من عدم تحقيق التوقعات.

أسباب متلازمة الميدالية الفضية

لماذا يعاني الشخص من متلازمة الميدالية الفضية؟ يتساءل البعض هذا السؤال عند معرفتهم بها، خاصة لأنهم يعتبرون ظاهريًا إنه ناجح وصاحب إنجاز طالما حصد ميدالية أو نال تكريمًا. لكن الأمر أكبر من ذلك، وربما يرجع إلى الأسباب التالية:

المقارنة الاجتماعية

ميل الشخص لمقارنة نفسه بالآخرين، خاصة بالفائزين أو الأكثر نجاحًا.

المعايير العالية

وضع الشخص معايير عالية جدًا لنفسه يصعب تحقيقها.

الخوف من الفشل

خوف الشخص من الفشل وعدم تحقيق التوقعات.

السعي الدائم للكمال

رغبة الشخص في تحقيق الكمال في كل ما يفعله، مما يخلق شعورًا بالنقص وعدم الرضا عن الذات.

ويعتبر أكثر المعرضين للمعاناة من متلازمة الميدالية الفضية هم الرياضيون، إذ يشعر لاعبو الرياضة الذين يخسرون في المباراة النهائية لبطولة أو مسابقة مهمة بخيبة أمل كبيرة، خاصة إذا كانت المباراة قريبة أو حاسمة.

كذلك الطلبة المتفوقون، إذ يشعر الطالب الحاصل على المرتبة الثانية في الفصل بخيبة أمل لعدم حصوله على المرتبة الأولى، على الرغم من تميزه الأكاديمي.

وفي مجال العمل، قد يشعر الموظف الذي تم ترقيته إلى منصب ثان بدلاً من المنصب الذي تمناه أو كان يرغب في الحصول عليه، بخيبة أمل، خاصة إذا كان قد بذل جهدًا كبيرًا لتحقيق الترقية.

علاج متلازمة الميدالية الفضية

هل تعتبر متلازمة الميدالية الفضية مرضا يستلزم علاجًا؟ للإجابة على هذا السؤال نحتاج التأكيد على إنها حالة نفسية يمكن التعامل معها والتغلب عليها سريعا دون حاجة لأدوية، قبل أن تتفاقم مشاعر الإحباط وتتحول إلى اكتئاب حاد مثلا. وفي السطور التالية نستعرض معكم كيفية التغلب على متلازمة الميدالية الفضية.

التقدير

تذكر وتقدير الإنجازات التي حققتها، مهما كانت صغيرة.

التركيز على الإيجابيات

ركز على الجوانب الإيجابية في حياتك وإنجازاتك بدلاً من التركيز على السلبيات.

تغيير المنظور

حاول تغيير نظرتك للفشل واعتباره فرصة للتعلم والنمو. من هنا يمكن أن تحوله إلى إنجاز جديد يضاف إليك، ودافع لتحقيق ما تتمناه في المستقبل.

وضع أهداف واقعية

حدد أهدافًا واقعية وقابلة للتحقيق بدلاً من وضع معايير عالية جدًا لنفسك.

الاحتفال بالإنجازات

خصص وقتًا للاحتفال بإنجازاتك، مهما كانت صغيرة.

طلب الدعم

لا تتردد في طلب الدعم من العائلة والأصدقاء أو من معالج نفسي إذا كنت بحاجة إلى ذلك.

كذلك، عليك أن تتذكر أمورا مهمة عند شعورك بالإحباط وخيبة الأمل بعد الفوز بالمركز الثاني، أبرزها إن تحقيق الإنجازات أمر رائع، لكنه ليس كل شيء في الحياة. ولا يجب أن تقارن نفسك بالآخرين، فقط ركز على رحلتك الخاصة وليس على وجهة الآخرين وكن فخورًا بنفسك وإنجازاتك.

والأهم ألا تدع الخوف من الفشل يمنعك من تحقيق أحلامك.

وفي النهاية، تذكر أن متلازمة الميدالية الفضية هي تجربة شائعة، ويمكن التغلب عليها. فمن خلال تغيير نظرتك وتركيزك، يمكنك تحويل هذه التجربة إلى فرصة للتعلم والنمو.

أما إذا تفاقمت معاناتك بسبب هذه المتلازمة وتحولت إلى شعور مرضي، مثل الاكتئاب الحاد، فمن المهم طلب المساعدة من معالج نفسي مختص. يمكن للمعالج أن يساعدك على فهم مشاعرك وتطوير آليات للتغلب على هذه المشاعر.