;

سر الضحك الجماعي: ماذا يحدث في الدماغ عند مشاهدة كوميديا مشتركة؟

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: منذ يومين
سر الضحك الجماعي: ماذا يحدث في الدماغ عند مشاهدة كوميديا مشتركة؟

يَكشِف الضَّحِكُ الجماعيّ عن ظاهرة عصبيّة عميقة تتجاوز مجرّد المتعة اللحظيّة؛ إذ يعمل الدماغ بطريقة مختلفة تماماً عندما نُشاهِد الكوميديا مع الآخرين مقارنة بمشاهدتها بمفردنا. وفيما يلي تفصيلٌ لما يحدث داخل الجهاز العصبي أثناء هذه التجربة المشتركة:

سر الضحك الجماعي

١. تنشّط “دارات العدوى الانفعاليّة” في الدماغ

عندما يضحك شخصٌ بجوارك، يلتقط دماغك الإشارة فوراً عبر ما يُسمّى العصبونات المرآتية. تُفعِّل هذه الخلايا المناطق المسؤولة عن تقليد السلوك والانفعال، فيرتفع احتمال أن تضحك أنت أيضاً حتي لو لم تكن النكتة بنفس القوة بالنسبة لك. وإنّه شكل من أشكال العدوى العاطفيّة، لكنّها عدوى لطيفة ومحبّبة.

٢. يزداد إفراز الدوبامين… مع تعزيز “إحساس الانتماء”

تولّد الكوميديا المشتركة دفعة مضاعفة من الدوبامين، ناقل المتعة، ليس بسبب النكتة فقط، بل بسبب الجوّ الجماعي المحيط. ويشعر الدماغ بأنّه “ضمن القطيع”، وأنّ الضحك جزء من الترابط الاجتماعي، ما يعزّز الشعور الدافئ بالأمان والانتماء.

٣. تتزامن موجات الدماغ بين الأشخاص

أظهرت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يضحكون معاً تتزامن لديهم موجات الدماغ في المناطق المتعلقة بالفهم والانتباه. وهذا التزامن يسهّل “قراءة” ردود فعل الآخرين، ويجعل التجربة أكثر سلاسة، وكأنّ المجموعة تعمل كدماغ واحد يتفاعل في اللحظة نفسها.

٤. تنخفض الحساسيّة للألم والضغط

يُطلق الضحك الجماعي جرعة من الإندورفين، ما يخفض مستويات التوتر، ويمنح الجسم شعوراً بالاسترخاء. وقد تبيّن أن الضحك مع الآخرين يرفع عتبة تحمّل الألم أكثر من الضحك الفردي؛ لأنّ الدماغ يفسّر التجربة على أنّها حدث اجتماعي إيجابي عالي القيمة.

٥. تنشط مناطق “التوقّع المشترك”

عندما نشاهد مقطعاً كوميديّاً ضمن مجموعة، يبني الدماغ توقّعاته بناءً على تفاعل الآخرين. فإذا شعرتَ بأنّ المجموعة “مستعدة للضحك”، يتوقّع دماغك أن يحدث شيء مضحك، فيرفع حساسيّته للنكتة قبل وقوعها، ويصبح الضحك أسرع وأقوى.

٦. يعيد الدماغ تفسير الموقف وفق حالة الآخرين

في الضحك الجماعي، لا تتفاعل مع الموقف الكوميدي نفسه فقط، بل مع “تأويل الآخرين له”. قد تكون النكتة عاديّة، لكنّ الضحك الذي يتفجّر حولك يدفع دماغك إلى إعادة تقييمها على أنّها أكثر طرافة مما اعتقدت. وهنا يتفوّق السياق الاجتماعي على المحتوى.

٧. يتولّد إحساس بالانسجام غير اللفظي

الضحك المشترك يُنشئ جسوراً من القرب حتى بين الغرباء. وفجأة تشعرين بأنّ من يضحك بجانبك أقرب ممّا يبدو، لأنّ الدماغ يفسّر الضحك المتزامن كرسالة غير لفظيّة تقول: نحن نفهم الشيء نفسه… ونستمتع باللحظة ذاتها.

الخلاصة

الضحك الجماعي ليس مجرّد استجابة لطيفة لكوميديا مرئيّة، بل هو آليّة عصبيّة واجتماعيّة تعزّز الانتماء، وتُخفّف الضغط، وتنسّق موجات الدماغ بين الأفراد، وتحوّل الناس من متفرّجين منفصلين إلى كائن اجتماعي واحد ينبض بالمتعة المشتركة.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه