قصة العدوى الأكثر فتكًا في العالم.. أعراضها وطرق العلاج

  • تاريخ النشر: الخميس، 14 مارس 2024

تهدد صحة الإنسان وتصيب مختلف أجهزة الجسم خاصة الرئتين

مقالات ذات صلة
أكثر الحيوانات فتكاً على الإطلاق!
فطريات القطط: الأعراض وطرق العلاج
اليوم العالمي للصرع: أعراضه وطرق العلاج

عُرف مرض السل منذ فجر التاريخ، إذ يهدد صحة الإنسان ويصيب مختلف أجهزة الجسم، خاصة الرئتين. وتشير التقديرات إلى أن العديد من سكان العالم قد تعرضوا لعدوى السل الكامنة في فترات زمنية مختلفة، بينما يصاب 10 ملايين شخص سنويًا بالسل النشط، مما يجعله أحد أكبر مخاطر الصحة العامة في العالم، أو كما يلقب بـ"العدوى الأكثر فتكا في العالم".

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم بعض التفاصيل عن مرض السل، والذي عاد للانتشار في بعض المناطق، خاصة المملكة المتحدة التي بدأت تقاريرها تشير إلى زيادة نسبة المصابين في السنوات الأخيرة. لذلك، نتعرف على مرض السل وأنواعه وأعراضه وطرق علاجه.

ما هو مرض السل؟

في يوم من الأيام، كان هذا المرض آفة وقتل ما يقدر بنحو أربعة ملايين شخص بين عامي 1851 و1910. وحتى الآن، لا يزال السل أحد أكثر الأمراض فتكا في العالم وثاني أكبر الأمراض المعدية القاتلة بعد كوفيد-19.

ينتقل مرض السل عن طريق عدوى بكتيرية تنتشر في الهواء عندما يسعل الأشخاص الذين يحملون المرض أو يعطسون أو يتنفسون أو يضحكون أو يبصقون. ويمكن أن تنتشر العدوى إلى الدماغ والقلب والبطن والغدد والعظام والجهاز العصبي.

ويشهد المرض في الأوقات الحالية عودة للانتشار في بعض الدول والمناطق حول العالم، خاصة في المملكة المتحدة التي بدأت تشير تقارير إعلامية إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمعدلات كبيرة مؤخرا.

ويسعى مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة جاهدين للتحقيق في الأسباب الكامنة وراء ارتفاع حالات السل بنسبة 10 في المائة العام الماضي في إنجلترا، مع ارتفاع الإصابات من 4380 في عام 2022 إلى 4850 في عام 2023.

وقال المسؤولون إن أكبر الزيادات شوهدت في لندن، الملقبة بـ "عاصمة السل في أوروبا الغربية"، وكذلك في المناطق الحضرية في ويست ميدلاندز وشمال غرب البلاد.

أسباب مرض السل

يتساءل كثيرون كيف ينتقل مرض السل؟ ويجيب الباحثون والأطباء على ذلك بأنه ينتشر بشكل رئيسي عن طريق استنشاق الهواء الملوث ببكتيريا السل من شخص مصاب بالمرض النشط. وتطرد هذه البكتيريا في الهواء عندما يسعل أو يعطس أو يتحدث الشخص المصاب.

ويعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعي، مثل مرضى الإيدز أو مرضى السكري، أكثر عرضة للإصابة بمرض السل. كذلك، يمكن أن يؤدي سوء التغذية إلى ضعف جهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالسل. كما يضعف التدخين جهاز المناعي ويلحق الضرر بالرئتين، مما يزيد من خطر الإصابة.

أنواع مرض السل

يمكن أن يزيد التعرض المتكرر لبكتيريا السل من خطر الإصابة بالمرض. وهناك بعض الأنواع للعدوى والتي يمكن الإشارة إليها في السطور التالية:

العدوى الكامنة

بعد استنشاق بكتيريا السل، قد تصبح العدوى كامنة في الجسم. وفي هذه الحالة، لا تظهر أي أعراض على الشخص، ولا يكون معديًا للآخرين. كما يمكن أن تصبح العدوى الكامنة نشطة في وقت لاحق، خاصة إذا ضعف جهاز المناعي.

العدوى النشطة

في هذه الحالة، تبدأ البكتيريا بالتكاثر في الجسم وتسبب أعراضًا مثل السعال والحمى وفقدان الوزن. ويكون الشخص المصاب بالعدوى النشطة معديًا للآخرين.

أعراض مرض السل

يؤثر السل بشكل رئيسي على الرئتين، لكنه يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم، بما في ذلك الغدد والعظام والجهاز العصبي، وفقًا لموقع NHS Inform الإلكتروني. وتشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:

. السعال الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع وعادة ما يصاحبه بلغم قد يكون دمويًا.

. فقدان الوزن

. تعرق ليلي

. ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى

. التعب والإرهاق

. فقدان الشهية

. تورمات جديدة لم تختف بعد بضعة أسابيع.

هذا، ووجدت دراسة حديثة أن أربعة من كل خمسة أشخاص يصابون بالسل لا يعانون من السعال، الذي كان يعتقد سابقًا أنه أحد الأعراض الرئيسية لمرض السل.

وحذرت الدكتورة إستير روبنسون، رئيسة وحدة السل في وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، من البحث عن العلامات الرئيسية للخلل أو المرض. وقالت: "ليس كل سعال مستمر، إلى جانب الحمى، ناجم عن الإنفلونزا أو كوفيد-19".

وأضافت "روبنسون": "السعال الذي عادة ما يكون مصحوبا بمخاط ويستمر لفترة أطول من ثلاثة أسابيع يمكن أن يكون ناجمًا عن مجموعة من المشكلات الأخرى، بما في ذلك مرض السل. لذلك، يرجى التحدث إلى طبيبك العام إذا كنت تعتقد أنك قد تكون في خطر، أو تعاني من عدوى خطيرة".

هل مرض السل خطير؟

على الصعيد العالمي، تم تشخيص إصابة 7.5 مليون شخص بالسل في عام 2022، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق. وأشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) سابقًا إلى إن هذا يرجع إلى عدم تمكن العديد من الأشخاص من الحصول على تشخيص أو علاج أثناء  عمليات إغلاق فيروس كورونا، عندما كان الوصول إلى الرعاية الصحية، بشكل عام، أكثر صعوبة.

ووجد تقرير منفصل أن حالات  السل المقاوم للأدوية زادت بنسبة ثلاثة في المائة بين عامي 2020 و2021. وفي يوليو 2022، تم حث البريطانيين على البحث عن علامات هذا المرض القاتل بعد تفشيه في إحدى جامعات ويلز.

علاج مرض السل

اليوم، يموت أقل من ستة في المائة من المصابين بالسل بسبب المرض بفضل المضادات الحيوية. ويمكن أن نستعرض معكم هنا بعض طرق علاج مرض السل وأبرزها:

التطعيم

يمكن أن يساعد لقاح BCG في الوقاية من الإصابة بمرض السل.

العلاج الوقائي

يمكن للأشخاص الذين يعانون من خطر متزايد للإصابة بمرض السل أن يتناولوا أدوية مضادة للسل لمنع تنشيط العدوى الكامنة، إذ يعالج السل بمزيج من الأدوية المضادة للبكتيريا. ويؤخذ العلاج لمدة ستة أشهر على الأقل، لكن قد يطول العلاج حتى تسعة أشهر أو أكثر في بعض الحالات.

الوقاية من العدوى

يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض السل النشط تغطية أفواههم عند السعال أو العطس، والتخلص من الأنسجة المستخدمة بشكل صحيح.

يجب أيضًا تهوية الغرف بشكل جيد لمنع انتشار العدوى.