شعر عن البعد والاشتياق: كيف لغيابك أن يزيدني تعلقًا بك؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 أغسطس 2021
مقالات ذات صلة
صور : حسب برجك.. ما هو نوع الإدمان الخاص بك؟
كيف تكتشف أن أحدهم يتجسس على واتس آب الخاص بك؟
ماذا ستفعل إذا وجدت ثعباناً ساماً على شرفة الحجرة الخاصة بك؟

البعد بين الأحباب والاشتياق الذي يصاحبه من أكثر المشاعر التي وصفها الشعراء في قصائدهم، إليك أجمل ما كُتب من شعر عن البعد والاشتياق.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

شعر عن البعد والاشتياق

لَو بَيَّنتَ لَكَ قَبلَ يَومِ فِراقِها، أَنَّ التَفَرُّقَ مِن عَشِيَّةٍ أَو غَدِ

لَشَكَوتَ إِذ عَلِقَ الفُؤادُ بَهائِمٍ، علِقٍ حَبائِلَ هائِمٍ لَم يُعهَدِ

وَتَبَرَّجَت لَكَ فَاِستَبَّتكَ بِواضِحٍ، صَلتٍ وَأَسوَدَ في النَصيفِ مُعَقَّدِ

بَيضاءُ خالِصَةُ البَياضِ كَأَنَّها قَمَرٌ تَوَسَّطَ لَيلُ صَيفٍ مُبرِدِ

مَوسومَةً بِالحُسنِ ذات حَواسِد، إِنَّ الجَمالَ مظِنَّةٌ لِلحُسَّدِ

لَم يُطفِها سَرَفُ الشَبابِ وَلَم تُضِع فيها مُعاهَدَةُ النَصيحِ المُرشِدِ

خَودٌ إِذا كَثُرَ الكَلامُ تَعَوَّذَت بِحِمى الحَياءِ وَإِن تَكَلَّمَ تَقصِدِ

وَكَأَنَّ طَعمَ سَلافَةٍ مَشمولَةٍ، تَنصَبُّ في إِثرِ السِواكِ الأَغيَدِ

وَتَرى مدامها تُرَقرِقُ مُقلَةً، حَوراءَ تَرغَبُ عَن سَوادِ الإِثمَدِ

ماذا إِذا بَرَزَت غداة رَحيلَها، من الحُسنِ تَحتَ رِقاقِ تَلكَ الأَبرُدِ

وُلِدَت بَأَسعَدِ أَنجُمٍ فَمَحَلُّها وَمَسيرُها أَبَداً بِطَلقِ الأَسعُدِ

اللَهُ يَصحَبُها وَيَسقي دارَها خَضِلُ الرَبابِ سَرى وَلَمّا يَرعُدِ.

قصيدة عن البعد والاشتياق

تَمادَى عَلى هَجْري فَزَادَ مَهَابَةً فَيُوسُفُ حَازَ الْحُسْنَ عَنْهُ نهَايَةً
وَمِنْ رَمَقِي لَمْ يُبْقِ إِلاَّ صُبَابَةً، تَمُوتُ نُفُوسُ الْعَاشِقينَ صَبَابَةً
وَشَوْقاً وَلَمْ يُقْضَ لَهَا مَا تَمَنَّتِ، زَمَاني تَقَضى وَاللَّيَالي تَوَلَّتِ
بِهَجْرٍ وَلاَ وَصْلٍ يُبَرِّدُ غُلَّتي، فَوَاحَسْرَتي حَتى أَمُوتَ بِحَسْرَتي
تُهَنَّا عُيُونٌ بِالرُّقَادِ وَمُقْلَتي، تُرَاعِي الثُّرَيَّا بالكَرى مَا تَهَنَّتِ
لَهُ مِنْ فُؤَادِي مَوْضِعٌ مَا أَجَلَّهُ وَلَيْسَ لَهُ شِبْهٌ وَلَمْ أَر مِثْلَهُ
أَجُودُ بِرُوحِي وَهْوَ يَمْنَعُ وَصْلَةُ، تَرَجَّيْتُ مَنْ أَهْوى وَقُلْتُ لَعَلَّهُ
يَجُودُ بِوَصْلٍ قَبْلَ أُوْدَعَ تُرْبَتي، نَدِيمي بِمَنْ أَهْوَاهُ باللهِ غَنِّنِي
وَهَاتِ كُؤوسَ الرَّاحِ صِرْفاً وَأَسْقِني حَبيبٌ رَمَاني بِالصُّدُودِ وَمَلَّني
تَمَادَى عَلى هَجْري وَيَزْعُمُ أنَّني سَلَوْتُ وَإنَّ الْمَوْتَ مِنْ دُونِ سَلْوَتي
أَبِيتُ بِطُولِ اللَّيْلِ أرْجُو خَيَالَهُ وَتَطْمَعُ نَفْسِي أَنْ تَنَالَ وِصَالَهُ
جَمِيلٌ وَلَيْسَ الْبَدْرُ يَحْكِي جَمَالَهُ تَجَلى دَلاَلاً لاَ عَدِمْتُ دَلاَلَهُ
وَمَا ضَرَّهُ لَوْ جَادَ يَوْماً بِزَوْرَتي، مَلُولٌ يَرى قَتْلي حَلاَلاً لأَنَّهُ
عَليَّ أَقَامَ الحُبَّ فَرْضا وَسَنَّهُ وَلِلْعَاشِقِ الْمَهْجُورِ يُخْلِفُ ظَنَّهُ
تُمَيِّلُهُ خَمْرُ الصِّبَا فَكَأَنَّهُ، قَضِيبٌ أَمَالَتْهُ الصَّبَا حِينَ هَبَّتِ
أَبِيتُ وَقَلْبي يَشْتَكي حَرَّ نَارِهِ لأَجْلِ رَشِيقٍ يَنْثَني فِي إزَارِهِ
يُحَاكِي زُهُورَ الْوَرْدِ عِنْدَ احْمِرَارِهِ، تَوَرُّدُ خَدَّيْهِ وَآس عِذَارِهِ
وَنَرْجسُ عَيْنَيْهِ سُؤَالي وَبُغْيَتي، لَهُ طَلْعَةٌ كَالْبَدْرِ نُوراً إذَا بَدَتْ
وَقَامَتُهُ مِثْلُ الْقَضِيبِ تَأَوَّدَتْ مَحَاِسنُهُ لاَ تَنْقَضِي لَوْ تُعُدَّدَتْ
تَأَلَّقَ نُورٌ مِنْ مُحَيَّاهُ فَاهْتَدَتْ إلَيْهُ عُقُولٌ فِي دُجَى الْفَرْعِ ضَلَّتِ
رَشِيقُ الْمَعَاني لاَ يُقَاسُ بِمِثْلِهِ لَهُ نَاظِرٌ يَرْمِي الفُؤَادَ بِنَبْلِهِ
مُصِرٌّ عَلى هَجْرِ الحَبيبِ وَقَتْلِهِ، تَمَنَّيْتُ لَوْ دَامَتْ مَدَامَهُ وَصْلِهِ
لأَظْفَرَ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ بِسَكْرَةِ، أَيَا عَذِلي دَعْني وَمَنْ لَوْ رَأيْتَهُ
لَهِمْتَ اشْتِيَاقاً نَحْوَهُ وَهَيْتَهُ فَصَرِّحْ بِذِكْرِي عِنْدَهُ إنْ لَقِيْتَهُ
تَخَاَلفَ وَجْدِي والغَرَامُ فَلَيْتَهُ، يَرِقُّ لَحِالي فِي هَوَاهُ وَذِلَّتي
تَمَكَّنَ فِي الأَحشَاءِ كل التَّمَكُّنِ وَصَافَيْتُهُ فِي الْوُدِّ مِنْ كُلِّ مُمْكِنَ
وَلَمَّا رَأَيْتُ الْعُمْرَ فِي الصَّدِّقدْ فَني، تَغَزَّلْتُ فِي شِعْري بِهِ غَيْرَ أَنَّني
رَجَعْتُ إلَى مَدْحِ النَّبيِّ بِهِمَّتي، هوُ الْمُصْطَفى حَقّاً لَقَدْ شُرِّفَ اسْمُهُ
وَقَدْ جَلَّ عَنْ وَصْفٍ وَقَدْ تَمَّ رَسْمُهُ، نَبيٌّ كَرِيمٌ قَدْ تَعَاظَمَ حُكمُهُ
تَلَوْتُ بِهِ مَدْحاً حَكَى الشَّهْدَ طَعْمُهُ وَأَنْفَعُ مَا يَبْرَا بِهِ دَاءُ عِلَّتي
هُوَ الْبَدْرُ وَافَي طَالِعاً فِي سُعُودِهِ، عزِيزٌ وَلاَ يَعْبَأْ بِكَيْدِ حَسُودِهِ
لَهُ الْمَنْصِبُ الأَعْلى كَريِمٌ بِجُودِهِ، تَبَارَكَ مَنْ أَهْدي لَهُ مِنْ جُنُودِهِ
مَلاَئِكَةً عَنْ نَصْرِهِ مَا تَخَلَّتِ بِآيَاتِهِ كُلُّ الْقُلُوبِ قَدِ اهْتَدَتْ
وَأَنْوَارُهُ نَارَ الضَّلاَلَةِ أَخْمَدَتْ وَمِنْهُ جُيُوشُ الشِّركِ خَوْفاً تَشَرَّدَتْ
تَرَقى عَلىَ مَتْنِ الْبُرَاقِ وَقَدْ غَدَتْ بِهِ عَنْ مَقَامَاتِ الرِّضَا مَا تَعَدَّتِ
يَقُولُونَ مَغْلُوبٌ أّذَى وَهوَ غَالِبُ وَقَدْ سُلِبُوا أرْوَاحهُمْ وَهوَ سَالِبُ
أُتِي بِبُرَاقِ فِي الدُّجى وَهوَ رَكِبُ، تَسِيرُ بِهِ مِنْ مَكَّةِ وَهوَ طَالِبُ
إلى الْمَسْجِدِ الْأقْصى إلى حَيْثُ حَلَّتِ، غرَامِي بِهِ لاَ يَنْقَضي وَهُوَ دَائِمُ
بِهِ أَمِنَتْ عُرْبُ الْوَرى وَالأَعَاجِمُ، لَقَدْ زَادَ حُبِّي فِيهِ وَالْقَلْبُ هَائِمُ
تَبَاهي بِهِ بَيْنَ الْمَلائِكِ أدَمُ وَقَالَ بِهذَا يَقْبَلُ اللهُ تَوْبَتي
أَمِينٌ لِوَحْي اللهِ أَفْضَلُ مُرْسَلِ، غرَامِي بِهِ صِدْقاً بِغَيْرِ تَجَمُّلِ
أتى جَهْرَةً الْمَلاَئِكِ يَنْجَلي، تَرَاهُمْ قِيَاماً حَوْلَهُ بِتَهَلُّلِ
وَهِمَّتُهُ فَوْقَ الْعُلى قَدْ تَرَقَّتِ، شَفِيعُ الْوَرى فِي مَوْتِهِ وَحَيَاتِهِ
وَمِلَّتُنَا قَدْ أُحْرِزَتْ بِحُمَاتِهِ، يُدلُّ عَلى تَقْدِيمِهِ بِصِفَاتِهِ
تَوَاتَرَتِ الأَخبَارُ فِي مُعْجزَاتِهِ وَمَا زَالَ فِينَا شَرْعُهُ غَيْرَ مَيِّتِ
عِسَاكِرُهُ مَنْصُورَةٌ تَمْلأُ الْفَضَا وَأَعْدَاؤُهُ مَقْهُورَةٌ ساقَهَا الْقَضَا
فَقَدْ نَالَ مِنْ رَبِّ الْعُلى غَايَةَ الرِّضَا، تَمَكَّنَ فِي عِزِّ النُّبُوَّةِ فَانْتَضى
سُيُوفاً لأَقْوَامِ الشَّرِيعَةِ سُلَّتِ، أَجَلُّ الوَرى قَدْراً و أَصدَقُ لَهْجَةٍ
وَلَوْلاهُ لَمْ نَعْرِفْ صَلاَةً وَحَجَّةً، لَقَدْ زَجَّهُ جِبْرِيلُ فِي النُّورِ زَجَّةً
تَلأَلأَ بِالأَنْوَارِ فَازْدَادَ بَهْجَةً، عَلَيْهِ سَلاَمِي دَائِماً وَتَحِيَّتي.

شعر عن الاشتياق للحبيب

لا تُسرِفي في هَجرِهِ وَصُدُودِهِ، يَكفيكِ دونَ الهَجرِ هَجرُ هُجودِهِ

قَد جاوَزَ المَجهُودَ فيكِ وَماله، فيما يُحاوِلُهُ سِوى مَجهودِهِ

كَم قَد سَلاكِ وَعادَ عَودَةَ مُغرَمٍ وَالجَمرُ قَد يَشتَبُّ بَعدَ خُمودِهِ

أَفدي الَّتي نَزَلَت بِوادٍ قَلبُها، أَقسى عَلى العُشّاقِ مشن جُلمُودِهِ

خَطَرَت بِهِ فَكَأَنَّ نَفحَةَ عَنبَرٍ، تَنضاعُ بَينَ تِلاعِهِ وَوُهُودِهِ

غَيداءُ يَقتُلُ كُلَّ صَبٍّ لَحظُها وَالحُبُّ أَقتَلُهُ لَواحِظُ غِيدِهِ

رِيمٌ بِرامَةَ لا يَصيدُ بِضَعفِهِ، إلّا الرِجالَ الصِيدَ حينَ صُدودِهِ

لِلوَردِ حُمرَةُ خَدِّهِ وَالغُصنِ هَزْزَةُ قَدِّهِ وَالظَبي مَدَّةُ جيدِهِ

أَهوى الدُجى مِن أَجلِ أَنَّ هِلالَهُ كَسِوارِهِ وَنُجومَهُ كَعُقودِهِ

يا لائِمَ المُشتاقِ دَعهُ فَإِنَّما يَضنى بِطولِ غَرامِهِ وَسُهودِهِ

قَد لَجَّ في بُرَحائِهِ وَعَنائِهِ لَمّا رَآكَ تَلِجُّ في تَفنيدِهِ

وَمُشَجَّجُ الإِبطينِ مِن فَرطِ الوَجى وَالأَينِ بَينَ هُبوطِهِ وَصُعودِهِ

أَزرَت بِهِ النِياتُ حَتّى نِيُّهُ قَد دابَ تَحتَ وَضِينِهِ وَقُتودِهِ

يَرمي بِهِ قَلبَ الفَلا مَن قَلبُهُ في الخَطبِ أَوسَعُ مِن تَنائِفِ بِيدِهِ

وَيَؤُمُّ أَبلَجَ مِن ذُؤابَةِ عامِرٍ كَالبَحرِ إِلّا في لَذيذِ وُرودِهِ

قَد خَيَّمَ المَعروفُ بَينَ خِيامِهِ وَقُصورِهِ وَجِدارِهِ وَعَمودِهِ

اللَيثُ يَصغُرُ بِأسُهُ في بَأسِهِ وَالغَيثُ يُحقَرُ جودُهُ في جودِهِ

مَلِكٌ يُرَجّى بَأسُهُ وَيَخافُهُ مَن لا يَكادُ يَخافُ مِن مَعبودِهِ

بَذَلَ اللُهى حَتّى اِستَغاثَ بَنانُهُ مِن مالِهِ وَالمالُ مِن تَبديدِهِ

وَبَنى المُعِزُّ مَفاخِراً لَم يَتَّكِل فيها عَلى آبائِهِ وَجُدودِهِ

فَكَأَنَّما سَحُّ النَدى مِن سَحِّهِ أو عُودُهُ مُستَخرَجٌ مِن عُودِهِ

تَلقى النُفوسُ حَياتَها في وَعدِه وَحِمامَها في سُخطِهِ وَوَعيدِهِ

يَشتَبُّ غَيظاً ثُمَّ يَصفَحُ رَأفَةً وَالغَيثُ بَعدَ بُروقِهِ وَرُعودهِ

السَعدُ مِن خُدّامِهِ وَعَبيدِهِ وَالنَصرُ مِن أَعوانِهِ وَجُنودِهِ

لِلّهِ ما فَعَلَ الإِمامُ فَإِنَّهُ أوفى البَرِيَّةِ كُلِّها بِعُهودِهِ

لَم يَكفِ ما والاُ مِن إِحسانِهِ حَتّى تَلاهُ بِقَودِهِ وَبُنودِهِ

وَبِسَيفِهِ وَنِطاقِهِ وَرِدائِهِ وَسِحِلِّ حَضرَتِهِ وَوَشي بُرودِهِ

لا خَلقَ أَكرَمُ شِيمَةً وَسَجِيَّةً في الناسِ مِن مُبدي النَدى وَمُعيدِهِ

في يَومِ لا عيد وَلَكِن فَضلُهُ عيدُ الَّذي وافى إِلَيهِ كَعِيدِهِ

هَل يَعلَمُ اليَومَ الإِمامَ بِأَنَّهُ وَضَعَ الصنيعَةَ في أَحَقِّ عَبيدِهِ

مَلَكوا مَكاناً هَدَّ رُكنَ عُدُوِّهِم وَعَدُوِّهِ وَحَسودِهِم وَحَسودِهِ

وَحَموا بِلادَ الرَقَتينِ مِنَ العِدى وَالغيلُ لا يَحميهِ غَيرُ أُسودِهِ

يا مَن إِذا سَمِعَ العَدُوُّ مَدائِحي فيهِ أَقامَ الغَيظُ حَبلَ وَريدِهِ

قَد جَدَّدَ اللَهُ الوَلاءَ وَزادَهُ بِالخلفِ تَجديداً عَلى تَجديدِهِ

فَليَهنِكُم وَفدُ الخَليفَةِ إِنَّهُ وَفَد النَجاحُ عَلَيكُم بِوُفودِهِ

فَسُبوغُ ذا الإِقبالِ مِن إِقبالِهِ وَبُلُوغُ ذا التَأييدِ مِن تَأييدِهِ.

شعر عن الاشتياق نزار قباني

شؤون صغيرة تمري بها أنت دون التفات، تساوي لدي حياتي، جميع حياتي
حوادث قد لا تثير اهتمامك، أعمر منها قصور وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة وألف سماء وألف جزيرة
شؤون، شؤونك تلك الصغيرة، فحين تدخن أجثو أمامك كقطتك الطيبة
وكلي أمان، ألاحق مزهوة معجبة خيوط الدخان توزعها في زوايا المكان
دوائر دوائر وترحل في آخر الليل عني كنجم، كطيب مهاجر
وتتركني يا صديق حياتي لرائحة التبغ والذكريات وأبقي أنا في صقيع انفرادي
وزادي أنا،  كل زادي حطام السجائر وصحن يضم رمادًا، يضم رمادي
وحين أكون مريضة وتحمل أزهارك الغالية صديقي إلي
وتجعل بين يديك يدي، يعود لي اللون والعافية
وتلتصق الشمس في وجنتي وأبكي وأبكي بغير إرادة
وأنت ترد غطائي علي وتجعل رأسي فوق الوسادة
تمنيت كل التمني صديقي لو أني أظل، أظل عليلة
لتسأل عني، لتحمل لي كل يوم ورودا جميلة
وإن رن في بيتنا الهاتف إليه أطير
أنا يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت، صوتك يهمي علي
دفيئا، مليئا، قوي كصوت نبي كصوت وارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلي وأبكي وأبكي لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب هتفت إلي
ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة إلى المكتبة
وأبقي أنا في ضباب الضباب كأني سؤال بغير جواب
أحدق فيك وفي المكتبة كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت؟ تراك عرفت؟ بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة وأمضى سريعا إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل، أعدو وراء نقاط تدور
ورأسي يدور كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك يا يا صديقي الأثير، تركت بإحدى الزوايا
عبارة حب قصيرة، جنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيئًا سلاما صغيرا يعيد السلام إلي
وحين نكون معا في الطريق
وتأخذ من غير قصد ذراعي، أحس أنا يا صديقي
بشيء عميق، بشيء يشابه طعم الحريق على مرفقي
وأرفع كفي نحو السماء لتجعل دربي بغير انتهاء
وأبكي وأبكي بغير انقطاع لكي يستمر ضياعي
وحين أعود مساء إلى غرفتي وأنزع عن كتفي الرداء
أحس وما أنت في غرفتي بأن يديك
تلفان في رحمة مرفقي وأبقي لأعبد يا مرهقي
مكان أصابعك الدافئات على كم فستاني الأزرق
وأبكي وأبكي بغير انقطاع كأن ذراعي ليست ذراعي.

شعر عن الاشتياق للصديق

أعفو، إذا ركبَ الصديقُ الأصعب وإذا رماني بالسِّهامِ و صوَّبا

وإذا تنكَّر للوفاءِ ولم يدعْ للودِّ في بحر اللَّجاجةِ مَرْكبا

إنِّي لأعرضُ عن صديقي، كُلَّم أرغى وأزْبدَ بالخلافِ وأسْهبا

وأُحسُّ بالأسفِ الكبيرِ لأنَّهُ أمسى منَ الذئبِ المخادِعِ أذْأبا

وأراهُ أحوجَ ما يكونُ إلى الذي يحميهِ من أثر السقوطِ إذا كبا

قالوا: رماكَ بما يسوؤكَ صاحبٌ واشْتدَّ فيما لا يسُرُّ وأغربا

وتغيَّرتْ أحوالُهُ ، فغدا على ما لا تُحبُّ تلوُّناً وتثعْلُبا

فأجبتُ من قالوا، بأنِّي لم أزلْ أرجو له الغفرانَ فيما أذْنبا

قالوا: تطاول، قلت: كم متطاولٍ أمسى رفيقاً للهمومِ مُعذَّبا

قالوا: تجنَّى، قلت: ذلكَ شأنُهُ إنْ كانَ يرضى بالتَّجني مذهبا

قالوا: تنكَّر، قلت ما ذنبي إذ رضي الصحيحُ بأنْ يكونَ الأجْربا

قالوا: لقد كذبَ الحديثَ، فقلت : ما شأني بمن وضع الحديث وكذَّبا

إنِّي أقولُ لمن جفاهُ صديقهُ: كن أنت في ليل الجفاءِ الكوكب

وإذا تقوقعَ في زوايا حقدِهِ حَسَداً، فكنْ أنتَ الفضاء الأَرْحبا

وإذا تمادى في التَّطاولِ صاحِبٌ فاعلمْ بأنَّ العقلَ عنهُ تغيَّبا

واهْجُرهُ حتى يستعيد صوابَهُ فأنا أرى هَجْر المُكابِرِ أصْوبا

واثبتْ ثباتَ "شَدَا" و "حُزْنَةَ" كُلَّم لاقيتَ مهزوزَ الفؤادِ مُذبْذَبا

إنِّي أقولُ لمن أماتَ ضميرهُ وقضى على معنى الوفاء وذوَّبا:

كم من صديقٍ في الحياةِ جنى الأسى وجَنَى انتكاسَ القلبِ حينَ تقلَّبا.