;

رغم وفاته منذ 27عاماً: هذا ما فعله أشهر تاجر مخدرات لإنقاذ أفراس النهر

تاجر المخدرات سيئ السمعة بابلو إسكوبار ساعد عن غير قصد في إنقاذ أفراس

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 25 مارس 2020
رغم وفاته منذ 27عاماً: هذا ما فعله أشهر تاجر مخدرات لإنقاذ أفراس النهر

هل تصدق أن تاجر المخدرات سيئ السمعة بابلو إسكوبار ساعد عن غير قصد في إنقاذ أفراس النهر من الإنقراض؟

لقد ترك زعيم المخدرات بابلو إسكوبار بعد مقتله  بالرصاص في عام 1993 حديقة حيوانات مليئة بالحيوانات البرية إلى جانب إمبراطورية الكوكائين التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وتم نقل الأسود والزرافات والأنواع الغريبة الأخرى من عقار هاسيندا نابولس الفاخر شرق ميديلين إلى أماكن جديدة، ولكن بعد حوالي ثلاثة عقود، ازدهرت عشرات أفراس النهر التي كانت موجودة في الحديقة سابقاً وذلك في البحيرات الصغيرة شمالي كولومبيا بعد نقلها إلى هناك، مما يجعلها أكبر الحيوانات الغازية المتكيفة مع أماكن جديدة في العالم.

رغم وفاته منذ 27عاماً: هذا ما فعله أشهر تاجر مخدرات لإنقاذ أفراس النهر

منذ ذلك الحين، تكاثرت أفراس النهر وارتفع عددهم إلى ما يقدر بـ 80 إلى 100 فرس نهر وانتشروا في أنهار البلاد.

دراسة جديدة

لقد اعتبر العلماء والسكان المحليون أفراس النهر التي جلبها إسكوبار حيوانات غازية وافدة متطفلة، لا ينبغي أن تنتشر في قارة أمريكا الجنوبية.

لكن دراسة جديدة، نشرت مؤخراً في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، كشفت أن أفراس النهر التي كانت لدى إسكوبار ساعدت في إنقاذ السلالة من الإنقراض بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية. 

بابلو إسكوبار

وأجرى الباحثون تحليلاً عالمياً يقارن السمات البيئية لأفراس النهر من سلالة إسكوبار ، مع تلك الموجودة في الماضي.

ووجدوا أن لديها العديد من السمات المهمة التي فُقدت منذ آلاف السنين. 

ويقول مؤلفو الدراسة أن 64 في المائة من  أفراس النهر من سلالة إسكوبار،  تشبه الأنواع المنقرضة أكثر من الأنواع المحلية الأصلية.

وقد تساعد هذه الأفراس في استعادة الأنواع لأصلها في أوقات ما قبل الانقراض.

وقال المؤلف المشارك للدراسة الدكتور جون روان، من جامعة ماساتشوستس أمهيرست: وجدنا أن بعض الحيوانات العاشبة التي تم إدخالها تطابق الأنواع المنقرضة.

وتتشابه فرس النهر الوحشي في أمريكا الجنوبية في النظام الغذائي وحجم الجسم مع اللاما المنقرضة العملاقة.

وفي حين أن فرس النهر لا يشبه الأنواع المنقرضة بشكل مثالي، إلا أنه يستعيد أجزاء من الإيكولوجيات المهمة عبر عدة أنواع.

التنوع البيولوجي

ورغم تسبب النشاط البشري في انقراض العديد من الثدييات الكبيرة على مدى 100000 سنة الماضية ، فإن أفراس النهر التي أدخلها بابلو إسكوبار أعادت تشكيل أجزاء من العالم، مثل أمريكا الجنوبية، حيث كانت اللاما العملاقة تتجول هناك.

وأشار العلماء لثدييات عملاقة أخرى منقرضة مثل  الماموث بحجم وحيد القرن  والديبروتدن و ثدييات جليبتودون المدرعة الشبيهة بالدبابات وحيوان الكسلان.

وقال الباحثون إن هذه العواشب العملاقة بدأت صعودها التطوري بعد وقت قصير من زوال الديناصورات ، لكنها انقرضت فجأة منذ حوالي 100000 عام ، على الأرجح بسبب الصيد والضغوط الأخرى من أسلافنا المتأخرين من العصر البليستوسيني.

العصر البليستوسيني

وتُعرف حقبة العصر البليستوسيني عادةً بأنها الفترة الزمنية التي بدأت منذ حوالي 2.6 مليون سنة واستمرت حتى حوالي 11،700 سنة. 

ويقول  إريك لوندغرين المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو طالب دكتوراه في جامعة سيدني للتكنولوجيا، إن إمكانية إدخال الحيوانات العاشبة قد تستعيد الوظائف البيئية المفقودة.

وتحقيقا لهذه الغاية، قارن الباحثون السمات البيئية الرئيسية للأنواع العاشبة من قبل انقراض البليستوسين المتأخر حتى يومنا هذا، مثل حجم الجسم والنظام الغذائي والموئل.

وقال لوندغرين: سمح لنا هذا بمقارنة الأنواع التي لا ترتبط بالضرورة ببعضها البعض ارتباطًا وثيقًا، ولكنها متشابهة من حيث كيفية تأثيرها على النظم البيئية.

من خلال القيام بذلك، يمكننا تحديد مدى تشابه الأنواع المدخلة مع ما قبل الانقراض.

وقدم الباحثون مثالاً حول الخنازير البرية التي يكرهها المزارعون على نطاق واسع في جميع أنحاء جنوب الولايات المتحدة بسبب قيامها بتدمير وتخريب المحاصيل الزراعية عندما تقوم مجموعات كبيرة بالبحث عن الطعام، لكن لوندغرين قال: إن هذا السلوك هو خدمة كبيرة للنظام البيئي، والذي قامت به حيوانات عاشبة كبيرة أخرى انقرضت منذ زمن، فهناك العديد من الأنواع التي فعلت في السابق ما تفعله الخنازير الآن، وهي خدمة قلب التربة الطبيعية، ففي أمريكا الشمالية كان العديد من هذه الأنواع التي فعلت الشيء نفسه في أواخر العصر البليستوسيني المتأخر ولملايين السنين، تطور كل شيء مع هذا النوع ولكنه بقي محتفظاً بهذا السلوك المتجذر.

وتابع: إذا نظرت بالفعل إلى ما يفعله هذا السلوك الجذري، فهذا يعتمد بالطبع على الكثافة وعدد الحيوانات التي تقوم بالأمر، لذلك إن كان لديك 10 مليار خنزير بري تتجذر على كل شبر من التربة، فهناك أنواع ستفقد موائلها المفضلة بنسبة 100٪ ، ولكن إن قام القليل منها بفعل ذلك فهم يقدمون خدمة هامة للتربة، ففي تينيسي على سبيل المثال وجد المزارعون أن الأشجار تنمو بشكل أسرع في الواقع بسبب الخنازير البرية، وذلك لأنها تدمج فضلات الأوراق في التربة، وتزيد من معدلات التحلل وتضيف المزيد من العناصر الغذائية المتاحة بشكل أسرع للأشجار.