التكنولوجيا التي ستختفي خلال 10 سنوات: توقعات واقعية لما لن يصمد أمام المستقبل

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: 3 دقائق قراءة | آخر تحديث: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
10 أشياء ستختفي من عالمنا في وقت قريب
تكنولوجيا الـلاي-فاي.. مستقبل لا يصدق لسرعة الإنترنت
خلال 10 سنوات: كيف تغيرت حياة أفراد العائلة المالكة البريطانية

لم يعد التقدم التكنولوجي ضمانًا للبقاء أو الاستمرارية، فالتاريخ الحديث يبرهن أن كثيرًا من الابتكارات تختفي لا لأنها فاشلة تقنيًا، بل لأنها وُلدت في توقيت غير مناسب، أو صُممت بعيدًا عن احتياجات الإنسان الفعلية. خلال السنوات العشر المقبلة، ستغادر المشهد تقنيات وُصفت يومًا بأنها “مستقبلية”، لكنها لم تنجح في التحول إلى ضرورة يومية أو قيمة حقيقية في حياة المستخدمين.

واجهات الواقع الافتراضي الشامل: نهاية حلم العوالم البديلة

تُعد واجهات الواقع الافتراضي الشامل من أبرز التقنيات المرشحة للتراجع الحاد. فقد سعت هذه التكنولوجيا إلى استبدال التفاعل البشري الحقيقي بعوالم رقمية كاملة تشمل العمل، والتعليم، والاجتماعات، وحتى العلاقات الاجتماعية.
ورغم الإبهار البصري والتقني، أثبتت التجربة أن الإرهاق الذهني، والعزلة النفسية، والانفصال عن الواقع، إلى جانب التكلفة المرتفعة للأجهزة والبنية التحتية، جعلت هذا النموذج غير قابل للتوسع الجماهيري. من المرجح أن تبقى تطبيقات الواقع الافتراضي محصورة في مجالات محددة مثل الألعاب والتدريب المهني، لكنها ستختفي كمفهوم شامل للحياة اليومية والعمل.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

العملات الرقمية الخاصة بالمدن والمؤسسات: ثقة مفقودة ومستقبل غامض

شهدت السنوات الأخيرة محاولات عديدة لإطلاق عملات رقمية محلية تدير بها المدن الذكية أو المؤسسات الكبرى خدماتها ومعاملاتها. إلا أن هذه التجارب اصطدمت بعدة عوائق جوهرية، أبرزها غياب الثقة لدى المستخدمين، والتقلبات الحادة في القيمة، وصعوبة إخضاعها لإطار قانوني وتنظيمي واضح.
مع مرور الوقت، أدركت الجهات القائمة على هذه المشاريع أن المستخدمين يفضلون أنظمة دفع رقمية مستقرة، ومتصلة مباشرة بالبنوك التقليدية، بدل الدخول في منظومات مالية معقدة وغير مألوفة. لذلك، يُتوقع أن تتراجع هذه العملات تدريجيًا حتى تختفي، أو تذوب داخل أنظمة مالية أوسع وأكثر بساطة.

الأجهزة القابلة للارتداء ذات الوعود الطبية: حين تفوق التسويق على الواقع

من بين التقنيات التي يُرجح اختفاؤها أيضًا الأجهزة القابلة للارتداء التي رُوّج لها بوصفها أدوات قادرة على تشخيص الأمراض أو التنبؤ بالأزمات الصحية قبل وقوعها. ورغم الانتشار الواسع لهذه الأجهزة، كشف الاستخدام طويل الأمد عن محدودية دقتها، وكثرة الإنذارات الخاطئة، واعتمادها على بيانات غير كافية لاتخاذ قرارات طبية مصيرية.
مع ازدياد وعي المستخدمين، بدأت الثقة تتراجع، خصوصًا حين اصطدمت الوعود التسويقية بالواقع الطبي. خلال السنوات المقبلة، ستفقد هذه الأجهزة مكانتها، لتتحول إما إلى أدوات بسيطة لقياس النشاط البدني، أو تختفي تمامًا من الأسواق.

منصات التكنولوجيا المعقدة للحياة اليومية: البساطة تنتصر

سعت بعض الشركات إلى دمج كل تفاصيل الحياة اليومية داخل منصات رقمية واحدة، تشمل الدفع، والتنقل، والتواصل، وإدارة الخدمات. لكن التعقيد المفرط، وكثرة الأعطال، وصعوبة الاستخدام، جعلت هذه المنصات عبئًا بدل أن تكون حلًا. المستقبل يميل بوضوح إلى الحلول الخفية والبسيطة التي تعمل في الخلفية دون فرض نفسها على المستخدم.

لماذا تختفي هذه التقنيات؟

في المحصلة، لن تختفي هذه التكنولوجيا لأنها سيئة بالضرورة، بل لأنها لم تفهم الإنسان جيدًا. حاولت إعادة تشكيل سلوكه بالقوة، وتجاهلت حاجته إلى البساطة، والخصوصية، والتكلفة المعقولة. المستقبل لا يرحم الابتكارات التي تُبنى على الاستعراض بدل الفائدة، ولا يكافئ إلا التقنيات التي تنجح في خدمة الإنسان دون أن تثقل حياته أو تعزله عن واقعه.