ما هي الثورة الصناعية ومتى حدثت؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الثلاثاء، 04 أكتوبر 2022

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
التحكم بالإيماءات .. ثورة في عالم صناعة السيارات
ثور ذكي
فيديو: كيف ومتى نصلي صلاة الخسوف؟

الثورة الصناعية تدل على حجم التغيير في الأنظمة الاقتصادية التي عاشته الدول الأوروبية بسبب تطور وسائل الانتاج وميكنتها، فما هي هذه الثورة؟ وكيف نشأت وتطورت وانتشرت؟

 

مفهوم الثورة الصناعية

يمكن تعريف الثورة الصناعية على أنها عملية التغيير السريع الذي شهدته أوروبا منذ أواخر القرن الثامن عشر، حيث شهدت أوروبا نهضة حديثة في مختلف مجالات العلوم من خلال القيام بالأبحاث العلمية واختراع آلات تزيد الإنتاج وتقتصر الوقت، وكان ذلك السبب المباشر الذي دفع المجتمع للانتقال من الزراعة والحرف اليدوية إلى الصناعة المعتمدة على الآلات.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ولأن الآلات تحتاج إلى خبرة وصيانة وحسن استخدام، كان لابد من ظهور التخصصات في العمل، وأطلق على هذا التغيير اسم الثورة الصناعية البيضاء، المقصود بالبيضاء أنها لم تقم على سفك الدماء للوصول للتغيير، بل على الأبحاث والتجارب العلمية، وبدأت هذه الثورة في أواخر القرن الثامن عشر في بريطانيا نتيجة ازدهار السكك الحديدية في عام 1840، وانتشرت في القرن التاسع عشر في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

ومن أشهر منظري الثورة الصناعية المؤرخ الفرنسي أدولف بلانكي، وعالم الاقتصاد الألماني فريدريك أنغلز، والمؤرخ البريطاني أرنولد توينبي والعالم الإنكليزي آدم سميث صاحب فكرة تقسيم العمل في كتابه ثروة الأمم المنشور في عام 1776، حيث اعتبر أن تقسيم العمل خير وسيلة لضمان زيادة الإنتاج.

 

ظروف قيام الثورة الصناعية

حدثت تطورات عدة ساهمت في ظهور الثورة الصناعية، حيث اخترع العالم الاسكتلندي جيمس واط الآلة البخارية عام 1765، وطورها إلى آلة ميكانيكية في عام 1781، وصنع جيمس واط في معمله 200 آلة، استخدمت في محيط مناجم الفحم والحديد، ثم انتشرت في المرافئ البحرية والنهرية، ما أدى إلى تطور وسائل النقل وظهور البواخر والقطارات التي اعتمدت على الفحم والبخار.

كما أن استخدم الآلات الميكانيكية ساهم في تطور الإنتاج الصناعي وأدى لإحلال الآلات مكان القوة البشرية ليقتصر دور الإنسان على وضع التصاميم وإدارة الآلة للوصول إلى الإنتاج المطلوب من حيث الشكل والنوع والحجم، ونتيجة ذلك برزت الحاجة لرؤوس أموال تغطي قيمة المعامل والمصانع المنشأة والمراد إنشائها، فاستلم الأثرياء إدارة الصناعة في أوروبا، وهذا معد لظهور الرأسمالية.

 

نشوء الثورة الصناعية وتطورها

  • اتفق أغلبية المفكرين على أن الثورة الصناعية تعود لأواخر القرن الثامن عشر، إلا أن بعض المفكرين مثل الكيميائي السويسري فيرنر الذي رأى في كتابه الرأسمالية الحديثة المنشور في عام 1902، أن الثورة الصناعية ثورة قديمة تعود إلى القرن الرابع عشر مع ظهور البرجوازية في فلورنسا.
  • يمكن القول أن جذور الثورة الصناعية بدأت في القرن السابع عشر، حيث ظهرت الشركات التجارية البحرية الكبيرة مثل شركة الهند الشرقية الإنكليزية (1600)، وشركة الهند الشرقية الهولندية (1602)، وقامت هذه الشركات بتعبئة الرجال والمال والموارد المادية من أجل تغذية الكشوف الجغرافية والتقدم التكنولوجي كاكتشاف البوصلة، لتكون هذه الشركات بذور لظهور الشركات المتعددة الجنسيات فيما بعد.
  • وفي القرن السابع عشر، تبنت الدول الأوروبية مبدأ الحريات الفردية، بما فيها حرية التجارة والصناعة، مما أدى للمنافسة الحرة، حيث قامت فرنسا في مارس /آذار من عام 1791 بإصدار قانون ألغت بموجبه العديد من الشركات التابعة للدولة (شركات القطاع العام) انسجاماً مع مبدأ حرية التجارة والصناعة، ومع مطلع القرن الثامن عشر اتخذت بريطانية تدابير مماثلة، وهو ما أكان له أثره في ظهور الثورة الصناعية.
  • وفي القرن التاسع عشر أصبح السوق حراً، وقال العالم الاقتصادي البريطاني كارل بولاني: "إن السوق يعمل بطريقة ذاتية التنظيم، من دون تدخل الدولة".
  • رغم أن هذه التطورات حصلت في فرنسا، إلى أن الثورة الصناعية ظهرت في بريطانيا في البداية وذلك بسبب الاستقرار السياسي التي كانت تعيشه بريطانيا، والوضع الاقتصادي الجيد الذي تتميز به، وقد بدأت هذه الثورة باختراع الآلة البخارية، ومن ثم انتشرت الثورة الصناعية في كل أوروبا ومن ثم إلى باقي دول العالم.
  • وتميزت الثورة الصناعية بظهور مصانع الغزل والنسيج، الأفران عالية الحرارة لصهر الحديد، فأصبحت الآلات بحاجة إلى مصادر جديدة للطاقة فاستخدم الفحم الحجري، ومن ثم البخار، في القرن التاسع عشر، وبعد ذلك اعتمد على الكهرباء في القرن العشرين في تشغيل المحركات والآلات وفي تسيير البواخر والقاطرات.
 

نتائج الثورة الصناعية

أدت الثورة الصناعية للعديد من النتائج التي تركت أثرها على أوروبا والعالم وأبرزها:

  1. ظهور المصانع الكبيرة، وذلك بعد اكتشاف الآلات ما أدى لبروز الحاجة للمزيد من المواد الأولية بسبب سرعة الإنتاج، ولاسيما أن ضمان تشغيل المصانع يحتاج لكميات كبيرة من المواد الأولية.
  2. الهجرة من الريف إلى المدينة، حيث أصبحت الصناعة مصدراً لتحسين الوضع المعيشي، فتركت الناس الزراعة وتوجهت نحو الصناعة.
  3. ظهور طبقة العمال (البروليتاريا)، نتيجة انتشار المصانع أصبح العمل يشكلون ثقلاً كبيراً، ولاسيما مع ظهور معاناتهم نتيجة ممارسات أرباب العمال التعسفية بحق العمال، ما أدى لظهور منظمة العمل الدولية في عام 1919.
  4. ظهور التلوث الكيميائي، نتيجة استخدام الآلات المعتمدة على الطاقة، فأصدرت المصانع الدخان الملوث، مضافاً إليه دخان السيارات، لتتطور هذه الظاهرة لاحقاً وتنتشر في كل البلدان.
  5. ظهور الاستعمار، كوسيلة للبحث عن المواد الأولية لاستثمارها في الصناعة، وللبحث عن أسواق لتصريف المنتجات الفائضة عن الحاجة.

خلاصة

تعد الثورة الصناعية من أهم الثورات في العالم على الإطلاق، ولاسيما أنها تركت أثرها على العالم بأسره، فالدول المتقدمة حصدت إيجابياتها، والبلدان النامية حصدت سلبياتها، فتحولت لمستعمرات احتلتها الدول الأوروبية لتأمين المواد الأولية اللازمة لصناعاتها من جهة، وسوقاً لتصريف منتجاتها من جهة أخرى.