الكتب القديمة التي قيل إنها "ملهمة من الشياطين"

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: دقيقتين قراءة | آخر تحديث: منذ ساعة
مقالات ذات صلة
فنانة تصنع من أوراق الكتب القديمة أشياء مذهلة.. شاهدوا الصور
هل لديك كتب قديمة لا تريدها؟ تعال لنخبرك أي فن مجنون يمكنك فعله بها
كم عدد الكتب في المكتبة؟

لطالما أثارت الكتب القديمة جدلًا واسعًا بين العلماء والمتخصصين في التاريخ والعلوم الغيبية، خصوصًا تلك التي وصفها البعض بأنها "ملهمة من الشياطين". هذه الكتب غالبًا ما كانت تحتوي على طلاسم وأسرار غريبة، واعتُبرت محفوفة بالمخاطر الروحية والمعرفية لمن يقترب منها.

أساطير السحر والفنون الغامضة

أقدم الأمثلة على هذه الكتب ترتبط بالسحر القديم، حيث كانت بعض الحضارات مثل السومريين والمصريين القدماء والبابليين، تكتب طلاسمها على ألواح حجرية أو برديات. هذه المخطوطات تضمنت تعليمات لإشعال القوى الخفية، واستحضار الأرواح، والتحكم بالطبيعة بطرق يُنظر إليها اليوم على أنها غير طبيعية أو شريرة. اعتبر البعض أن مصدر هذه المعرفة "شيطاني"، لأنها تمنح الإنسان قدرات خارقة خارج حدود الطبيعة، وقد تؤدي إلى الهلاك الروحي أو الجسدي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

كتاب "النيكرونوميكون"

من أشهر الكتب التي أطلق عليها صفة الإلهام الشيطاني هو كتاب "النيكرونوميكون" الذي نسبه البعض للكاتب الأمريكي هوارد فيليبس لافكرافت، رغم أنه في الأصل عمل خيالي. يُذكر أن الكتاب يحتوي على طلاسم لتحريك الأرواح وقوى غريبة، واعتبره البعض "بوابة للشر"، وارتبط اسمه باللعنات والمصائب لمن يحاول تطبيق نصوصه.

الكتب الدينية المنحرفة

في بعض العصور، وُصفت كتب دينية أو فلسفية بكونها "ملهمة من الشياطين" عندما خرجت عن المعتقد السائد، أو قدمت تفسيرًا غريبًا للنصوص المقدسة. على سبيل المثال، بعض الكتب الغنوصية في القرون الأولى للميلاد، والتي تناولت أسرار الكون والروح، ووصفت بأنها خطرة لأنها تضلل الناس عن الدين التقليدي.

المخطوطات العلمية المحرمة

حتى العلوم القديمة لم تسلم من هذا الوصف، فبعض المخطوطات التي تناولت الكيمياء القديمة أو تحضير الأدوية الغريبة، وُصفت بأنها "شيطانية"، خصوصًا إذا تضمنت وصفات لا يمكن تفسيرها علميًا آنذاك. اعتبر بعض العلماء أن هذه المعرفة تهدد الإنسان وتجعل القوة في يد من لا يعرف حدودها.

الغموض والأسطورة

تظل كثير من هذه الكتب محاطة بالغموض، حيث لم يتأكد وجودها فعليًا في كل الحالات، أو ربما دُمرت على مر العصور خوفًا من تأثيرها. ومع ذلك، تستمر الأساطير حولها، وتُروى قصص عن من قرأها أو حاول تطبيق نصوصها فتعرض لمصائب غريبة، مما عزز الاعتقاد بأنها "ملهمة من الشياطين".

يبقى موضوع الكتب القديمة "الملهمة من الشياطين" مزيجًا من الواقع والأسطورة، بين ما هو موجود فعليًا وما هو مبالغ فيه. يكشف هذا الجانب من التاريخ عن خوف الإنسان الدائم من المجهول، ورغبته في تصنيف كل ما يتجاوز قدراته الطبيعية على أنه شر أو خطر، بينما تبقى المخطوطات الغامضة شاهدة على الفكر الإنساني السري والمعقد، وتجسد الصراع بين المعرفة والخوف.