وفاة الآلاف في أوروبا هذا الصيف بسبب "التغير المناخي"
شهدت أوروبا صيفًا قاسيًا هذا العام، حيث تسببت موجات الحر غير المسبوقة في وفاة عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من كبار السن والفئات الهشة صحيًا.
وتُظهر الدراسات الأولية أن نسبة كبيرة من هذه الوفيات تعود مباشرة إلى تأثيرات التغير المناخي الذي ضاعف من شدة وتكرار درجات الحرارة المرتفعة.
هذه الأرقام المقلقة تعكس ليس فقط خطورة الظاهرة على صحة الإنسان، بل تكشف أيضًا عن هشاشة أنظمة الرعاية الصحية والقدرة المجتمعية على التكيف مع واقع مناخي يزداد قسوة عامًا بعد عام.
الدراسة أوليّة، أجراها باحثون من كلية لندن للصحة والطبّ الاستوائي وإمبريال كوليدج لندن، وغطت الدراسة 854 مدينة أوروبية.
وأوضح الباحثون إلى أن عدد الوفيات التي ارتبطت بالحرّ الشديد هذا الصيف بلغ حوالي 24,400 وفاة بين يونيو وأغسطس.
من هذه الوفيات، يُعتقد أن ما يقرب من 68٪ منها (أي نحو 15,000‐18,000 وفاة) كانت يمكن تجنّبها لو لا التغير المناخي، بمعنى أنها تُعزى إلى الاحترار المناخي البشري.
وجدوا أن الزيادة في درجات الحرارة في تلك المدن بسبب التغير المناخي بلغت تقريباً 2.2 درجة مئوية مقارنة بعالم “بدون الاحترار المناخي” مشابهة للظروف ما قبل القوانين الصناعية.
وتبين من خلال التقارير أن كبار السنّ هم الأكثر عرضة: أكثر من 85٪ من الوفيات للمسنّين فوق 65 عاماً، والكثير فوق 85 سنة.
أغلب الوفيات حصلت داخل المنازل أو المستشفيات، بين أشخاص لديهم أمراض مزمنة، حيث أنّ الحرارة تعمل على تفاقم مشاكل مثل القلب، الأوعية الدموية، الجفاف، مشاكل في الجهاز التنفسي وغيرها.
لماذا هذا الصيف تحديداً أسوأ؟
شهد الصيف موجات حرّ متكرّرة وشديدة، ودول عدة مثل إسبانيا، البرتغال والمملكة المتحدة عاشت فترات حرارة قياسية.
التغير المناخي لا يسبب الحرارة وحدها، بل يزيد من تواترها وشدتها، مما يُضعف قدرة الأنظمة الصحية والمجتمعات على التعامل.
الدراسة أوليّة وليست نهائيّة، لم تُنشر حتى الآن في مجلة علمية محكّمة (peer‐review).
عدد المدن الذي شمله الدراسة كبير، لكن لا يغطي جميع أوروبا، فقط المدن الكبرى، ومع ذلك فإن الأماكن الريفية أيضاً قد تتأثر لكن بدرجات مختلفة.
تسجيل الوفيات المُرتبطة بالحر غالباً لا يذكر “الحرّ” مباشرة في شهادة الوفاة—قد يُذكر سبباً صحيًّا مثل أزمة قلبية أو فشل كلوي، وهكذا. هذا يجعل الإحصاءات الدقيقة أقل وضوحاً.
تشير الدراسة بقوة إلى أن الاحترار المناخي البشري يُساهم فعليًّا في وفيات بشرية الآن، وليس في المستقبل فقط.
الحاجة ملحّة لتدابير تكيّف (adaptation): مثل تحسين التبريد في المباني، تعزيز الإنذار المبكر، مراعاة كبار السن والمرضى المزمنين، تهيئة مساحات خضراء داخل المدن لتلطيف الأجواء، إلخ.
أيضاً، ضرورة تقليل الانبعاثات للحدّ من تأثيرات التغير المناخي مستقبلاً، كي لا تتصاعد الأعداد أكثر مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
☀️Rising temperatures from human-caused #climatechange were responsible for roughly 16,500 deaths in #European cities 🇪🇺 this summer, according to a preliminary study released by climate scientists and health researchers.
— FRANCE 24 English (@France24_en) September 17, 2025
Click here for more 👉 https://t.co/ykOSnDN0UK pic.twitter.com/pKa9QmAq6D