تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة زياد الرحباني.. الطب الشرعي يكشف السبب الحقيقي لوفاته
ودّع لبنان والعالم العربي صباح أمس السبت، الفنان والموسيقي اللبناني الكبير زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من خمسة عقود، ترك خلالها بصمات استثنائية في الموسيقى والمسرح والفكر النقدي، جعلته واحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا في المشهد الثقافي العربي الحديث.
وفي الساعات التي تلت إعلان الوفاة، نقلت وسائل إعلام لبنانية الأجواء من أمام مستشفى خوري في منطقة الحمراء بالعاصمة بيروت، حيث نُقل جثمان الراحل، في انتظار إنهاء الإجراءات الرسمية تمهيدًا لتشييعه.
أسباب وفاة زياد الرحباني
وذكرت قناة "الجديد" المحلية، نقلاً عن الطبيب الشرعي الذي ناظر الجثمان، قوله بأن الرحباني توفي نتيجة مضاعفات في الكبد، كانت قد تفاقمت خلال الأسبوعين الأخيرين من حياته.
وأوضح الطبيب أن الفنان الراحل كان يداوم على مراجعة المستشفى بانتظام لمتابعة وضعه الصحي، إلا أن حالته تدهورت بشكل ملحوظ مؤخرًا.
- اقرأ أيضاً:
زياد الرحباني يطوي آخر فصول مسرحه.. وفاة أيقونة الإبداع والتمرد عن 69 عاما
ورغم الحضور الكثيف لأصدقائه، الذين افترشوا مقهى مقابل للمستشفى بانتظار خروج الجثمان، أشارت تقارير إعلامية إلى غياب تام لأفراد عائلة زياد الرحباني عن موقع الوفاة حتى لحظة كتابة هذه السطور.
أبرز المعلومات عن زياد الرحباني
زياد الرحباني، ابن أيقونة الطرب العربي فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، وُلد عام 1956 وسط أجواء فنية وثقافية نادرة، ورغم أنه ترعرع في بيتٍ موسيقي عريق، إلا أنه اختار لنفسه مسارًا مغايرًا، اتسم بالتمرّد والتجريب، وراح ينحت أسلوبه الخاص في الموسيقى والمسرح.
ظهر للمرة الأولى على المسرح إلى جانب والدته في سن السابعة عشرة من خلال مسرحية "المحطة"، لتكون بوابة انطلاقه نحو سلسلة من الأعمال الفنية الجريئة التي مزج فيها بين النقد السياسي والاجتماعي والسخرية اللاذعة والموسيقى المتقنة.
فنان ولد من رحم الفن... ومشى في درب التمرّد
من أبرز أعماله المسرحية التي شكلت علامة فارقة في تاريخ المسرح اللبناني: "نزل السرور"، "بالنسبة لبكرا شو"، "شي فاشل"، و"فيلم أميركي طويل"، وجميعها تميزت بلغة محكية نابضة بالحياة، وبتناولها الجريء للواقع اللبناني، السياسي والاجتماعي على حد سواء.
ولم تقتصر موهبة زياد على المسرح، بل قدم أيضًا أغنيات شهيرة ذات طابع ساخر وشخصي، منها "بصراحة"، و"مربى الدلال"، وغيرها من الأعمال التي لامست وجدان الجمهور بتلقائيتها وعمقها الإنساني.
برحيله، يُسدل الستار على فصل استثنائي من تاريخ الفن العربي، ويغيب صوتٌ كان يمثل حالة فنية فريدة، قاومت الابتذال، وجعلت من الإبداع أداة للتمرّد، والتعبير، والبوح.
- اقرأ أيضاً:
رحيل زياد يُفجع فيروز.. تفاصيل اللحظات الأولى لـ"جارة القمر" بعد إبلاغها بوفاة نجلها