«حركة الكوارتر-زيب»… كيف تحوّلت سترة بسيطة إلى رمز جديد للرجال الشباب؟

  • تاريخ النشر: منذ 5 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة
مقالات ذات صلة
الكلبة الأكثر أناقة في العالم.. تحولت إلى رمز للموضة والجمال
عبارات عن الستر والحشمة
دعاء الستر واللطف

برزت خلال عام 2025 موجة لافتة على مواقع التواصل الاجتماعي تُعرف باسم Quarter-Zip Movement، وهي حركة أعادت تعريف الأزياء الرجالية المعاصرة بطريقة غير متوقعة. فقد انتقل عدد كبير من الشباب، وخصوصًا من جيل الـ Gen Z، من ملابس الشارع الرياضية الشهيرة إلى اعتماد سترة “الكوارتر-زيب” كهوية جديدة تعكس شخصية أكثر نضجًا وأناقة.

ما هي حركة “الكوارتر-زيب”؟

بدأت هذه الموجة مع انتشار مقطع فيديو شبابي يؤكد أن ارتداء سترات الـ Quarter-Zip لم يعد مجرد خيار بسيط، بل أصبح إعلانًا ضمنيًا عن تغيير نمط الحياة. ومع تكرار الفكرة على إنستغرام وتيك توك، أخذت الحركة تتسع تدريجيًا، إذ رأى الشباب فيها وسيلة للتعبير عن طموحهم، ولإظهار صورة أكثر اتزانًا ورُقيًا بعيدًا عن المظهر الرياضي المعتاد.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

لماذا تلقى هذه السترة رواجًا؟

تلقى سترة الكوارتر-زيب إقبالًا كبيرًا لأنها تجمع بين البساطة والأناقة. فهي تناسب المواقف الرسمية وغير الرسمية على حدّ سواء، كما يمكن تنسيقها بسهولة مع بنطلونات مستقيمة أو ضيقة نسبيًا، إضافة إلى أحذية نظيفة وعصرية. ولأن تصميمها هادئ ومريح، فقد استطاعت أن تصبح رمزًا جديدًا للرجال الذين يرغبون في إطلالة أكثر نضجًا من دون التخلي عن الراحة.

بين الموضة والهوية

ومع انتشار الحركة، بدأ كثيرون يرون فيها أكثر من مجرد اتجاه عابر؛ إذ ارتبطت بفكرة “الرجولة الهادئة” التي تُظهر الشخص منظمًا ومسؤولًا ومهتمًا بتطوير نفسه. كذلك يرى بعض الرجال أن اعتماد هذا الأسلوب يمنحهم فرصة الهروب من الصور النمطية المرتبطة بثقافة الشارع، وبالتالي يتيح لهم تقديم نسخة أكثر ثقة واتزانًا أمام الآخرين. وعلى الرغم من ذلك، ظهر رأي مضاد يعتبر الحركة نوعًا من الابتعاد غير المبرر عن الأساليب التقليدية الشائعة بين الشباب، الأمر الذي أثار نقاشات واسعة حول ارتباط الملابس بالهوية الاجتماعية.

تأثير ثقافي واقتصادي ملحوظ

ومع استمرار انتشار الحركة، بدأت تأثيراتها تتجاوز العالم الرقمي لتؤثر على مبيعات الأزياء الرجالية. فقد زاد الإقبال على هذا النوع من السترات بين الشباب، خصوصًا الفئة العمرية من 18 إلى 24 عامًا، مما دفع العديد من العلامات التجارية إلى طرح موديلات جديدة تلائم الذوق الحديث. وبما أن هذه الحركة ترتبط برغبة في تحسين المظهر الشخصي وتقديم الذات بصورة أكثر احترافية، فقد تحولت إلى إحدى الظواهر التي تعكس القلق الاقتصادي والاجتماعي لجيل يسعى للثبات والاعتراف.

موضة أم أسلوب حياة؟

ورغم أن البعض يرى أن “الكوارتر-زيب” مجرد موجة ستتراجع مع ظهور اتجاهات أخرى، فإن آخرين يؤكدون أنها تحولت بالفعل إلى أسلوب حياة. فهي لا تعكس اختيارًا للأزياء فحسب، بل تشير إلى تغيّر في طريقة التفكير والاقتراب من العالم: مزيد من الانضباط، واهتمام بالذات، ووعي أكبر بالصورة التي يقدمها الرجل للآخرين.