كواليس الأيام الأخيرة في حياة المخرج الراحل داوود عبد السيد
غيب الموت المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد، أحد أبرز رواد السينما المصرية والعربية، عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد رحلة طويلة مع المرض، وفق ما أكدته وسائل إعلام محلية.
وعانى داوود عبد السيد خلال الأشهر الماضية من تدهور حالته الصحية، إذ كان يتلقى العلاج داخل منزله، إلى جانب خضوعه لجلسات غسيل كلوي بصفة منتظمة، قبل أن يرحل تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا يُعد من الأهم في تاريخ الفن العربي.
ويُعد الراحل أحد الأعمدة الرئيسية للسينما المصرية المعاصرة، حيث وُلد في 23 نوفمبر عام 1946، وتخرج في المعهد العالي للسينما – قسم الإخراج عام 1967.
وعلى الرغم من ميوله الأولى للعمل في مجال الصحافة، فإن شغفه بالفن السابع قاده إلى الإخراج السينمائي، ليصبح لاحقاً واحداً من أكثر المخرجين تأثيراً في المشهد السينمائي المصري والعربي بشكل عام.
وقدم داوود عبد السيد عبر مسيرته عددًا من الأعمال الخالدة التي تركت بصمة عميقة في وجدان الجمهور والنقاد، من أبرزها فيلم "الكيت كات" الذي يُعد علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، إلى جانب أفلام "أرض الخوف"، و"مواطن ومخبر وحرامي"، و"رسائل البحر".
وكان آخر أعماله السينمائية فيلم "قدرات غير عادية" الصادر عام 2015، والذي جمع فيه بين التأليف والإخراج.
وتميزت أفلام الراحل بقدرتها على التقاط تفاصيل الحياة اليومية في الأحياء الشعبية والشوارع المصرية المألوفة، مع تقديم شخصيات واقعية قريبة من المشاهد، إلى جانب طرح أسئلة وجودية وأخلاقية عميقة، ومناقشة قضايا مثل الظلم الاجتماعي والبيروقراطية بأسلوب فني سلس ومؤثر، ما أسهم في تخليد أعماله في ذاكرة السينما العربية.
وفي عام 2013، حظيت مسيرة داوود عبد السيد بتقدير عربي واسع، بعدما اختيرت ثلاثة من أفلامه، هي "الكيت كات" (1991) و"أرض الخوف" (1999) و"رسائل البحر" (2010)، ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي في التاريخ، والتي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي.
وبرحيل داوود عبد السيد، تفقد السينما المصرية والعربية أحد أهم صناعها الذين راهنوا على الفكر والإنسان قبل الصورة، وتركوا إرثًا فنيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال.