;

شعر عن الجهل والغباء: أجمل ما كتبه كبار الشعراء

  • تاريخ النشر: الخميس، 02 سبتمبر 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 10 أغسطس 2022
شعر عن الجهل والغباء: أجمل ما كتبه كبار الشعراء

بإمكان الشعر أن يصف كل وأي شيء، من مشاعر أو معاني سواء كانت سلبية أو إيجابية، إليك مجموعة من أجمل ما كتب الشعراء في شعر عن الجهل والغباء في السطور التالية.

شعر عن الجهل والغباء

إليك شعر عن الجهل والغباء لمحمود سامي الباروي:

عَصَيْتُ نَذِيرَ الْحِلْمِ فِي طَاعَةِ الْجَهْلِ وَأَغْضَبْتُ فِي مَرْضَاةِ حُبِّ الْمَهَا عَقْلِي

وَنَازَعْتُ أَرْسَانَ الْبَطَالَةِ وَالصِّبَا إِلَى غَايَةٍ لَمْ يَأْتِهَا أَحَدٌ قَبْلِي

فَخُذْ فِي حَدِيثٍ غَيْرَ لَوْمِي فَإِنَّنِي، بِحُبِّ الْغَوَانِي عَنْ مَلامِكَ فِي شُغْلِ

إِذَا كَانَ سَمْعُ الْمَرْءِ عُرْضَةَ أَلْسُنٍ فَمَا هُوَ إِلَّا لِلْخَدِيعَةِ وَالْخَتْلِ

رُوَيْدَكَ لا تَعْجَلْ بِلَوْمٍ عَلَى امْرِئٍ، أَصَابَ هَوَى نَفْسٍ فَفِي الدَّهْرِ مَا يُسْلِي

فَلَيْسَتْ بِعَارٍ صَبْوَةُ الْمَرْءِ ذِي الْحِجَا، إِذَا سَلِمَتْ أَخْلاقُهُ مِنْ أَذَى الْخَبْلِ

وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ ابْنَ كَأْسٍ وَلَذَّةٍ، لَذُو تُدْرَإٍ يَوْمَ الْكَرِيهَةِ وَالأَزْلِ

وَقُورٌ وَأَحْلامُ الرِّجَالِ خَفِيفَةٌ، صَبُورٌ وَنَارُ الْحَرْبِ مِرْجَلُهَا يَغْلِي

إِذَا رَاعَتِ الظَّلْمَاءُ غَيْرِي فَإِنَّمَا، هِلالُ الدُّجَى قَوْسِي وَأَنْجُمُهُ نَبْلِي

أَنَا ابْنُ الْوَغَى وَالْخَيْلِ وَاللَّيْلِ وَالظُّبَا وَسُمْرِ الْقَنَا وَالرَّأْيِ وَالْعَقْدِ وَالْحَلِّ

فَقُلْ لِلَّذِي ظَنَّ الْمَعَالِي قَرِيبَةً، رُوَيْدَاً فَلَيْسَ الْجِدُّ يُدْرَكُ بِالْهَزْلِ

فَمَا تَصْدُقُ الآمَالُ إِلَّا لِفَاتِكٍ، إِذَا هَمَّ لَمْ تَعْطِفْهُ قَارِعَةُ الْعَذْلِ

لَهُ بِالْفَلا شُغْلٌ عَنِ الْمُدْنِ وَالْقُرَى وَفِي رَائِدَاتِ الْخَيْلِ شُغْلٌ عَنِ الأَهْلِ

إِذَا ارْتَابَ أَمْرَاً أَلْهَبَتْهُ حَفِيظَةٌ، تُمِيتُ الرِّضَا بِالسُّخْطِ وَالحِلْمَ بِالْجَهْلِ

فَلا تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ خَوْفَ مَنِيَّةٍ، فَإِنَّ احْتِمَالَ الذُّلِّ شَرٌّ مِنَ الْقَتْلِ

وَلا تَلْتَمِسْ نَيْلَ الْمُنَى مِنْ خَلِيقَةٍ، فَتَجْنِي ثِمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ الْبُخْلِ

فَمَا النَّاسُ إِلَّا حَاسِدٌ ذُو مَكِيدَةٍ، وَآخَرُ مَحْنِيُّ الضُّلُوعِ عَلَى دَخْلِ

تِبَاعُ هَوَىً يَمْشُونَ فِيهِ كَمَا مَشَى وَسُمَّاعُ لَغْوٍ يَكْتُبُونَ كَمَا يُمْلِي

وَمَا أَنَا وَالأَيَّامُ شَتَّى صُرُوفُهَا، بِمُهْتَضِمٍ جَارِي وَلا خَاذِلٍ خِلِّي

أَسِيرُ عَلَى نَهْجِ الْوَفَاءِ سَجِيَّةً وَكُلُّ امْرِئٍ فِي النَّاسِ يَجْرِي عَلَى الأَصْلِ

تَرَكْتُ ضَغِينَاتِ النُّفُوسِ لأَهْلِهَا وَأَكْبَرْتُ نَفْسِي أَنْ أَبِيتَ عَلَى ذَحْلِ

كَذَلِكَ دَأْبِي مُنْذُ أَبْصَرْتُ حُجَّتِي، وَلِيداً وَحُبُّ الْخَيْرِ مِنْ سِمَةِ النُّبْلِ

وَرُبَّ صَدِيقٍ كَشَّفَ الْخُبْرُ نَفْسَهُ، فَعَايَنْتُ مِنْهُ الْجَوْرَ فِي صُورَةِ الْعَدْلِ

وَهَبْتُ لَهُ مَا قَدْ جَنَى مِنْ إِسَاءَةٍ، وَلَوْ شِئْتُ كَانَ الْسَّيْفُ أَدْنَى إِلَى الْفَصْلِ

وَمُسْتَخْبِرٍ عَنِّي وَمَا كَانَ جَاهِلاً، بِشَأْنِي وَلَكِنْ عَادَةُ الْبُغْضِ لِلْفَضْلِ

أَتَى سَادِراً حَتَّى إِذَا قَرَّ أَوْجَسَتْ، سُوَيْدَاؤُهُ شَرّاً فَأَغْضَى عَلَى ذُلِّ

وَمَنْ حَدَّثَتْهُ النَّفْسُ بِالْغَيِّ بَعْدَ مَا تَنَاهَى إِلَيْهِ الرُّشْدُ سَارَ عَلَى بُطْلِ

وَإِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ الْمَجْدِ أَنْ أُرَى، صَرِيعَ مَرَامٍ لا يَفُوزُ بِهَا خَصْلِي

أَقُولُ وَأَتْلُو الْقَوْلَ بِالْفِعْلِ كُلَّمَا، أَرَدْتُ وَبِئْسَ الْقَوْلُ كَانَ بِلا فِعْلِ

أَرَى السَّهْلَ مَقْرُوناً بِصَعْبٍ وَلا أَرَى بِغَيْرِ اقْتِحَامِ الصَّعْبِ مُدَّرَكَ السَّهْلِ

وَيَوْمٍ كَأَنَّ النَّقْعَ فِيهِ غَمَامَةٌ، لَهَا أَثَرٌ مِنْ سَائِلِ الطَّعْنِ كَالْوَبْلِ

تَقَحَّمْتُهُ فَرْدَاً سِوَى النَّصْلِ وَحْدَهُ وَحَسْبُ الْفَتَى أَنْ يَطْلُبَ النَّصْرَ بِالنَّصْلِ

لَوَيْتُ بِهِ كَفِّي وَأَطْلَقْتُ سَاعِدِي وَقُلْتُ لِدَهْرِي وَيْكَ فَامْضِ عَلَى رِسْلِ

فَمَا يَبْعَثُ الْغَارَاتِ إِلَّا مُهَنَّدِي وَلا يَرْكَبُ الأَخْطَارَ إِلَّا فَتىً مِثْلِي.

شعر عن الجهل عباس بن فرناس

الجهلُ ليلٌ ليس فيه نورُ والعلمُ جرٌ نورُهُ مشهورُ

يا ابن الخلائف كم تسترَ قاعدٌ، عني ويصدئ سمعك المكسورُ

وقد استبنت فساد ذاك وفي دعا، مولاك من إصلاحه تيسيرُ

وأمور مُلككَ كلها موزونةٌ، قد حاطها الإحكام والتجبيرُ

فأصخ لأصلٍ إن هززت فروعَهُ، يسقط عليك اللؤلؤ المنثورُ.

شعر عن الجهل ابن الرومي

وكم جاهلٍ قد أبدأ الجهلَ مرةً، فقلت أعدْهُ إنني عائدُ الحلمِ

ألم تر أنَّ الظلم يُخْسِرُ ظالماً ويُخْسِرُ مظلوماً لدى كل ذي علمِ

إذا ما تلاقى الحلم والجهل مرةً، فيالك من أجرٍ ويالك من إثمِ.

فلا تصحب أخا الجهل علي بن أبي طالب

فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ وَإياكَ وَاِيّاهُ

فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى، حَليماً حينَ آخاهُ

يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ، إِذا ما هُوَ ما شاهُ

كَحَذو النَعلِ بِالنَعلِ، إِذا ما النَعلُ حاذاهُ

وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ، دَليلٌ حينَ يَلقاهُ

وَلِلشَيءِ مِن الشَيءِ، مَقاييسٌ وَأَشباهُ

وَفي العَينِ غِنىً لِلعَينِ، إِن تَنطِق وَأَفواهُ

الغِنى في النُفوسِ وَالفَقرُ فيها، اِن تَجَزَّت فَقَلَّ ما يُجزيها

عَلِّلِ النَفسَ بِالقَنوعِ وَاِلّا طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها

لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم يَأتِ مِن لِذَةٍ لُمستَحلّيها

إِنَّما أَنتَ ظلّ عُمركَ ما عَم مَرتَ بِالساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها.

قصيدة كان الشباب مطية الجهل أبو نواس

كانَ الشَبابُ مَطِيَّةَ الجَهلِ وَمُحَسِّنَ الضَحِكاتِ وَالهَزلِ

كانَ الجَميلُ إِذا اِرتَدَيتُ بِهِ وَمَشَيتُ أَخطِرُ صَيَّتَ النَعلِ

كانَ الفَصيحُ إِذا نَطَقتُ بِهِ وَأَصاخَتِ الآذانُ لِلمُملي

كانَ المُشَفَّعَ في مَآرِبِهِ عندَ الفَتاةِ وَمُدرِكَ التَبلِ

وَالباعِثي وَالناسُ قَد رَقَدوا حَتّى أَكونَ خَليفَةَ البَعلِ

وَالآمِري حَتّى إِذا عَزَمَت نَفسي أَعانَ يَدَيَّ بِالفِعلِ

فَالآنَ صِرتُ إِلى مُقارَبَةٍ وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ الصِبى رَحلي

وَالكَأسُ أَهواها وَإِن رَزَأَت بُلَغَ المَعاشِ وَقَلَّلَت فَضلي

صَفراءُ مَجَّدَها مُرازِبُها جَلَّت عَنِ النُظَراءِ وَالمِثلِ

ذُخِرَت لِآدَمَ قَبلَ خِقَتِهِ فَتَقَدَّمَتهُ بِخَطوَةِ القَبلِ

فَأَتاكَ شَيءٌ لا تُلامِسُهُ إلّا بِحِسِّ غَريزَةِ العَقلِ

فَتَرودُ مِنها العَينُ في بَشَرٍ حُرِّ الصَحيفَةِ ناصِعٍ سَهلِ

فَإِذا عَلاها الماءُ أَلبَسَها حَبَباً كَمِثلِ جَلاجِلِ الحِجلِ

حَتّى إِذا سَكَنَت جَوانِحُها كَتَبَت بِمِثلِ أَكارِعِ النَملِ

خَطَّينِ مِن شَتّى وَمُجتَمِعٍ غفلٍ مِنَ الإِعجامِ وَالشَكلِ

فَاِعذِر أَخاكَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ مَرَنَت مَسامِعُهُ عَلى العَذلِ.

قصيدة ألم تر أن الجهل أقصر باطله

أَلَم تَرَ أَنَّ الجَهلَ أَقصَرَ باطِلُه وَأَمسى عَماءً قَد تَجَلَّت مَخايِلُه

أَجِنُّ الهَوى أَم طائِرُ البَينِ شَفَّني بِجُمدِ الصَفا تَنعابُهُ وَمَحاجِلُه

لَعَلَّكَ مَحزونٌ لِعِرفانِ مَنزِلٍ مُحيلٍ بِوادي القَريَتَينِ مَنازِلُه

فَإِنّي وَلَو لامَ العَواذِلُ مولَعٌ بِحُبِّ الغَضا مِن حُبِّ مَن لا يُزايِلُه

وَذا مَرَخٍ أَحبَبتُ مِن حُبِّ أَهلِهِ وَحَيثُ اِنتَهَت في الرَوضَتَينِ مَسايِلُه

أَتَنسى لِطولِ العَهدِ أَم أَنتَ ذاكِرٌ خَليلَكَ ذا الوَصلِ الكَريمِ شَمائِلُه

لَحَبَّ بِنارٍ أوقِدَت بَينَ مُحلِبٍ وَفَردَةَ لَو يَدنو مِنَ الحَبلِ واصِلُه

وَقَد كانَ أَحياناً بِيَ الشَوقُ مولَعاً إِذا الطَرِفُ الظَعّانُ رُدَّت حَمائِلُه

فَلَمّا اِلتَقى الحَيّانِ أُلقِيَتِ العَصا وَماتَ الهَوى لَمّا أُصيبَت مَقاتِلُه

لَقَد طالَ كِتماني أُمامَةَ حُبَّها فَهَذا أَوانُ الحُبِّ تَبدو شَواكِلُه

إِذا حُلِّيَت فَالحَليُ مِنها بِمَعقِدٍ مَليحٍ وَإِلّا لَم تَشِنها مَعاطِلُه

وَقالَ اللَواتي كُنَّ فيها يَلُمنَني لَعَلَّ الهَوى يَومَ المُغَيزِلِ قاتِلُه

وَقُلنَ تَرَوَّح لا تَكُن لَكَ ضَيعَةً وَقَلبَكَ لا تَشغَل وَهُنَّ شَواغِلُه

وَيَومٍ كَإِبهامِ القَطاةِ مُزَيَّنٍ إلَيَّ صِباهُ غالِبٍ لِيَ باطِلُه

لَهَوتُ بِجِنِّيٍّ عَلَيهِ سُموطُهُ وَإِنسٌ مَجاليهِ وَأُنسٌ شَمائِلُه

فَما مُغزِلٌ أَدماءُ تَحنو لِشادِنٍ كَطَوقِ الفَتاةِ لَم تُشَدَّد مَفاصِلُه

بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قالَت أَناظِرٌ إِلى اللَيلِ بَعضَ النَيلِ أَم أَنتَ عاجِلُه

فَلَو كانَ هاذا الحُبُّ حُبّاً سَلَوتُهُ وَلَكِنَّهُ داءٌ تَعودُ عَقابِلُه

وَلَم أَنسَ يَوماً بِالعَقيقِ تَخايَلَت ضُحاهُ وَطابَت بِالعَشِيِّ أَصائِلُه

رُزِقنا بِهِ الصَيدَ الغَزيرَ وَلَم أَكُن كَمَن نَبلُهُ مَحرومَةٌ وَحَبائِلُه

ثَوانِيَ أَجيادٍ يُوَدِّعنَ مَن صَحا وَمَن بَثُّهُ عَن حاجَةِ اللَهوِ شاغِلُه

فَأَيهاتَ أَيهاتَ العَقيقُ وَمَن بِهِ وَأَيهاتَ وَصلٌ بِالعَقيقِ تُواصِلُه

لَنا حاجَةٌ فَاِنظُر وَراءَكَ هَل تَرى بِرَوضِ القَطا الحَيَّ المُرَوَّحَ جامِلُه

رِعانٌ أَجاً مِثلُ الفَوالِجِ دونَهُم وَرَملٌ حَبَت أَنقاؤُهُ وَخَمائِلُه

رَدَدنا لَشَعثاءَ الرَسولَ وَلا أَرى كَيَومَئِذٍ شَيءً تُرَدُّ رَسائِلُه

فَلَو كُنتَ عِندي يَومَ قَوٍّ عَذَرتَني بِيَومٍ زَهَتني جِنُّهُ وَأَخابِلُه

يَقُلنَ إِذا ما حَلَّ دَينُكَ عِندَنا وَخَيرُ الَّذي يُقضى مِنَ الدينِ عاجِلُه

لَكَ الخَيرُ لا نَقضيكَ إِلّا نَسيئَةً مِنَ الدَينِ أَو عَرضاً فَهَل أَنتَ قابِلُه

أَمِن ذِكرِ لَيلى وَالرُسومِ الَّتي خَلَت بِنَعفِ المُنَقّى راجَعَ القَلبَ خابِلُه

عَشِيَّةَ بِعنا الحِلمَ بِالجَهلِ وَاِنتَحَت بِنا أَريَحِيّاتُ الصِبا وَمَجاهِلُه

وَذالِكَ يَومٌ خَيرُهُ دونَ شَرِّهِ تَغَيَّبَ واشيهِ وَأَقصَرَ عاذِلُه

وَخَرقٍ مِنَ المَوماةِ أَزوَرَ لا تُرى مِنَ البُعدِ إِلّا بَعدَ خَمسٍ مَناهِلُه

قَطَعتُ بِشَجعاءِ الفُؤادِ نَجيبَةٍ مَروحٍ إِذا ما النِسعُ غُرِّزَ فاضِلُه

وَقَد قَلَّصَت عَن مَنزِلٍ غادَرَت بِهِ مِنَ اللَيلِ جَوناً لَم تُفَرَّج غَياطِلُه

وَأَجلادَ مَضغوفٍ كَأَنَّ عِظامَهُ عُروقُ الرَخامى لَم تُشَدَّد مَفاصِلُه

وَيَدمى أَظَلّاها عَلى كُلِّ حَرَّةٍ إِذا اِستَعرَضَت مِنها حَريزاً تُناقِلُه

أَنَخنا فَسَبَّحنا وَنَوَّرَتِ السُرى بِأَعرافِ وَردِ اللَونِ بُلقٍ شَواكِلُه

وَأَنصِبُ وَجهي لِلسَمومِ وَدونَها شَماطيطُ عَرضِيٍّ تَطيرُ رَعابِلُه

لَنا إِبِلٌ لَم تَستَجِر غَيرَ قَومِها وَغَيرَ القَنا صُمّاً تُهَزُّ عَوامِلُه

رَعَت مَنبِتَ الضَمرانِ مِن سَبَلِ المِعي إِلى صُلبِ أَعيارٍ تُرِنُّ مَساحِلُه

سَقَتها الثُرَيّا ديمَةً وَاِستَقَت بِها غُروبَ سِماكِيٍّ تَهَلَّلَ وابِلُه

تَرى لِحَبِيِّيهِ رَباباً كَأَنَّهُ غَوادي نَعامٍ يَنفُضُ الزِفَّ جافِلُه

تَراعي مَطافيلَ المَها وَيَروعُها ذُبابُ النَدى تَغريدُهُ وَصَواهِلُه

إِذا حاوَلَ الناسُ الشُؤونَ وَحاذَروا زَلازِلَ أَمرٍ لَم تَرُعها زَلازِلُه

يُبيحُ لَها عَمروٌ وَحَنظَلَةُ الحِمى وَيَدفَعُ رُكنُ الفِزرِ عَنها وَكاهِلُه

بَني مالِكٍ مَن كانَ لِلحَيِّ مَعقِلاً إِذا نَظَرَ المَكروبُ أَينَ مَعاقِلُه

بِذي نَجَبٍ ذُدنا وَواكَلَ مالِكٌ أخاً لَم يَكُن عِندَ الطِعانِ يُواكِلُه

تَفُشُّ بَنو جَوخى الخَزيرَ وَخَيلُنا تُشَظّي قِلالَ الحَزنِ يَومَ تُناقِلُه

أَقَمنا بِما بَينَ الشَرَبَّةِ وَالمَلا تُغَنّي اِبنَ ذي الجَدَّينِ فينا سَلاسِلُه

وَنَحنُ صَبَحنا المَوتَ بِشراً وَرَهطَهُ صُراحاً وَجادَ اِبنَي هُجَيمَةَ وابِلُه

أَلا تَسأَلونَ الناسَ مَن يُنهِلُ القَنا وَمَن يَمنَعُ الثَغرَ المَخوفَ تَلاتِلُه

لَنا كُلُّ مَشبوبٍ يُرَوّى بِكَفِّهِ جَناحا سِنانٍ دَيلَمِيٍّ وَعامِلُه

يُقَلِّصُ بِالفَضلَينِ فَضلِ مُفاضَةٍ وَفَضلِ نِجادٍ لَم تُقَطَّع حَمائِلُه

وَعَمّي رَئيسُ الدَهمِ يَومَ قُراقِرٍ فَكانَ لَنا مِرباعُهُ وَنَوافِلُه

وَكانَ لَنا خَرجٌ مُقيمٌ عَلَيهِمُ وَأَسلابُ جَبّارِ المُلوكِ وَجامِلُه

أَتَهجونَ يَربوعاً وَأَترُكُ دارِماً تَهَدَّمَ أَعلى جَفرِكُم وَأَسافِلُه

وَدَهمٍ كَجُنحِ اللَيلِ زُرنا بِهِ العِدى لَهُ عِثيَرٌ مِمّا تُثيرُ قَنابِلُه

إِذا سَوَّموا لَم تَمنَعِ الأَرضُ مِنهُم حَريداً وَلَم تَمنَع حَريزاً مَعاقِلُه

نَحوطُ الحِمى وَالخَيلُ عادِيَةٌ بِنا كَما ضَرَبَت في يَومِ طَلٍّ أَجادِلُه

أَغَرَّكَ أَن قيلَ الفَرَزدَقُ مَرَّةً وَذو السِنِّ يُخصى بَعدَما شَقَّ بازِلُه

فَإِنَّكَ قَد جارَيتَ لا مُتَكَلِّفاً وَلا شَنِجاً يَومَ الرِهانِ أَباجِلُه

أَنا البَدرُ يُعشي طَرفَ عَينَيكَ فَاِلتَمِس بِكَفَّيكَ يا اِبنَ القَينِ هَل أَنتَ نائِلُه

لَبِستُ أَداتي وَالفَرَزدَقُ لُعبَةٌ عَلَيهِ وِشاحا كُرَّجٍ وَجَلاجِلُه

أَعِدّوا مَعَ الحَليِ المَلابَ فَإِنَّما جَريرٌ لَكُم بَعلٌ وَأَنتُم حَلائِلُه

وَأَعطوا كَما أَعطَت عَوانٌ حَليلَها أَقَرَّت لِبَعلٍ بَعدَ بَعلٍ تُراسِلُه

أَنا الدَهرُ يُفني المَوتَ وَالدَهرُ خالِدٌ فَجِئني بِمِثلِ الدَهرِ شَيئاً يُطاوِلُه

أَمِن سَفَهِ الأَحلامِ جاؤوا بِقِردِهِم إلَيَّ وَما قِردٌ لِقَرمٍ يُصاوِلُه

تَغَمَّدَهُ آذِيُّ بَحرٍ فَغَمَّه وَأَلقاهُ في في الحوتِ فَالحوتُ آكِلُه

فَإِن كُنتَ يا اِبنَ القَينِ رائِمَ عِزِّنا فَرُم حَضَناً فَاِنظُر مَتى أَنتَ نائِلُه

بَنى الخَطَفى حَتّى رَضينا بِناءَهُ فَهَل أَنتَ إِن لَم يُرضِكَ القَينُ قاتِلُه

بَنَينا بِناءً لَم تَنالوا فُروعَهُ وَهَدَّمَ أَعلى ما بَنَيتُم أَسافِلُه

وَما بِكَ رَدٌّ لِلأَوابِدِ بَعدَما سَبَقنَ كَسَبقِ السَيفِ ما قالَ عاذِلُه

سَتَلقى ذُبابي طائِفاً كانَ يُتَّقى وَتَقطَعُ أَضعافَ المُتونِ أَخايِلُه

وَما هَجَمَ الأَقيانُ بَيتاً بِبَيتِهِم وَلا القَينُ عَن دارِ المَذَلَّةِ ناقِلُه

وَما نَحنُ أَعطَينا أُسَيدَةَ حُكمَها لِعانٍ أُعِضَّت في الحَديدِ سَلاسِلُه

وَلَسنا بِذَبحِ الجَيشِ يَومَ أُوارَةٍ وَلَم يَستَبِحنا عامِرٌ وَقَنابِلُه

عَرَفتُم بَني عَبسٍ عَشِيَّةَ أَقرُنٍ فَخُلِّيَ لِلجَيشِ اللِواءُ وَحامِلُه

وَعِمرانُ يَومَ الأَقرَعَينِ كَأَنَّما أَناخَ بِذي قُرطَينِ خُرسٍ خَلاخِلُه

وَلَم يَبقَ في سَيفِ الفَرَزدَقِ مِحمَلٌ وَفي سَيفِ ذَكوانَ بنِ عَمروٍ مَحامِلُه

وَيَرضَعُ مَن لاقى وَإِن يَلقَ مُقعَداً يَقودُ بِأَعمى فَالفَرَزدَقُ سائِلُه

إِذا وَضَعَ السِربالَ قالَت مُجاشِعٌ لَهُ مَنكِبا حَوضِ الحِمارِ وَكاهِلُه

عَلى حَفَرِ السيدانِ لاقَيتَ خِزيَةً وَيَومَ الرَحا لَم يُنقِ ثَوبَكَ غاسِلُه

أَحارِثُ خُذ مَن شِئتَ مِنّا وَمِنهُمُ وَدَعنا نَقِس مَجداً تُعَدُّ فَواضِلُه

فَما في كِتابِ اللَهِ تَهديمُ دارِنا بِتَهديمِ ماخورٍ خَبيثٍ مَداخِلُه

وَفي مُخدَعٍ مِنهُ النَوارُ وَشَربُه وَفي مُخدَعٍ أَكيارُهُ وَمَراجِلُه

تَميلُ بِهِ شَربُ الحَوانيتِ رائِحاً إِذا حَرَّكَت أَوتارَ صَنجٍ أَنامِلُه

وَلَستَ بِذي دَرءٍ وَلا ذي أَرومَةٍ وَما تُعطَ مِن ضَيمٍ فَإِنَّكَ قابِلُه

جَزِعتُم إِلى صَنّاجَةٍ هَرَوِيَّةٍ عَلى حينِ لا يَلقى مَعَ الجِدِّ باطِلُه

إِذا صَقَلوا سَيفاً ضَرَبنا بِنَصلِهِ وَعادَ إِلَينا جَفنُهُ وَحَمائِلُه.