عمار الموصلي أول جراح للعيون

  • تاريخ النشر: الجمعة، 11 سبتمبر 2020

الطبيب العربي الذي سبق العالم بابتكاراته

مقالات ذات صلة
أول من ابتكر خيوط الجراحة
عبارات عن العيون
صور: خردة وبقايا حروب تتحول لرمز علمي بالموصل

السَّاد أو الكاتاراكت: «Cataract» أو الماء الأبيض، مرض يصيب عدسة العين بالعتمة ويُفقدها شفافيتها فيسبب ضعفاً في البصر، وتجري معالجة العين منه عن طريق عملية جراحية. وعلى الرغم من دقة عمليات جراحة العيون فهذه العملية لم تببتكر في العصر الحديث، بل سبق الأطباء العرب فيها أطباء العصر الحديث حيث ابتكرها طبيب عربي عاش في نهايات القرن الثالث الهجري هو عمار الموصلي.

أو عمار بن علي أبو القاسم الموصلي، ولد ونشأ بالموصل في العراق، وتعلم فيها، وذلك هو السبب في اكتسابه لقب الموصلي. ومن الموصل سافر إلى خراسان، وعمل فيها، ثم اتجه إلى ديار بكر، ثم إلى الكوفة، ومنها إلى سورية وفلسطين ومكة والمدينة المنوَّرة، وكان يمارس في كل منها طبابة العيون وجراحتها ومعالجتها ويبحث عن أسباب انتشارها في هذه الأقطار، وكانت آخر رحلاته إلى مصر حيث استقر في القاهرة في زمن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله. أما تاريخي ولادته ووفاته فهما غير معروفين على وجه الدقة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وكان يمارس تطبيب العين والكِحَالة في البيمارستانات في المدن التي كان يزورها ويصحب معه طلابه لحضور هذه العمليات، ويشرح لهم في أثناء جراحاته كيف يتصرفون أمام معضلة تواجهم وكيف يعالجونها .

إنجازاته:

استطاع عمار الموصلي أن يصل إلى طرق مبتكرة في جراحة العيون، ومازالت هذه الطرق متبعة حتى يومنا هذا. فهو أول من ابتكر طريقة جراحية لعملية سحب ماء العين (أو قدح العين) المُسبب للعمى والمعروفة اليوم في العالم باسم الكتاركتا. فقد صمم الموصلي المقدح الأجوف (وهو أنبوبة رفيعة مجوفة) لشفط الساد الطري (أو ماء العين) بحيث لا يشكل استعمالها في قدح العين أي خطر عليها، وهو الأمر الذي يُستخدم اليوم في العالم كله.
بالإضافة لذلك فقد ابتكر طريقة لمعالجة غطش أو غباش البصر الناتج من الإصابة بالحول عند الأطفال (وهو اختلاف العين اليمنى عن اليسرى أو العكس) وذلك بتغطية العين السليمة لفترة، وقد سبق الموصلي بهذه الطريقة غيره من الأطباء العالميين بألف عام كذلك. وهي الطريقة التي مازالت معتمدة أيضا عند كثير من الأطباء حتى اليوم.

قام بعمليات جراحية كبرى نادرة الوقوع، قلَّ من مارسها قبله أو بعده قبل القرن 19م، وذلك على باطن العين، واحتفظ المريض بعد إجرائها بقدرته على الإبصار في عينيه.

المنتخب في علاج أمراض العين 
يعد كتابه الأوحد (المنتخب في علاج أمراض العين) الكتاب الأشهر في مجال طب العيون، وقد قدمه للاكم بأمر الله، وهو كتاب من 125 فصلا وضعه في مداواة أمراض العين بالأدوية والآلات الجراحية، ويشتمل علي تجارب وطرق عملية في إجراء جراحات العيون وبيان تشريحها بمنهج علمي دقيق – وقد استفاد من منهجه مَن جاء بعده من الأطباء المسلمين في العصور الوسطي مثل : الغافقى والحموي والكفرطابى. وتضمَّن الكتاب أفكاراً لم يسبقه إليها الكحَّالون العرب المتقدمون وأطباء العين اليونان.

ويمتاز الكتاب بأنه تضمَّن وصفاً لأنواع السَّاد الذي يصيب العين وأسباب الإصابة به، منها قوله إن «السكنى في المناطق الحارة الرطبة، وخاصة على سواحل البحار، والمبالغة في تناول الأسماك من الأسباب التي تشكل السَّاد». وحذَّر الأطباء الذين يجرون عمليات (السَّاد الجراحية) ألا يُقدموا على أي عملية إلا بعد نضوجها وتمامها، وقال: «إن النضح يظهر ويتضح حينما يفقد المريض القدرة على تمييز الألوان عن بعضها».