علاج زهيد الثمن يكشف لغز إصابة طفلة أردنية بمرض مرتبط بقطة منزلية
كشفت حالة طبية استثنائية عن قصة معاناة استمرت شهوراً لطفلة أردنية تبلغ من العمر 9 سنوات، بعد ظهور أورام وندبات مؤلمة تحت جلدها بشكل متكرر وغامض، وانتهت القصة بتشخيص دقيق وسريع، أظهر أن السبب هو مرض "خرمشة القطة".
وكشف الطبيب المعالج تفاصيل الحالة عبر حسابه على "فيس بوك"، مشيراً إلى أنه استقبل الطفلة ووالدتها، حيث طلب إجراء "خزعة" لتحليل العينة والتوصل إلى تشخيص قاطع لسبب الإصابة الغامضة، خاصة مع وجود قطة داخل المنزل، ما زاد من قلق الفريق الطبي.
التكلفة والخوف يؤخران التشخيص
في البداية، رفضت الأسرة مقترح الخزعة بسبب الخوف من وقع الكلمة "المرعبة" لديهم، إضافة إلى محاولتهم تجنب التكلفة المرتفعة للإجراء الطبي المعتاد، وعلى الرغم من إدراك الطبيب أن الخزعة هي السبيل الوحيد للتشخيص الصحيح، إلا أن الأسرة انصرفت للبحث عن خيارات أخرى.
وبالفعل، مرت شهور طويلة من الألم والمعاناة للطفلة. وعند عودة الأم إلى العيادة نفسها لاحقاً، كانت بملامح يملؤها اليأس، وكشفت للطبيب أنه الحادي عشر في قائمة الأطباء الذين استشارتهم، حيث زارت عشرة أطباء قبله وأجروا عشرات الفحوصات غير الضرورية.
وبحسب رواية الطبيب، أنفقت الأسرة خلال هذه الرحلة التشخيصية أكثر من ثلاثة أضعاف تكلفة الخزعة التي رفضتها في البداية، دون الوصول إلى أي تشخيص حقيقي.
مضاد حيوي بخمسة دنانير يحسم اللغز
أجرى الطبيب "الخزعة" فوراً، ليتبين من الفحص المجهري وجود التهاب شديد في الطبقة الدهنية، وليس مرض السل كما كان متوقعاً. وباستخدام صبغات خاصة، توصل الفريق الطبي إلى التشخيص القاطع وهو مرض "خرمشة القطة" أو "Cat Scratch Disease"، وهي عدوى بكتيرية غير خطيرة في الأغلب تسببها بكتيريا "برتونيلا هينيسلي" بعد تعرض الطفل لخدش القطة.
وكانت المفاجأة التي فجّرها الطبيب أن العلاج لم يكن معقداً أو باهظ الثمن، بل تمثل في مضاد حيوي بسيط لا يتجاوز سعره خمسة دنانير أردنية فقط. وبعد تلقي العلاج اللازم، تماثلت الطفلة للشفاء بشكل كامل خلال تسعة أيام، واختفت الأورام والندبات تماماً وكأن شيئاً لم يكن.