;

معجزة هيلين كيلر.. حصلت على الدكتوراة وصارت سفيرة لحقوق المكفوفين

رغم فقدها حاستي السمع والبصر استطاعت أن تتغلب على العوائق

  • تاريخ النشر: الأحد، 19 يوليو 2020
معجزة هيلين كيلر.. حصلت على الدكتوراة وصارت سفيرة لحقوق المكفوفين

يقول الكاتب الشهير مارك توين "إن أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر هما نابليون بونابرت وهيلين كيلر". تظل حكاية هيلين كيلر واحدة من أكثر الحكايات إلهاما على الإطلاق، فقد استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة عظيما وتواجه مصاعب الحياة رغم إعاقتها المزدوجة.. إن فقدان أحد الحواس يمثل تحديا كبيرا وصعبا لأي إنسان فما بالك بفقدان اثنين من الحواس، والتهديد بفقدان حاسة ثالثة؟! هذا ماعانته هيلين كيلر التي فقد حواس السمع والإبصار منذ صغرها وتعرضت لخطر فقد القدرة على الكلام أيضا.لكنها استطاعت تحدي جميع الظروف والانطلاق في حياتها دون استسلام للعوائق.

البداية:

ولدت هيلين كيلر في السابع والعشرين من يونيو عام 1880 في ولاية ألاباما، بالولايات المتحدة الأمريكية، لعائلة ثرية من أصول ألمانية. وتمتعت الطفلة هيلين بصحة جيدة حتى بلغت 19 شهراً، أصيبت وقتها بحمى شديدة شخصها الأطباء بكونها الحمى  القرمزية والتهاب السحايا وهو الحدث الذي غير حياتها إلى الأبد. إذ فقدت سمعها وبصرها، ونشأت بسببه كفيفة وصماء. وفي السادسة من عمرها نصح أحد الأطباء عائلتها بعرضها على ألكسندر جراهام بل والذي نصح بأن تلحقها عائلتها بمعهد بيركنس لفاقدي البصر.

آن سوليفان..نقطة النور:

جاءت نقطة التحول الأعظم في حياة هيلين كيلر عندما جاءت المعلمة ”آن سوليفان“ للإشراف على تعليمها، والأقامة في بيت العائلة. وبالفعل لاقت استجابة من هيلين بفضل أسلوبها المميز. في البداية علمتها الحروف عن طريق كتابتها باللمس على كف يدهابدأت سوليفان في تعليمها الحروف بطريقة ”بريل“، ثم انتقلت بشكل تدريجي إلى ربط الحروف والكلمات بالإشارات، وبعد ذلك انتقلت إلى ربط الإشارات بالأشياء الملموسة، حيث كان أول مثال هو ربط الماء بأحرفه بإشارة تدل عليه فكانت قفزة هائلة في مسار هيلين ومعلمتها آن سوليفان.ثم بعد معاناة طويلة ومحاولات كثيرة ، حدثت المعجزة واكتملت باستطاعتها أن تتعلم النطق والكلام.وذلك عن طريق وضع يدها على شفاه المتحدث، ومحاولة تقليد حركات الشفاه واللسان، فتعلمت هيلين الكلام  بفضل المساعدة المبتكرة لمعلمتها آن سوليفان.  بعد ذلك قُبلت في معهد هارفرد للفتيات،وخلال دراستها في هارفرد لم تفارقها معلمتها طوال سنوات دراستها، وكانت تترجم لها ما يقال وتقرأ لها الكتب حتى حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم والفلسفة.

استطاعت هيلين بفضل مساعدة معلمتها، وإرادتها القوية أن تتعلم عدد كبير من اللغات بالإضافة إلى الألمانية مثل الفرنسية والألمانية واللاتينية، وأتقنت عدة مهارات منها علم النبات والجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة. أتمت دراستها الجامعية وحصلت على درجة الدكتوراة.

جهودها وأنشطتها الحقوقية:

من خلال نشاطها وجهودها الحقوقية في مجالات قضايا المكفوفين وأصبحت سفيرة لهم في أنحاء العالم، وزارت العديد من الدول لتلقي فيها محاضرات مختلفة. وبفضل جهودها وتواصلها مع الرئيس الأمريكي روزفلت، تم توفير الكتب الناطقة للمكفوفين.

ولم تقتصر اهتمامات هيلين كيلر على الشأن الداخلي الأمريكي بل امتدت لتشمل النظام النازي. والتمييز الذي واجهه ذوي الاحتياجات الخاصة في ظل النظام النازي. وبسبب ذلك قام الطلاب الألمان بإحراق كتبها.

وبمساعدة جورج كيسلر استطاعت أن تؤسس منظمة هيلين كيلر الدولية، والتي قامت بعمل أبحاث تتعلق بحاسة البصر والصحة والتغذية.

أهم إنجازاتها:

استطاعت  هيلين  كيلر أن تحصل على الكثير من الجوائز والأوسمة حول العالم، وألفت 18 كتابا ترجمت إلى أكثر من 50 لغة، ومن بين أهم كتبها: ”قصة حياتي“، ”المعلم“وهو عبارة عن مجموعة من القصص حول معلمتها سوليفان، ”الخروج من الظلام“، ”العالم الذي أعيش فيه“، ”التفاؤل“.

وقد قدمت السينما العديد من الوثائقيات والأفلام حول حياتها وكفاحها مثل فيلم The Miracle Worker الذي تناول قصة حياتها، وفيلم كرتوني تناول طفولتها.

وقد منحها الرئيس الأمريكي جونسون وسام الرئاسة للحرية عام 1964 والذي يعد أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة الأمريكية.

كما وضعت مجلة (تايم) اسمها ضمن الشخصيات المائة الأكثر تأثيرا في القرن العشرين.

عام 1968 وبعمر 88 سنة، توفيت هيلين بعد حياة من صنع المستحيل وتحدي الحدود، تاركة خلفها الكثير من الأمل وقوة الإرادة للبشر.