قفزة قياسية في معدل الوفيات المرتبطة بارتفاع الحرارة عالميًا
في وقت تتسارع فيه آثار تغيّر المناخ حول العالم، كشف تقرير جديد صادر عن مشروع "لانست كاونت داون" (Lancet Countdown) أن معدلات الوفيات المرتبطة بالحرارة وصلت إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث ارتفعت بنسبة 23% منذ تسعينات القرن الماضي، ما يعادل وفاة شخص واحد كل دقيقة تقريبًا على مستوى العالم بسبب الحرارة المفرطة.
وبحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية، فإن التقرير أوضح أن متوسط عدد الوفيات السنوية المرتبطة بالحرارة بلغ نحو 546 ألف وفاة خلال العقد الماضي، في حين شهدت أوروبا وحدها أكثر من 62 ألف وفاة صيف عام 2024 جراء موجات الحرّ غير المسبوقة التي اجتاحت القارة.
ويُرجع التقرير هذه القفزة إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات تتجاوز قدرات جسم الإنسان على التحمّل، لا سيما في المدن الكبرى والمناطق الحضرية التي تعاني من "الجزر الحرارية" وضعف التهوية الطبيعية. كما أشار إلى أن كبار السن والنساء والعمال في الهواء الطلق هم الأكثر عرضة للخطر.
وأكد خبراء المناخ والصحة أن ما كان يُعتبر سابقًا موجة حر استثنائية تحدث "مرة كل مئة عام"، أصبح اليوم يتكرر كل بضع سنوات فقط، وهو ما يجعل الحرارة "القاتل الصامت" الجديد في القرن الحادي والعشرين.
ودعا التقرير الحكومات إلى تبنّي خطط وطنية عاجلة للتأقلم مع الحرارة، تتضمن إنشاء مراكز تبريد في المدن، وتوسيع المساحات الخضراء، وتطوير أنظمة إنذار مبكر، إلى جانب خفض انبعاثات الكربون التي تعد المحرّك الأساسي لأزمة المناخ.
ويحذر العلماء من أن استمرار هذا المسار قد يجعل الوفيات المرتبطة بالحرارة تتضاعف بحلول منتصف القرن، ما لم يُتخذ تحرك عالمي فوري للحد من ارتفاع درجات الحرارة.
التقاعس عن العمل المناخي يودي بحياة ملايين الأشخاص سنويا
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) October 29, 2025
الاعتماد المستمر والمفرط على الوقود الأحفوري والفشل في التكيف مع عالم ترتفع حرارته يتسببان في أضرار مدمرة لصحة الإنسان، وفقا لتقرير عالمي جديد.https://t.co/60pKS0W10D pic.twitter.com/JFlo3ped1A