;

كورونا سبب لها الحرج: قرية نمساوية تفكر في تغيير اسمها

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 25 مارس 2020
صحفي نمساوي غلى جانب لافتة في مدخل قرية سانت كورونا (مجلة كورير)

بدأ الأمر بمزحة تناقلها سكان قرية سانت كورونا أم فيكسيل النمساوية، عندما وجدوا تشابهاً بين اسم قريتهم مع فيروس كورونا المستجد، الذي أعلن عن وجوده في أواخر عام 2019، من أحد أسواق بيع الحيوانات الحية في مدينة ووهان الصينية.

لكن المزحة لم تستمر، بعدما تحول الفيروس إلى وباء انتشر في أكثر من 100 دولة حول العالم، لدرجة دفعت عمدة القرية النمساوية إلى إعادة التفكير في اسم قريته وشعارها التسويقي السياحي الذي بات مرتبطاً باسم فيروس قاتل.

يقول عمدة القرية: قد نحتاج إلى إعادة التفكير في اسم قريتنا بسبب تشابهه مع اسم الفيروس الذي تحول إلى وباء قاتل. بحسب موقع France 24.

وأضاف رئيس البلدية مايكل جروبر: الأمر في البداية كان مجرد دعابة لرؤية فيروس اسمه يشابه اسم القرية، لكن النكات توقفت منذ أن أصبح الوباء في غاية الخطورة.

وتعد السياحة البيئية المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة للقرية التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 شخص، وتقع على بعد حوالي 100 كيلو متر جنوب فيينا عند سفح جبال الألب.

يقول جروبر: ربما يتعين علينا إيجاد اسم جديد للترحيب بالسائحين، حيث إن شعار القرية يحمل اسم كورونا، وهو الاسم الذي يظهر على الكتيبات والمعلومات الأخرى للسياح.

وتشمل معالم الجذب في القرية التي تحمل اسم القديس الكاثوليكي كورلا، التزجل على الجليد وركوب الدراجات الجبلية.

وحتى الآن، وصل عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في النمسا إلى 5315 حالة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 36 حالة.

واتخذت الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 9 ملايين شخص إجراءات صارمة للحد من التحركات لمكافحة انتشار الفيروس.

وبشكل عام، تمثل تسمية الأمراض والأوبئة الجديدة، صعوبة على العلماء الموكلين بذلك، فهناك العديد من الاعتبارات التي يهتمون بها قبل اتخاذ القرار، أبرزها أن يكون الاسم جديد وفريد وقصير وجذاب، ولا يتسبب في إيذاء مشاعر أحد أو إثارة غضب منطقة ما أو وصمها، فقد تؤدي إساءة اختيار الاسم إلى إلصاق وصمة العار بمنطقة بأكملها، أو تقويض قطاع كامل، أو تفجير أزمة دبلوماسية.

فمع انتشار فيروس كورونا المستجد، انتشرت مسميات عديدة له منها: إنفلونزا ووهان، فيروس كورونا ووهان، فيروس كورونا المستجد 2019 والفيروس المسبب للالتهاب الرئوي بسوق الأطعمة البحرية في مدينة ووهان.

ونشرت اللجنة الدولية لتصنيف الفيروسسات تقريراً يقترح اسم: فيروس كورونا الثاني المسبب لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد، أو سارس 2، للإشارة إلى ارتباطه الوثيق بفيروس سارس الأول.

غير أن منظمة الصحة العالمية، أعلنت في مؤتمر صحفي، الاسم الرسمي للمرض الذي يسببه الفيروس المستجد، وهو المرض الناجم عن فيروس كورونا - 19.

وقال أحد المتحدثين الرسميين باسم منظمة الصحة العالمية، إن المنظمة لن تستخدم اسم سارس، حتى لا تثير الكلمة الذعر بين الناس.

ويقول جينز كوهن، المتخصص في الفيروسات الفتاكة بالمعهد الوطني للصحة، إن تسمية الفيروسات ليست سهلة على الإطلاق، فقد تتسبب في إثارة غضب الناس لأسباب مختلفة. بحسب موقع BBC عربي.

وكلما تأخر اختيار الاسم الرسمي، زادت صعوبة محو الاسم الأول الذي أُطلق على الفيروس وقت ظهوره من أذهان الناس، كما هو حال فيروس H1N1، الذي لا يزال يشار إليه باسم إنفلونزا الخنازير  في حين أن الخنازير لم تكن سبب المشكلة. صحيح أن الفيروس مصدره الخنازير، إلا أن البعض يقترحون أنه انتقل إلى البشر عبر حيوان آخر، ربما يكون أحد أنواع الطيور المهاجرة.

ولهذا ينصح كوهن باختيار الاسم المناسب لسلالة الفيروس من البداية.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا