التلوث الإشعاعي... كارثة تبدأ في لحظة وتستمر لقرون

  • تاريخ النشر: السبت، 14 يونيو 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة

إليك كل ما تريد معرفته عن خطر التلوث الإشعاعي على الكوكب

مقالات ذات صلة
ابتلاع البحر لقرية بالكامل بكل ما تحمله: لحظات مرعبة تم تصويرها
بالصور: آباء وثقوا لحظات كارثية فعلها أطفالهم
فيديو لحظة تهور سائق كادت أن تصبح كارثة

في عالمنا الحديث، لا يعد التلوث الإشعاعي مجرد خطر نظري بل تهديد حقيقي قد يقع نتيجة حوادث صناعية أو تسربات نووية غير متعمدة، لكن ما الذي يحدث عندما يتعرض كوكبنا لمثل هذا النوع من التلوث؟ وما الآثار البيئية والصحية التي قد تمتد لعقود وربما قرون؟

في هذا المقال التالي، سنعرض لكم كافة التفاصيل التي تريد معرفتها عن التلوث الإشعاعي وتأثيره على الكوكب من مختلف النواحي، يمكنك الاطلاع من خلال السطور التالية.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 ما هو التلوث الإشعاعي؟

التلوث الإشعاعي هو انتشار مواد مشعة في البيئة، سواء في الهواء أو الماء أو التربة أو الكائنات الحية، نتيجة تسربات أو انفجارات نووية أو حوادث مفاعلات أو إساءة استخدام لمصادر الإشعاع الصناعي والطبي، هذه المواد تطلق طاقة على شكل جسيمات أو موجات قد تتسبب في تدمير الأنسجة الحية وتعطيل الأنظمة البيئية.

كيف يؤثر التلوث الإشعاعي على الغلاف الجوي؟

عند تسرب المواد المشعة إلى الهواء، تنتقل الجسيمات الإشعاعية عبر الرياح إلى مسافات بعيدة قد تتجاوز مئات وآلاف الكيلومترات من موقع الحادث الأصلي. وتتمثل أبرز الآثار الجوية فيما يلي:

  • هطول إشعاعي (Radioactive Fallout): سقوط الجزيئات المشعة من الغلاف الجوي إلى سطح الأرض أو البحر.
  • تلويث السحب والأمطار: ما يؤدي إلى انتقال الإشعاع إلى المناطق الزراعية والمسطحات المائية.
  • تعطيل طبقة الأوزون مؤقتاً في حال كانت الانبعاثات كبيرة الحجم.

كيف يؤثر التلوث الإشعاعي على البحار والمحيطات؟

التلوث الإشعاعي الذي يصل إلى المسطحات المائية ينطوي على أخطار عميقة:

  • تلويث المياه البحرية العميقة والساحلية مما يهدد النظم البيئية البحرية.
  • تراكم المواد المشعة في السلسلة الغذائية بداية من العوالق وحتى الأسماك والحيوانات البحرية الكبيرة.
  • خطر على الثروة السمكية وبالتالي التأثير على الأمن الغذائي.
  • إمكانية انتقال الإشعاع للبشر عبر استهلاك الأسماك والكائنات البحرية الملوثة.

 تأثير التلوث الإشعاعي على اليابسة والتربة

عندما تستقر المواد المشعة على سطح الأرض:

  • تلوث التربة الزراعية وفقدان خصوبتها لفترات زمنية طويلة.
  • تلويث المحاصيل والنباتات من خلال امتصاص النظائر المشعة.
  • خطر انتقال الإشعاع إلى المياه الجوفية من خلال تسرب المواد المشعة عبر طبقات الأرض.

تأثير التلوث الإشعاعي على الكائنات الحية والإنسان

التلوث الإشعاعي له تأثيرات متفاوتة حسب شدة ومدة التعرض:

  • أمراض فورية: مثل الحروق الإشعاعية، تلف الأنسجة، اضطرابات الجهاز العصبي.
  • أمراض طويلة الأمد: مثل السرطان، أمراض الغدة الدرقية، العقم، تشوهات خلقية.
  • آثار جينية: قد تنتقل الطفرات الوراثية للأجيال التالية.
  • خطر على الحيوانات البرية: اضطرابات تكاثرية وتشوهات جينية قد تؤدي إلى انقراض بعض الأنواع.

 مدى انتشار التلوث الإشعاعي ومدته الزمنية

يعتمد مدى انتشار التلوث الإشعاعي على طبيعة النظائر المشعة المنبعثة:

  • بعض النظائر مثل اليود-131 قد يظل نشطاً لأيام أو أسابيع.
  • بينما نظائر مثل السيزيوم-137 و السترونتيوم-90 قد تبقى في البيئة لعقود.
  • نظائر أخرى مثل البلوتونيوم-239 قد تظل خطرة لآلاف السنين.
  • الأماكن المتأثرة قد تبقى غير صالحة للسكن لعشرات أو مئات السنين حسب درجة التلوث.

 كيفية الوقاية والتعامل مع التلوث الإشعاعي

رغم خطورته، توجد بروتوكولات دولية وإجراءات حماية يمكن اتباعها:

إجراءات وقائية فورية:

  • الإخلاء السريع للمناطق الملوثة.
  • إغلاق مصادر المياه والغذاء المؤقتة لمنع دخول الإشعاع للسلسلة الغذائية.
  • توزيع أقراص اليود غير المشع لحماية الغدة الدرقية من امتصاص اليود المشع.
  • ارتداء معدات الوقاية الشخصية لفرق الإنقاذ والمعالجة.

إجراءات تطهير طويلة الأمد:

  • إزالة التربة السطحية الملوثة.
  • معالجة المياه الجوفية والمسطحات المائية.
  • زرع نباتات معينة (Phytoremediation) تمتص بعض النظائر المشعة.
  • عزل النفايات المشعة في منشآت تخزين محصنة لآلاف السنين.

جهود دولية:

  • تعاون الدول عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).
  • تعزيز أنظمة المراقبة والرصد الإشعاعي المبكر.
  • وضع خطط طوارئ وطنية شاملة.