لماذا يكره الدماغ التوقف عند منتصف العمل؟

  • تاريخ النشر: منذ يومين زمن القراءة: دقيقتين قراءة | آخر تحديث: منذ 5 ساعات
مقالات ذات صلة
تُخبر الدماغ بالتوقف عن الأكل فورا.. اكتشاف حاسة سادسة في القولون تتحكم بالشبع
7 أساطيرليست صحيحة عن الدماغ
مجموعة من الأشياء التي يكرهها كل الناس حول العالم !

يميل الدماغ البشري إلى الاستمرار في العمل بمجرد البدء، ويشعر بعدم الراحة عند التوقف فجأة، وهو ما يعرف شعبياً بـ متلازمة "لسّه شوية". فحتى عند التعب أو الانشغال، يجد الإنسان صعوبة في وضع حد لمهمة بدأها، وكأن الدماغ يرفض الانقطاع قبل الوصول إلى نتيجة ملموسة. هذه الظاهرة ليست مجرد شعور عابر، بل تعكس ميكانيكية عصبية ونفسية عميقة تؤثر على الإنتاجية والتحفيز.

لماذا يكره الدماغ التوقف عند منتصف العمل؟

1. الدافع العصبي وراء الاستمرار

عندما يبدأ الشخص مهمة ما، يفرز الدماغ مواد كيميائية مثل الدوبامين التي تمنح شعوراً بالرضا والتحفيز. توقف العمل فجأة يقلل هذا الشعور، فيشعر الفرد بأن المهمة غير مكتملة، مما يولّد توتراً داخلياً ورغبة قوية في استئنافها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

2. التركيز والذاكرة قصيرة المدى

الدماغ يحفظ السياق الحالي للمهمة في الذاكرة قصيرة المدى، وعند التوقف، يبدأ هذا السياق بالاضمحلال. هذا يجعل العودة إلى العمل لاحقاً أكثر صعوبة ويزيد من الإحساس بالارتباك أو فقدان التحكم، وهو سبب آخر وراء كره التوقف المفاجئ.

3. الانغماس النفسي في المهمة

الاستمرار في العمل يمنح شعوراً بالتحكم والإنجاز، ويخلق حالة تسمى التدفق النفسي (Flow)، حيث يختفي الشعور بالوقت وتتداخل المهارات مع التحديات. التوقف المبكر يقطع هذا التدفق، ما يجعل الدماغ غير راضٍ ويحفّز الرغبة في الاستكمال فوراً.

4. الشعور بالمهام غير المكتملة

الإنسان بطبيعته يميل إلى اكتمال المهام. عند التوقف قبل الانتهاء، يظل الدماغ منشغلاً بالمهمة في الخلفية، مما يولّد قلقاً داخلياً وإحساساً بعدم الإنجاز. هذا ما يفسّر شعور الكثيرين بـ "لسّه شوية" أو الرغبة في إنهاء العمل فوراً حتى لو كانوا متعبين.

5. أثر هذه المتلازمة على الإنتاجية

على الرغم من أن الاستمرار في العمل قد يزيد من الإنتاجية، إلا أن التوقف المتكرر دون سبب قد يكون مفيداً لإراحة الدماغ وتجديد الطاقة. فهم ميكانيكية متلازمة "لسّه شوية" يساعد على إيجاد توازن بين الانغماس في العمل وأخذ فترات راحة استراتيجية، ما يحسّن الأداء العام على المدى الطويل.

الخلاصة

تمثل متلازمة "لسّه شوية" دليلاً على رغبة الدماغ الطبيعية في الاستمرار والانتهاء من المهام، وتعود لأسباب عصبية ونفسية مرتبطة بالدوبامين، والتركيز، والانغماس النفسي، والشعور بالإنجاز. إدراك هذه الظاهرة يساعد الإنسان على إدارة طاقته الذهنية بشكل أفضل، وتخطيط فترات العمل والراحة بطريقة تزيد من الإنتاجية دون الشعور بالإرهاق.