عقد فني تحول لكابوس.. الفنان العراقي حسين التركي يكشف تعرضه لعملية احتيال في روسيا

  • تاريخ النشر: الأحد، 09 نوفمبر 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
فنان عراقي يتفوق في الفن التعبيري على فناني العالم
تركي آل الشيخ يكشف تفاصيل جولة فنية غير مسبوقة في كل مناطق المملكة
شاهد كيف حول شاب وحمة ذراعه لعمل فني مبدع؟!

تحوّل حلم الفنان العراقي حسين التركي بإحياء حفلات فنية في الخارج إلى كابوس حقيقي، بعدما وقع ضحية عملية نصب واحتيال غامضة في روسيا انتهت بتجنيده قسرًا ضمن صفوف الجيش الروسي، في واقعة أثارت صدمة كبيرة داخل الأوساط الفنية والإعلامية العراقية.

بدأت تفاصيل الحادثة عندما تلقّى التركي عرضًا من شركة قالت إنها تنظم حفلات فنية في روسيا، وقدّمت له عقدًا مغريًا يمتد لأربعة أشهر مقابل أجر جيد وتسهيلات في السفر والتأشيرة.
لكن ما إن وصل إلى مطار موسكو حتى تغيّر كل شيء. إذ تم نقله – بحسب ما رواه في مقطع فيديو متداول – إلى منطقة نائية تبعد نحو 16 ساعة عن العاصمة، حيث صودرت أوراقه وهاتفه الشخصي، ثم طُلب منه توقيع مستندات باللغة الروسية لم يُسمح له بترجمتها أو الاطلاع على مضمونها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

حسين التركي من فنان إلى مجند في معسكر روسي 

في اليوم التالي، فوجئ التركي بإبلاغه أنه وقّع عقدًا رسمياً مع الجيش الروسي لمدة عام كامل، وأنه بات ضمن مجموعة تستعد للمشاركة في مهام ميدانية مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
وقال التركي في تسجيل مصوّر وهو في حالة إنسانية صعبة:

"ذهبت لتوقيع عقد فني، فوجدت نفسي في معسكر عسكري... نحن نُباع ونُرسل إلى جبهات القتال. أنقذونا، العراقيون يموتون هنا كل يوم."

وجّه الفنان نداءً عاجلًا إلى السلطات العراقية والسفارة العراقية في موسكو للتدخل وإنقاذه، مشيرًا إلى أن هناك عراقيين آخرين يعيشون نفس المأساة بعد أن تم استدراجهم بطريقة مشابهة بعقود وهمية.
وأكد أن الجهة التي رتّبت سفره قطعت الاتصال به تمامًا بعد وصوله إلى روسيا، وألغت كل وسائل التواصل، في ما يبدو أنه جزء من عملية احتيال منسّقة.

وضع حادث حسين التركي يسلّط الضوء على ظاهرة الاحتيال عبر عقود العمل الخارجية التي باتت تهدد الشباب والفنانين في عدد من الدول العربية.
ويرى مراقبون أن ما حدث يرقى إلى جريمة اتجار بالبشر وتجنيد قسري تحت غطاء عمل فني، وهي مخالفة صريحة للقانون الدولي ولحقوق الإنسان.
كما دعا ناشطون إلى ضرورة أن تتدخل وزارتي الخارجية والثقافة في العراق بشكل عاجل لتأمين عودته، والتحقيق في الجهة التي استغلت اسمه وفنه في عملية غير قانونية.

تفاعل جمهور حسين التركي مع قصته على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر آلاف المتابعين عن تضامنهم معه وطالبوا السلطات العراقية بالتحرك السريع.
وكتب بعض الفنانين العراقيين رسائل دعم، مؤكدين أن ما جرى يشكّل “سابقة خطيرة” تستوجب تحقيقًا شاملًا لحماية أي فنان أو شاب عراقي من الوقوع في فخ العروض المشبوهة خارج البلاد.

تحوّلت رحلة فنية كان يُفترض أن تحمل النجاح والشهرة إلى تجربة مأساوية يختلط فيها الاحتيال بالإجبار، ليصبح الفنان حسين التركي مثالًا حيًا على خطورة العقود غير الموثوقة والسفر دون ضمانات قانونية واضحة.